أشرف مهدي جمعة رئيس الحكومة بضاحية قمرت بتونس العاصمة على افتتاح أشغال مؤتمر «استثمر في تونس الديمقراطية الناشئة» بحضور ممثلين عن 30 بلدا و20 مؤسسة دولية وشركات خاصة على غرار الوزير الأوّل الفرنسي مانويل فالس وعبد المالك سلال الوزير الاول الجزائري وعبد الله بن كيران رئيس الحكومة المغربية. وقد ألقى مهدي جمعة كلمة أكد فيها ان تونس اخذت في التعافي ووضعت على السكة وأنّ ذلك ما يتجلى في استعدادها للاستحقاقات الانتخابية القادمة التي ستحرص جميع الاطراف والسلط على ان تكون نزيهة وشفافة. وأوضح رئيس الحكومة ان تونس تقدّم رؤية اقتصادية واضحة وخيارات استراتيجية وقطاعات واعدة ومشاريع مختلفة لما تتوفر عليه من فرص وكفاءات تعطي أي استثمار نسب نجاح عالية مشددا على ان الاستثمار في هذه البداية الجديدة يشكل استثمارا في الديمقراطية وتعزيزا للسلام والأمن. وأضاف رئيس الحكومة قائلا: «لقد نسينا الاقتصاد خلال السنوات الثلاث الماضية لكنه لم ينسانا لأن عدم الاستقرار والبطالة والازمات السياسية والحراك الاجتماعي تغذي المشكلة الاقتصادية» مؤكدا عزم تونس على تسريع نسق الاصلاحات المالية وانعاش المؤسسات الحكومية والتصدي لظاهرة الاقتصاد الموزاي والتهريب، مذكرا بالإصلاحات التي تم ادخالها على المجال الاقتصادي وحتى التسييري بمصالح الدولة قائلا: «لقد اعتمدنا على حوكمة ترتكز أساسا على الكفاءة والحياد والنزاهة، واضعين في ذلك مصلحة تونس فوق كل اعتبار..». وأشاد رئيس الحكومة بقيمة التوافق الحاصل بين الاطراف السياسية الذي انتج حكومته التي تعمل على تركيز خارطة طريق مستقبلية للاقتصاد الوطني حتى يستعيد توازنه داعيا الى ارساء انموذج اجتماعي جديد من خلال ادخال بعض الاصلاحات الجذرية على الضمان الاجتماعي والصناديق الاجتماعية القائمة على ذلك، مطالبا بالمراهنة على الكفاءات التونسية التي اثبتت خبرتها ونجاحها في مختلف المحافل والمحطات. وبيّن مهدي جمعة أنّ مؤتمر «استثمر في تونس الديمقراطية الناشئة» هو تحفيز للاستثمار الاجنبي لبعث المشاريع في تونس وليس مؤتمرا للدول المانحة اضافة الى كونه مناسبة سانحة لاستعادة ثقة المستثمرين في تونس كوجهة واعدة للاستثمارات وأضاف: «نريد شراكة مثمرة وفعالة مع أصدقائنا وليس اعانات». من جانبه دعا مانويل فالس الوزير الاول الفرنسي خلال كلمته الدول الصديقة لتونس الى الاستثمار فيها لما تتوفر عليه من إمكانات مناسبة وفرص للنجاح، وجدد فالس استعداد بلاده للاستثمار في تونس مفيدا بوجود عدة مشاريع شراكات في مجالات الفلاحة والطاقات المتجددة والاقتصاد الرقمي. وقال فالس ان فرنسا وفرت حوالي 4000 موطن شغل جديد في انتظار استكمال المشاريع الكبرى التي هي بصدد التركيز في تونس. وعلى الصعيد الامني اكد الوزير الاول الفرنسي ان تونس تخطت تحديات ارهابية خطيرة تربصت بها بل وواجهتها بشجاعة وامتياز تدعمها في ذلك مساعدة اصدقائها وعلى رأسهم فرنسا مشيرا الى ان مواجهة الارهاب لا تتم الا باستكمال المسار الديمقراطي ودفع عجلة التنمية وتوفير فرص الشغل امام الشباب. أما عبد المالك سلال الوزير الاول الجزائري فقد جدد في كلمته دعم بلاده لتونس وتعاونها معها على جميع الاصعدة خاصة في ما يتعلق بالجوانب السياسية والاقتصادية والمالية والامنية. مشيرا الى ان تونس تعيش المراحل الاخيرة من الفترة الانتقالية وأنّها استطاعت انجاح التحول الديمقراطي وتابع قائلا : «الجزائر ستواصل دعمها وتضامنها الاخوي مع تونس خاصة في ما يتعلق بالتعاون السياسي والاقتصادي والمالي والامني فانتصارها هو انتصار للجزائر». وفي ما يتعلق بمكافحة الارهاب والتحديات الامنية التي تواجهها تونس شدّد الوزير الاول الجزائري على أن بلاده ستعمل كلّ ما في وسعها لضمان الاستقرار للمنطقة وأنّها ستواصل التنسيق الامني مع الجانب التونسي وذلك انطلاقا من تجربتها في هذا المجال.