أكّد نورالدين عاشور مدير المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة ل«التونسية» انّ حالة المضيفتين التابعتين للخطوط التونسية اللتين أصيبتا بمرض «المالاريا» أثناء انتقالهما في رحلة عمل إلى «الكوت ديفوار» مستقرة، وقال إنهما تلقّتا العلاج المناسب وأنهما بخير و«لاباس»، نافيا ان تكون حالتهما الصحية حرجة رغم الأعراض التي ظهرت عليهما مثل ارتفاع درجات الحرارة وآلام في المعدة. وكشف عاشور انّ الشكوك حامت في البداية حول إصابة ثلاث مضيفات ولكن تبين لاحقا ان إحداهن سليمة وبالتالي فإن مضيفتين فقط أصيبتا بالمالاريا. وأكّد عاشور أنه لا علاقة لمرض «المالاريا» بداء «إيبولا» رغم تشابه الأعراض. وكانت المضيفتان قد سافرتا لمدة أربعة أيام في رحلة عمل إلى «الكوت ديفوار» ولكن أثناء توقفهما بنقطة العبور إنتقلت إليهما العدوى عن طريق لسعة «بعوضة» . من جهتها أكدت الدكتورة ذكريات قمازة منسقة البرنامج الوطني لمكافحة المالاريا ل«التونسية» انها زارت المضيفتين بمستشفى الرابطة موضّحة أنّ وضعهما الصحي مستقر، وكشفت ان تونس تمكنت من القضاء على هذا المرض منذ عدة سنوات، مؤكدة انّ لدى بلادنا التلاقيح اللازمة ونفت إمكانية انتقال هذا المرض من إنسان إلى آخر عن طريق العدوى. وأضافت ان المضيفتين المصابتين وصلتا إلى تونس في أواخر شهر أوت أين تم اكتشاف إصابتهما بالمالاريا. وحول ما راج من أخبار حول إصابة المضيفتين نظرا لعدم تلقيهما التلاقيح اللازمة قبل السفر، قالت د.ذكريات قمازة انه حتى لو تم القيام بالتلاقيح المذكورة وتناول الدواء فإن هذا لا يمنع الإصابة. وكشفت انه سيتم القيام ببحث شامل حول هذا الموضوع. الوزارة توضّح من جانبها أصدرت وزارة الصحة بلاغا حول الحادثة جاء فيه: «على إثر تسجيل حالتين من الملاريا المستوردة لدى مضيفتين في شركة طيران (لم تمتثلا للعلاج الضروري الوقائقي قبل السفر)، فإن وزارة الصحة تعلم الرأي العام أنه يتم تسجيل هذا النوع من الحالات سنويا لدى الأعوان العاملين بشركات الطيران. كما تؤكد أنه تم التكفل والإحاطة بالحالتين في الإبّان بالتنسيق مع الأطباء الخواص وأطباء الصحة العمومية وقد تلقيتا العلاج الضروري وتماثلتا للشفاء وحالتهما مستقرّة. وتجدر الإشارة إلى أنّ البلاد التونسية خالية من الملاريا حيث وقع القضاء على هذا المرض منذ سنة 1979 وكلّ ما يتمّ تسجيله من حالات فهي إصابات مستوردة من البلدان الموبوءة بالملاريا خاصّة بلدان شبه الصحراء الإفريقية. مع العلم أنّ وزارة الصحة توفّر الوقاية الكيميائية للمسافرين بصفة مجانية بما فيهم العاملين بشركات الطيران. كما يتم في حالة ظهور إصابات مستوردة توفير الإحاطة المجانية بالمؤسسات الصحية في كلّ ما يخصّ الكشوفات حتى السريعة منها وتوفير العلاج المعتمد حسب المعايير الدولية».