يختلف رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي في كل شيء، من عمره ونمط حياته إلى توجهاته السياسية، عن سلفه سيلفيو برلسكوني. لكن هذا الاختلاف لم ينقذه من التهمة التي وجهت إلى برلسكوني، وهي تعيين وزيرات في حكومته لأنهن جميلات وشابات، من دون أي اعتبار للمؤهلات الأخرى. وكان برلسكوني اختار عارضة ازياء مشهورة لتكون زيرة في حكومته، ونال صيتًا سيئًا بمعاشرته بائعات الهوى والراقصات في الملاهي. واليوم، يعيد التاريخ نفسه باعلان سياسية مخضرمة في الحزب الديمقراطي بزعامة رينزي أن رئيس الوزراء اختار بعض وزيراته لجمالهن ورشاقة قوامهن، وليس لكفاءتهن ورجاحة عقولهن. قالت روزي بيندي، القائدة القوية في الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إلى يسار الوسط ورئيسة لجنة مكافحة المافيا في البرلمان الايطالي: "ان اختيار بعض الوزيرات جاء باعتقادي لأنهن شابات وحلوات المظهر". وكان رينزي (39 عامًا) أصبح رئيس وزراء ايطاليا في فيفري الماضي، بعد قيادته معارضة أسفرت عن إسقاط برلسكوني وتشكيل حكومة تميزت بكثرة شبابها وارتفاع نسبة النساء بين وزرائها. فإن النساء يشكلن نصف مجلس الوزراء المؤلف من 16 وزيرًا. ويرى الايطاليون أن انتقادات بيندي بشأن اختيار سياسيات شابات وتعيينهن في مناصب رفيعة موجهة بصفة خاصة إلى وزيرة الاصلاحات ماريا ايلينا بوشي، التي تثير اعجاب الرجال الايطاليين وحسد نسائهم بحسنها وملابسها المغرية. وبوشي (33 عامًا) أصغر وزراء رينزي، وكثيرًا ما تكون سراويلها الضيقة مثار تعليقات في وسائل الاعلام الايطالية. لكنها فاجأت خصومها ومنتقدي ذوقها الصارخ في الملبس بخطة جريئة مررتها في البرلمان لاصلاح مجلس الشيوخ الايطالي. بوشي ليست الوزيرة الشابة الوحيدة التي تستدرج المصورين الصحافيين بمظهرها في حكومة رينزي، بل هناك وزيرة الخارجية فيدريكا موغريني (41 عامًا)، والتي ستخلف البريطانية كاثرين آشتون مفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي في منصبها، ووزيرة الادارة العامة ماريانا ماديا (34 عامًا). وردت وزيرات رينزي الشابات بغضب على انتقادات السياسية المخضرمة بيندي قائلات إن الحكم عليهن يجب أن يستند إلى انجازاتهن السياسية وادائهن في ادارة وزاراتهن، وليس على اساس رشاقة قوامهن وبهاء طلعتهن. ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن بوشي قولها: "اعتقد أن تقييمنا سيكون على أساس حسن أدائنا وليس حسن مظهرنا، ومن واجبنا تلبية حاجات المواطنين البسطاء وهذا ما نفعله كل يوم". وكان رينزي أطلق "برنامج الألف يوم"، تعهد فيه بتقليص الجهاز البيروقراطي وتشجيع المبادرة الخاصة وانتشال ايطاليا من الركود خلال السنوات الثلاث المقبلة. وانبرت اليساندرا موريتي، القيادية في حزب رينزي وعضو البرلمان الاوروبي، للدفاع عن الوزيرات الشابات، فلفتت هي ايضًا انتباه الايطاليين بمظهرها وملابسها. واعلنت موريتي أن رفيقاتها الوزيرات اثبتن كفاءة وجدارة إلى جانب مظهر اجسادهن. واضافت: "في السياسة يخاف البعض من المرأة القوية والجميلة". وقالت ديبورا سيراكياني، نائبة سكرتير الحزب الديمقراطي، والمتميزة ايضًا بانوثتها الانيقة وشبابها، إن ملاحظات بيندي بشأن الوزيرات الشابات "طريقة بالية في النظر إلى الأمور". وأكدت سيراكياني لصحيفة لا ريبيبليكا الايطالية: "الجمال لا علاقة له بالأمر بل وقع الاختيار على الوزيرات بسبب الكفاءة والقدرة". وشدد مؤيديو رئيس الوزراء الايطالي على أن موقفه من المرأة لا يمت بصلة إلى نظرة برلسكوني الذي أسهمت نكاته البذيئة عن المرأة وعلاقاته بمراهقات وبائعات هوى وحفلاته الماجنة على طريقة "بونغا بونغا" في سقوطه وطرده العام الماضي من البرلمان.