ذكرت صحيفة البلاد الجزائرية أن وزارة الدفاع الجزائرية شكلت أمس لجنة تحقيق عسكرية وأمنية رفيعة المستوى للتحقيق في ملابسات عملية اختطاف الرعية الفرنسي بيير أرفي غوردال، الموجود حاليا بين يدي تنظيم ”جند الخلافة” لزعيمه قوري عبد المالك المنشق عن تنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”. ويعمل خبراء من قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي بأمر من رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، على تتبع وثيق لوقائع عملية الاختطاف ”المفاجئة” وطريقة التخطيط لها من طرف المنتسبين للجماعة الإرهابية الجديدة. وبالموازاة مع مجريات التحريات التي تسير على قدم وساق استحدثت قيادة الدرك لجنة تحقيق تقنية تعمل بالتنسيق مع باقي الأسلاك الأمنية من شرطة ودرك وطنيين لمراجعة وتحيين إجراءات الأمن الميدانية في المنطقة التي شهدت عملية الاختطاف، والوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعلومات حول عملية الاختطاف الأولى من نوعها التي تستهدف رعية أجنبية في الولاية. وتشير معطيات أخرى إلى أن مصالح الأمن المشتركة تلقت مؤخرا تحذيرات بعد رصد تحركات مشبوهة لجماعة الإرهابي قوري عبد المالك التي تبنت عملية الاختطاف، في القرى القريبة من المنطقة التي اختطف فيها الرعية الفرنسية، خاصة أن ”عبد المالك قوري” المكنى ”خالد أبوسليمان” زعيم تنظيم ”جند الخلافة معروف عليه تقلده العديد من المهام والرتب في تنظيم القاعدة آخرها أمير كتائب الوسط، وشارك في عدة عمليات قتل واختطاف قبل انشقاقه مؤخرا عن هذا التنظيم ومبايعته زعيم ”الدولة الاسلامية في العراق والشام” أبوبكر البغدادي. وتفيد تسريبات من محيط المشرفين على التحقيق الأولي بأن مختطفي الرهينة الفرنسي تسللوا من مرتفعات بومرداس إلى تيزي وزو منذ أسابيع عبر الشريط الغابي الكثيف، ثم انقسموا قبل أكثر من ثلاثة أيام من تنفيذ العملية، إلى مجموعتين الأولى هي المجموعة الرئيسية وكانت تضم ما بين 7 و10 مسلحين وكان أفرادها قد تنكروا في زي مواطنين وسياح، وشرعوا في التعرف على الخريطة التفصيلية للمنطقة. وأقام فوج ثان من المجموعة الإرهابية في موقع سري داخل أدغال غابات آيت أوربان وكانت ترصد المنطقة بأجهزة مراقبة متطورة ونجحت في نصب حواجز واعتراض مجموعات شبانية وسلبها أموالها وهواتفها النقالة بالمنطقة وهي آخر عملية اجرامية قبل تنفيذ مخطط اختطاف بيير أرفي غوردال.