الأعنف منذ 80 عاماً.. فيضانات روسيا تغمر 18 ألف منزل    اليمن: سيول وفيضانات وانهيارات أرضية    عقب "الهجوم المركب".. غارات إسرائيلية عنيفة على لبنان    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    نابل: تواصل البحث عن عامل إنهار عليه بئر    رماد بركان ثائر يغلق مطارا في إندونيسيا    تسوية وضعية عمال الحضائر أقل من 45 سنة    قضية التآمر: هيئة الدفاع عن السياسيين الموقوفين تقرر مقاطعة جلسة اليوم    طقس اليوم الخميس    وزارة الأسرة تطلق حملة اتّصالية للتّوقّي من المخاطر السّيبرنيّة على الأطفال    تعيين أوسمان ديون نائبا جديدا لرئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا    سليانة: السيطرة على حريق نشب بجبل برقو بمنطقة عين بوسعدية    البطولة الوطنية المحترفة لكرة السلة(مرحلة التتويج-الجولة9): النتائج والترتيب    عبد المجيد جراد رئيسا جديدا للجامعة التونسية للكرة الطائرة    معاقبة النادي الصفاقسي باجراء مباراتين دون حضور الجمهور    زغوان: تطور في قيمة نوايا الاستثمار في قطاع الخدمات في الثلاثي الاول للسنة الحالية    توزر: تأمين 22 رحلة من مطار توزر نفطة الدولي نحو البقاع المقدسة ذهابا وايابا منذ انطلاق موسم العمرة في ديسمبر 2023    سجن الصحفي محمد بوغلاب 6 اشهر مع النفاذ    حسام الدين الجبابلي: يجري التنسيق من أجل تسهيل العودة الطوعية للمهاجرين من دول جنوب الصحراء أو تقديم الدعم للراغبين في البقاء    خمسة عروض من تونس وبلجيكا وفرنسا في الدورة الثانية لتظاهرة المنستير تعزف الجاز    أطفال من بوعرادة بالشمال الغربي يوقعون إصدارين جماعيين لهم في معرض تونس الدولي للكتاب 2024    أريانة: الدورة الثانية لأيام المنيهلة المسرحية من 17 إلى 23 أفريل الجاري    وزير الصحة يشدد في لقائه بمدير الوكالة المصرية للدواء على ضرورة العمل المشترك من أجل إنشاء مخابر لصناعة المواد الأولية    توزر: المؤسسات الاستشفائية بالجهة تسجّل حالات إسهال معوي فيروسي خلال الفترة الأخيرة (المدير الجهوي للصحة)    الكاف: تلقيح اكثر من 80 بالمائة من الأبقار و25 بالمائة من المجترات ضد الأمراض المعدية (دائرة الإنتاج الحيواني)    لعبة الإبداع والإبتكار في كتاب «العاهر» لفرج الحوار /1    نيبينزيا: على مجلس الأمن أن يدرس بشكل عاجل مسألة فرض عقوبات ضد الكيان الصهيوني    "سينما تدور": اطلاق أول تجربة للسينما المتجولة في تونس    الفضيلة    غدا افتتاح معرض تونس الدولي للكتاب...إمضِ أبْعد ممّا ترى عيناك...!    بطولة شتوتغارت... أنس جابر تطيح بالروسية إيكاترينا    أخبار الترجي الرياضي...يان ساس جاهز وأندري بوكيا لغز كبير    أخبار المال والأعمال    لدعم الميزانية والمؤسسات الصغرى والتعليم العالي والبحث العلمي: توقيع 3 اتفاقيات مالية بين تونس وإيطاليا    وزير الصحة يعاين ظروف سير العمل بالمستشفى الجهوي بباجة    توننداكس يتجاوز حاجز 9 آلاف نقطة مع اغلاق تداولات الاربعاء    تونس: حجز 6 أطنان من السكر المعد للاحتكار في الحرايرية    جراحة فريدة في الأردن.. فتحوا رأسه وهو يهاتف عائلته    لإنقاذ مزارع الحبوب: تزويد هذه الجهة بمياه الري    جورجيا ميلوني: "لايمكن لتونس أن تصبح دولة وصول للمهاجرين"    ححز كوكايين وأقراص مخدّرة لدى 3 شبان يعمدون إلى ترويجها في الكاف    صافي سعيد: هذا ما أعد به المساجين السياسيين إذا فُزت بالرئاسية    عاجل/ القبض على شخصين متورطين في طعن عون أمن بهذه الجهة    سعيّد لميلوني: موقفنا ثابت.. تونس لن تكون مستقرا أو معبرا للمهاجرين    قتل مسنّ حرقا بمنزله: القبض على 6 أشخاص من بينهم قصّر    المركز العسكري لنقل الدّم يتحصّل على شهادة المطابقة للجودة    سيلين ديون تكشف عن موعد عرض فيلمها الجديد    بطولة شتوتغارت: أنس جابر تضع حدا لسلسة نتائجها السلبية وتتاهل الى الدور ثمن النهائي    أبطال إفريقيا: الترجي الرياضي يفرض الويكلو على التحضيرات    صفاقس: حادث مرور يخلف 5 اصابات    رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني في تونس اليوم..    بعد صمت طويل: هذا أول تصريح لأمين قارة بعد توقّف برنامجه على الحوار التونسي    علامة ''هيرمس'' تعتذر لهيفاء وهبي    مباراة الترجي وصانداونز: تحديد عدد الجماهير وموعد انطلاق بيع التذاكر    عاجل : دولة افريقية تسحب ''سيرو'' للسعال    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    مفاهيمها ومراحلها وأسبابها وأنواعها ومدّتها وخصائصها: التقلّبات والدورات الاقتصادية    فتوى جديدة تثير الجدل..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكرى العبور :حكايات بطولية عن حرب السادس من أكتوبر تُرْوَى لأول مرة..
نشر في التونسية يوم 05 - 10 - 2014

ستظل ذكرى تحرير سيناء إكليلا يتوج به جبين كل عربي بصفة عامة وكل مصري بصفة خاصة وعلينا استلهام معانيها لنثبت للعالم أجمع أن ما حققناه في حرب أكتوبر المجيدة نستطيع وبنفس الكفاءة أن نحققه في كل ميادين الحياة وبالتأكيد سيأتي يوم يظهر في الشوارع والحارات والميادين بالمدن والقرى والنجوع والكفور والوديان وبداخل المنازل عازف ناي أو شاعر ربابة مجهول يغني الملحمة والأساطير ولكنه سيروي هذه المرة أسطورة حقيقية سيغني للأجيال قصص البطولة التي سمعوا وحفظوا أسماء من قاموا بها ورددوها كثيرا دون أن يعرفوا ماذا فعلوا وقدموا رغم أن تضحياتهم وبطولاتهم هي التي صنعت النصر وأعادت الأرض والعزة والكرامة
وفي ما يلي اقتباس من شهادات بعض من كان لهم شرف المشاركة في تحقيق نصر أكتوبر والتي نشرها موقع البوابة نيوز فماذا قالوا؟
قال الشيخ إبراهيم سالم جبلي، رئيس ائتلاف مشايخ جنوب سيناء، "لم يقتصر دور بدو جنوب سيناء في مساعدة الجيش المصري في حرب أكتوبر 73 فقط ولكن قاموا بتضحيات وبطولات منذ نكسة 67، فالبدو والمشايخ هم الذين قاموا بتوصيل الجيش المصري إلى الضفة الغربية لقناة السويس وفي حرب الاستنزاف كنا همزة الوصل مع الأجهزة المصرية لتوصيل المؤن والمواد الغذائية من الغرب للشرق فضلا المعدات الحربية وذلك عن طريق الجمال فالمشايخ والرجال والشباب حتى السيدات كلهم وهبوا أرواحهم فداء لتراب مصرنا الحبيبة.
ويستطرد الشيخ إبراهيم الحديث عن شقيقه الشهيد حميد قائلا إنه كان دليلا بدويا لقوات الكوماندوز المصرية مع المرحوم سعد جبلي خميس وأنهما زرعا الألغام لتدمير مركبات العدو في طريق شرم الشيخ كما دمر أهدافا كان العدو يسيطر عليها في مطار طور سيناء، مضيفا أن شقيقه المرحوم الشيخ محمد سالم جبلي كان قائدا لمجموعة مدنية وتم أسره من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي حكم عليه بالسجن المؤبد المضاعف لمدة 75 عاما وتم الإفراج عنه بعد 3 سنوات من سجنه ومعه من المزينة سعد خميس وحسين عايد في حركة تبادل الأسرى بين مصر وإسرائيل وبعد تحقيق النصر في 73 استعانت الدولة بوالدي المرحوم سالم جبلي أبو بريك شيخ مشايخ قبيلة المزينة في عهد الرئيس الأسبق مبارك لمعرفة حدود طابا لأنه كان من ضمن مشايخ سيناء الذين لديهم خبرة معرفة العلامات الحدودية.

وشدد على أن الادعاءات الباطلة التي تهمل دور البدو في حرب 73 لا أساس لها من الصحة والتاريخ شاهد عيان والقوات المسلحة هي الجهة الأكثر يقينا بما قام به البدو من تضحيات وشهادة الرئيس جمال عبد الناصر والسادات والرئيس مبارك ومنح أنواط الواجب الوطني من الطبقة الأولى لبدو سيناء لم يأتي من فراغ وفي تخليد ذكرى أكتوبر، مناشدا المسئولين برعاية جمعية مجاهدي سيناء وكل من قدم روحه فداء مصر من بدو سيناء وأسرهم فلولا هؤلاء ما كنا اليوم نعيش على هذه الأرض الطاهرة التي ارتوت بدماء آلاف الشهداء وننعم بهذا الرخاء وهذه التنمية.
وحث الشيخ إبراهيم الشباب على ضرورة معرفة التاريخ وكفاح جدودهم وآبائهم والتحامهم مع القوات المسلحة وإعادة سيناء الحبيبة ولا بد من تضافر الجهود لدفع عجلة التنمية حتى لا نضيع ما ضحى به أبطالنا وشهداؤنا هباء فتعمير الأرض هو أقل شيء يمكن أن نقدمه لهؤلاء
ويلتقط خيط الحوار حسين شلبي من أبناء الإسماعيلية والذي كان في صحبة الشيخ إبراهيم وفاجأني بالحديث كما لو كان شاهد على التاريخ لم سمعه من أجداده عن المعاناة التي عاشها هذا الوطن العزيز من الشرق للغرب ومن الشمال للجنوب لأنهم كانوا حريصين دائما على الحديث عن تلك المعارك لبث روح الشجاعة والاعتزاز والانتماء في نفوس الأبناء ويقول "لا يقدر ما بذله أهل البدو سوى القوات المسلحة، حيث عانى البدو الكثير وذلك لطبيعة أماكنهم التي يعيشون بها من أماكن وعرة وسهول وجبال لقد كان منهم عددا كبيرا تحت الاحتلال في سيناء ولما عانوه أخذوا على عاتقهم تحرير بلدهم الغالية فكانوا يقوموا بمجموعات فدائية ومنها زرع الألغام والتسلل لجمع المعلومات لإعطائها للقوات المسلحة والشاهد على ذلك كل القادة القدامى لأنهم كانوا يعيشون في خندق واحد يجمع الجميع بين قائد وأفراد وكانت ملحمة المعارك التي تحدث عنها العالم بأكمله وسجل التاريخ الكثير والكثير من أبناء هذا الوطن الحبيب والذين كانوا أكثر حرصا على الهوية المستقلة بهذا الوطن الغالي فالبدو والقوات المسلحة كانت توجد بينهم مصاهرة لأنهم كانوا سندهم الوحيد
ويقول عياد سالم عطوة من قبيلة "أولاد سعيد"، "حضرت الحرب وكنت وقتها أعمل في ورشة ميكانيكية بالشرم وتم ضرب الشرم وكان عددنا 31 فرد وفي أثناء الضرب مكثنا مختبئين تحت الحجارة لمدة 24 ساعة وبعد أن توقف الضرب فررنا إلى كاترين سيرا على الأقدام وتولى محمود حسين الذي كان صاحب محطة بنزين حماية الفارين في جبل البنات بكاترين بجوار الشيخ عواد ومكثنا بالجبل ما يقرب من 6 شهور وبعدها انتقلنا إلى جبل المعصا بالقرب من الطرفة وكان معنا صديق رحمة الله عليه اسمه عبد الرحمن كان معه جهاز موتورولا وقمنا بالاتصال بالسويس وتم إرسال لنش فيه سالم عطوة رحمة الله عليه وعطية عطوة موسى، وتم توصيل قوات الجيش بالجمال ليلا، مشددا على أن "كل ما فعلناه لأننا نحب أرضنا ولا نقبل أن يحتلها أحد
" بالمهندس عبد الله مروان إبراهيم مدير عام الجراد سابقا (معاش) ومقيم بطور سيناء وأحد الأبطال الذي لا يعرفه الكثيرون ممن عبروا القناة ليحكي لنا ماذا حدث يوم السادس من أكتوبر فيقول عبد الله "يوم 5 أكتوبر 1973 معسكر الجلاء سرية 4 فهد التابعة لقيادة اللواء 4 مشاه الفرقة الثانية تابع لقيادة الجيش الثاني تحركنا الساعة 5 مساءا واتجهنا إلى قناه السويس وبدون أي اضاءة نزلنا في منطقة المعدية نمرة 6 وفي صباح يوم 6 أكتوبر وهذه الساعات الأولى منه كما هو معتاد فرق للعب الكرة وأخرى لغسيل الملابس وهكذا..
وجاءت الأوامر فجهزنا المراكب وعلمنا بموعد العبور قبل موعده بنصف ساعة وعند سماع المدفعية عبرنا مباشرة فور تلقينا التعليمات بالعبور في تمام الساعة الثانية وكان العبور باستخدام القوارب المطاطية وكان استخدامه اسهل لنا من التدريبات التي كنا نتلقاها حيث كنا تدربنا أكثر من 10 مرات على هذا العبور وكنا نحمل القوارب الخشبية أثناء التدريب وكانت أماكن التدريب في ترعة الاسماعلية في منطقة البعلوة والمحسمة والتدريب النهائي قبيل الحرب بعدة شهور قليلة كان ترعة الخطاطبة محافظة البحيرة وكانت أكبر واعرض من قناه السويس في هذا الوقت وكانت تشمل التدريبات أيضا على تواجد قوات مصرية وكأنها قوات معادية أثناء العبور في التدريب وقد جهزت لنا القوات المسلحة جاكت مخصص لاستخدامه يسهل حمل مهمتنا واسلحتنا أثناء العبور محمل به كمامة واكل ميداني وزمزمية وجركن مياه وكوريك صغير لحفر الخنادق والحفر للاختباء عبرنا القناه واتت الينا تعليمات باحتلال موقع بعينة هذا الموقع يتخده العدو " مربط للدبابات " وظيفتي كجندي اعمل حكمدار طاقم وموجه صواريخ مضادة للدبابات معي صندوق تحكم يتم به التوجه والطاقم يتكون من الموجة معي جهاز التوجيه يزن 12 كجم وفرد 2 حامل لصاروخ ويزن 18كجم والفرد 3 حامل لصاروخ بالحافظة 18كجم أيضا وبعد عبورنا كان الموقع خاليا ولكن كما قلت فإنه مربط للدبابات وهو بالطبع موقع للمهاجمة ويتخذ حرف ( L ) وإستراتيجية هذا المكان أن سيطرتنا عليه تسمح لجميع القوات المصرية باستكمال عملية العبور كانت الساعة نحو 2.15 ظهر يوم 6 أكتوبر رأينا 8 من دبابات العدو متجه نحونا متخذة تشكيل قتالي ظننا في بادئ الأمر انهم سيلتفون حولنا إلا إنهم بداو فتح النار علينا مباشرة بكثافة وبغزارة وقد لاحظت استعدادهم السريع لرد فعل لأنه بمجرد عبورنا واحتلالنا الموقع وللمكان وأثناء وصولنا والتجهيز قاموا بالاشتباك معنا مباشرة وكما قلت الساعة كانت في حدود 2.15 قمنا بالاشتباك معهم مباشرة وبينما اقوم بتجهيز الصاروخ ابدأ النداء على الفرد 2 وكان بجانبي لأعطيه أمر بتجهيز الصاروخ وجدته ورائي بمسافة 10 متر مصابا إصابة بالغة بعضلة السمانة وأيضا اصيب الصاروخ وبعدها قمت انا والفرد 3بتجهيز الصاروخ الثاني والتوجيه وإطلاقه على احدي الدبابات واصابتها وبذلك نفذت ذخيرتي واننا في انتظار المستدعين احتياط حيث قد تم تجهيز سيارات وهي سيارة ب 3 عجلات وتجر من قبل 3 من أفراد مشاه محملة بعدد 8 صواريخ في شنط خشبية وذلك لأن الشنطة التي معنا تشمل على قاعدة إطلاق اما الشنط الخشبية لنقل الصاروخ فقط وفي حالة وصول هذة الصواريخ المحملة في هذة السيارات الصغيرة إلى موجهة الصواريخ يصبح نقطه قوية في مواجه العدو حيث أنه المعروف عن العدو أنه كله ميكانيكيا حيث انهم يحاروبننا من وراء ساتر والساتر كان في الحرب الطائرات والدبابات والسيارات كنا بلغة الجيش نسمي " المفرزة " تحتوي على أفراد مشاه، صواريخ فهد، ار بي جي، مدفع ب 11، مدفع ب 10 ) كالطعم للعدو لانشغاله بنا أثناء عبور قواتنا لقناه السويس
قمنا بالاشتباك معهم وأيضا ساعدتنا المدفعية التي اقيمت فوق تابة عالية بالضفة الغربية في التخلص منهم وقد اقيمت هذه التباب لهذا الغرض والتي كان تم اعدادها مسبقا لهذا اليوم المجيد إلا إن هناك دبابة واحدة لم تصب رايتها تلاحق أحد أفراد المشاه حامل لسلاح ار بي جي وقد نام هذا الجندي في الارض مما سمح لمرور الدبابة من فوقة ثم قام ولاحق الدبابة واطلق عليها قذيفة ار بي جي واصاب الدبابة ونزل طاقمها اسرنا من اسرناه وقتل من قتل أثناء الاشتباكات الساعة 3 عصر يوم 6 أكتوبر هدات الأمور قليلا ثم تحركنا الساعة 4.00 عصرا لاكتساب ارض في الموقع حيث أن النسق الثاني ينقدم خلفنا وتمركزنا لمدة وفي نحو الساعة 4.30 عاودوا الهجوم علينا بعدد 4 دبابات من جهة اليمين حيث اانا قد فقدنا عدد من جنود المشاه أثناء المعارك السابقة وقام بعض جنود المشاه ممكن كانو معنا بحمل الصواريخ واستطعنا التعامل معهم قمنا بالتعامل معهم مباشرة واستطعنا القضاء على 2 منهم والاخرين اعادو ادراجهم ولكنهم عادو باثنين اخرين من اتجاه آخر واستطعنا أيضا هذه المرة بالقضاء على دبابتين اخرين ولكن الأخيرتين عاود ولم نستطع ملاحقتهم قمنا بعد ذلك بالتقدم ثم تمركزنا وبدأنا في تجهيز المكان ( حفر الحفر الصغيرة للاختباء ومحاولة لتامين انفسنا لاننا لا نعرف من أي مكان سوف تأتينا الضربات ) ومن هذا الوقت وفور تمركزنا في المكان الجديد والذي يبعد عن المكان الذي كنا فيه بمسافة 3 كيلومتر من الساعة 6 إلى الساعة 9.45 بعمليات لتبادل اظلاق النار وبلا هوادة الساعة 10 تقريبا راينا دبابة تاتينا من الخلف اعتقدنا انها احدي الدبابات المصرية واضاءت انوارها بضوء مبهر اضاء الصحراء في ذلك الوقت وخرج أحد الجنود بالخروج من الحفرة والوقوف تهليلا وقام بالتلويح لها " كنا فرحين أن دباباتنا عبرت القناه " واذ بالدبابة تطلق النار علينا وبطريقة عشوائية وبكثافة لا تعقل واخذ سائق الدبابة محاولات ليدوس علينا ونحن في الحفر وجدته يتجه نحوي فلا يوجد وقت للتفكير ولا توجد اختيارات اما أن يقتلني أو اقتله فتقدمت نحوه من جانب الدبابة محاولا الصعود عليها ورمي قنبلة يدويا بداخلها عن طريق فتح البرج ثم ارمي القنبلة داخل الدبابة ولكن لا أحد يتوقع رد الفعل العدو فاذ باحد أفراد طاقم الدبابة يفتح البرج ووجهة إلى مسدسة الشخصي واصابني بطلق ناري بركبتي اليمني حاولت بعدها مباشرة التخفي منه والابتعاد اصر اصابتي وفي هذه الأثناء توقفت محركات الدبابة وسمعت سائق الدبابة من محاولاته تدويرها أكثر من 3 مرات وفي هذه الأثناء كنت ابتعدت عنها بمسافة من 15 إلى 20 مترا ولم اعد اشعر برجلي التي اصابتها الطلقة وشعرت أن الدبابه لو جاءت ناحيتي لست على استعداد أن اتحرك ولو خطوة لأن قوايا قد خارت تماما ولم اعد استطع أن اتحرك ومازالت محاولات السائق في إدارة الدبابة مستمره
وفجاه رايت صاروخ من النسق التاني متوجه مباشرة ناحية الدبابة بالرغم من عملي أن اوجه واطلق نفس نوع الصاروخ الذي اصاب الدبابة من النسق الثاني إلا إنني لأول مرة اري ما يحدثة الصاروخ بالدبابة وسمعت صوتا اشبة بصوت شينيور ضخم ياكل في الحديد ثم تنفجر من الدبابة من الدخل بسبب ضغط الهواء الذي احدثه بها الصاروخ ويتم اعطالها وتوقفت تماما عن العمل واحسست فور إصابة الدبابة وكان شيئا لم يحدث لي وكانني كنت قد مت وعادت إلى الحياه من جديد فوجنا بعدها بنزول أحد أفراد طاقم الدبابة منها توجهت اليه القيت القبض عليه بالرغم من اصابتي وقال لي وبلغة عربية واضحة ( ما تقتلنيش يا مصري دا انا عراقي ) هو لا يعلم اننا بطبيعة الحال كمسلمين لا نقتل الاسري سواء كان يهودي عراقي أو يهودي إسرائيلي أو أي اسير تم تسليمه لقوات المشاه الموجوده معنا في الموقع من اللواء 4 مشاه ثم وضعت يدي على الجرح في ركبتي اذ اشعر أن ركبتي قد تورمت ولا استطيع أن اراها ورايت الدماء تنهمر منها بغزارة ولا استطيع عمل شئ وبسبب تورمها الشديد قمت بربط ركبتي من فوق ركبة البنطلون. تم إخلاء المصابين وانا متجه للضفة الغربية للوصول لاقرب نقطه إسعاف وأثناء عودتي قد واجهتي صعوبات ولا يوجد أحد يرجعني ولازم اعتمد على نفسي ولا بد من الوصول لاقرب نقطة إسعاف كنت امشي شوية وكل ما اشوف القوات الاسرائلية تطلق طلقات كاشفة باللون الأبيض ارقد مكاني مباشرة على الارض وأيضا كانت القوات المصرية تطلق الطلقات الكاشفة ذات اللون الأبيض فكان نفس الحال ارقد أيضا مكاني كما هو موقعي وظللت على هذا الحال حتى وصلت إلى النسق الذي كان بعدنا واحدهم سالني عن ما حدث ادركت أن أحد أفراد هذا النسق هو الذي اصاب الدبابة واستطعت مقابله الزميل الذي اصاب الدبابة وقلت له انني مدان لك بحياتي حيث انك انقذتني من موت محقق واسم هذا الزميل "مصباح عمر سالم "من محافظة كفر الشيخ وكان معي بنفس الكتيبة 33 فهد وبعد مقابلتي للزميل مصباح عدت من اتجاه كوبري الفردان وهنا رايت أول عبور لدبابات القوات المصرية لقناة السويس وبالرغم من وجود اكل ميداني ومياه على ظهري إلا إنني لا استطيع أن امد يدي لاحضارها وان اشرب وفي هذه الأثناء قابلت فرقة مدرعات مصرية وطلبت منهم المياه لكي اشرب فسقوني ثم انصرفو في اتجاه سيناء وأود أن الفت النظر إلى أن عبرنا من المعدية 6 عدت من كوبري الفردان الذي تم تجهيزه بعد عبورنا لعبور الدبابات مكثت في منطقة ما كان بها جندي إشارة يقوم بتوصيل اسلاك للتليفونات لتوصيلها إلى منطقة القيادة وإجراء الاتصالات مع القوات داخل سيناء كان هذا الجندي معه راديو وكانت ساعتها صلاه الفجر وسمعت الشيخ يدعو في الصلاة ويقول " اللهم اجعله فجر النصر " ثم بعدها تركني هذا الزميل وذهب لاستكمال عمله في توصيل الاسلاك قمت باشعال سيجارة وبعدها مباشرة تم الضرب على موقعي وكان الضرب مركزا بالمدفعية الإسرائيلية واستمر الضرب من وقت الفجر حتى صعدت الطائرات الاسرائلية في الصباح وفور رؤيتها في السماء توقفت المدفعية عن ضرب الموقع قمت من المكان الذي كنت فيه لانظر حولي فلم اجد احدا فوجدته موقع فارغ تماما ادركت وقتها انهم رأو اضاءة اشعال السيجار فقاموا بالضرب ظنا منهم أنه موقع كبير الساعة 8 صباح يوم 7 أكتوبر توجهت ناحية نقطة المرور التي كانت متواجدة عند قياد الجيش الثاني بمنطقة " عز الدين " بالاسماعلية ووجدت ضابط مدرعات في النقطة وروحة المعنوية مرتفعة جدا وسالوني عن الاخبار في الداخل وهو يرغب في الدخول والعبور لسيناء ولكنه في انتظار للتعليمات وقلت لهم أن ما نعرفه في قانون الحرب أن المهاجم يخسر 3 إلى 1 ولكن ما نراه أن خسارة العدو هي 3 إلى واحد وقام بالاتصال بالمستشفي العام واستدعاء سيارة إسعاف واخذتني إلى المستشفي الاسماعلية العام ووجدت المدنين موجودين لمساعدة المصابين وروحهم المعنوية عالية جدا لم اراها من قبل في المصريين وقام الجهاز الطبي بالكشف على واعطائي العلاج اللازم وتم تحويلي إلى مستشفى القصاصين العسكري الساعة 12 ظهر يوم 7 أكتوبر تم دخولي إلى مستشفى القصاصين العسكري وقاموا الأطباء بالكشف على واعطائي بعض الادوية واستلموا مني الأسلحة الشخصية وشدة القتال
ومن المواقف التي جعلتني اشعر بمن استشهدوا عندما قمت بتسليم الشدة والسلاح والخوذة مدون عليها اسمي بمستشفي القصاصين قامت القوات المسلحة باليوم التالي بتوزيع الخوذة والشدة على مجموعات أخرى وبالخطأ الغير مقصود أخذ أحد الزملاء بالمواقع الاخري خوذتي ومدون عليها اسمي والذي يعرفني شخصيا وعندما وجد اسمي عليها ظن اني استشهدت وترحم على وقرأ لي الفاتحة وبعدها قابلني شخصيا وفوجئ بي امامة وكاد الا يصدق أني عبد الله الذي يعرفه جيدا وبعدها قامو بتحويلي إلى مستشفى الشهيد أحمد جلال بالقاهرة تحركنا من القصاصين الساعة 5 مساءا وصلنا إلى مستشفى الشهبد أحمد جلال الساعة 7 مساء يوم 7 أكتوبر وتم مقابلتي في المستشفي مقالة جيده جدا ( مقابلة الأبطال ) وقامو بعمل الاشاعات اللازمة فور دخولي في صباح يوم 8 أكتوبر جاء الطبيب حاملا الاشعة وقد اطلع عليها وقال لي " ألف مبروك الطلقة دخلت وخرجت واصابت العظام إصابة طفيفة جدا " علما بانني كل هذه المسافة فقدت خلالها كمية كبيرة جدا من الدماء ثم اعطاني العلاج اللازم داخل المستشفي وبعدها بايام عدنا إلى سيناء ووحدتنا القتالية. ومن ثم أناشد كل المصريين والشباب والأطفال والنساء ألا يفرقوا ابدا في سنتيمتر من هذة البلد التي ارتوت بدماء المصريين الطاهرة التي رايتها بنفسي ويؤكد عبد الله أنه رأى أكثر مما حكاها ولا يريد أن يقصها ولكن يؤكد عبد الله أن عودة الكرامة ثمنها غال ومن ثم وجب علينا أن نثبت للعالم أجمع أن ما حققناه في حرب أكتوبر نستطيع وبنفس الكفاءة أن نحققه في كل ميادين الحياة حتى نعيد لأمنا مصر مكانتها اللائقة تحت الشمس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.