انتظم صباح اليوم ولأول مرة في تاريخ القضاء التونسي تنصيب الرئيس الأول لمحكمة التعقيب خالد العياري بعد أن تم اختياره من بين عديد الترشحات لهذه الخطة القضائية السامية من قبل الهيئة الوقتية للإشراف على القضاء العدلي وبعد أن ظل التعيين لمثل هذه الخطط القضائية السامية وعلى امتداد عقود حكرا على رئيس الجمهورية.. وقد أشرف حافظ بن صالح وزير العدل وحقوق الإنسان والعدالة الانتقالية على حفل التنصيب وذلك بحضور عدد هام من القضاة السامين و كل من رئيسة جمعية القضاة التونسيين ورئيسة نقابة القضاة التونسيين إلى جانب عميد الهيئة الوطنية للمحامين وعميد عدول التنفيذ ورئيس غرفة عدول الاشهاد .. وقد مثلت مراسم التنصيب مناسبة عرض فيها رضا بن عمر وكيل الدولة العام بمحكمة التعقيب ونائب رئيس الهيئة الوقتية للإشراف على القضاء العدلي إلى ما أسفرت عنه نضالات السادة القضاة للتأسيس لقضاء مستقل ، وخاصة مع إحداث الهيئة الوقتية للإشراف على القضاء العدلي التي لم تدخر أي جهد في استكمال الإجراءات القانونية للوصول إلى قرار ترشيح خالد العياري إلى خطة الرئيس الأول لمحكمة التعقيب ، مذكرا بالمسيرة القضائية الحافلة للرئيس الأول الجديد لمحكمة التعقيب التي تقلب فيها في عديد المناصب والخطط القضائية في عدد من محاكم الجمهورية .. وأعرب السيد رضا بن عمر عن ثقة الهيئة الوقتية للقضاء العدلي في نجاح الرئيس الجديد و قدرته على الإسهام في تطوير منظومة القضاء عموما ومحكمة التعقيب خصوصا .. ومن جانبه تحدث الرئيس الأول الجديد لمحكمة التعقيب عن ثقل الأمانة و جسامة المسؤولية مؤكدا على شعوره المزدوج بالاعتزاز بثقة السادة القضاة في شخصه بترشيحه لهذه الخطة من جهة وبالخشية من عدم القدرة على الالتزام بمتطلبات هذه الثقة وهذه المسؤولية الجسيمة من جهة أخرى .. وعقّب خالد العياري بالتأكيد على وجود جملة من المؤشرات والمعطيات التي من شأنها أن تساعده على حسن أداء المهمة التي أوكلت إليه وأولها الإيمان الراسخ لوزير العدل الحالي بمبدأ استقلال القضاء وسعيه الدائم إلى تحقيق هذا المبدأ واحترامه، وثانيها وجود جمع من القضاة الذين لن يتوانوا في مساعدته على حسن أداء مهامه ..فضلا عن الدور الهام الذي يمكن أن يضطلع به المحامون باعتبارهم شريك أساسي في السعي إلى تحقيق العدالة و في الاسهام في إنجاح المهمة الموكولة إليه، داعيا الجميع إلى ضرورة المضي في مسار التعاون و تظافر الجهود بين كل الأطراف المتدخلة في مرفق العدالة ومنظومة القضاء ..