تشهد مدينة المنستير منذ اكثر من ثلاث سنوات تزايدا في عدد السيارات وفي عدد زوار المدينة في ظل غياب مخططات مديرية لحركة المرور وهو ما خلق اختناقا مروريا قاتلا خاصة في اوقات الذروة بكل من محول الكرة الارضية ومحول النافورة ومحول خنيس ومحول شارع الطيب المهيري، فكثيرا ما تسمع منبهات السيارات من هنا وهناك ونقاشات وتشنج للاعصاب يصل احيانا الى التراشق بكلام ناب. هذا الارتفاع في عدد وسائل النقل بولاية المنستير الذي اصبح يفوق 60 الف سيارة علاوة على قرابة ألفين وسيلة نقل عمومي لنقل الاشخاص من سيارات أجرة «لوّاج» وتاكسي فردي وجماعي ونقل ريفي بالاضافة الى حوالي 500 حافلة تابعة الى شركة النقل بالساحل والعشرات من الحافلات السياحية، ساهم في خلق حركية مرورية كبيرة في المدن الكبرى بالجهة على غرار جمال والمكنين وقصر هلال وخاصة مدينة المنستير مركز الولاية التي تضم 10 مؤسسات جامعية وقرابة 10 مؤسسات تربوية ما بين مدارس اعدادية ومعاهد ثانوية وهو ما جعلها مدينة حيوية وذات حركية عالية بالاضافة الى ان سكان مدن صيادة ولمطة وقصيبة المديوني وخنيس وحي الفرينة الذين يجدون انفسهم مجبرين على عبور طريق مدينة المنستير عند تنقلهم في اتجاه المنطقة السياحية ومطار الحبيب بورقيبة وكذلك في اتجاه مدينة سوسة. وفي هذا الاطار انطلقت منذ اكثر من خمس سنوات فكرة اعداد دراسة لاحداث منعرج على مدينة المنستير لتيسير عبور السيارات وخاصة عمليات شحن منتوج المؤسسات الصناعية المنتصبة بالجهة والبالغ عددها اكثر من 500 مؤسسة وذلك قصد تحسين البنية التحتية والتشجيع على الاستثمار في المنستير وتوفير ايسر الظروف للتصدير والتوريد بمطار المنستير الدولي وميناء سوسة. حل مجد للاختناق المروري ولكن؟ وفي هذا السياق اكد يوسف الدبابي كاهية مدير الجسور والطرقات بالادارة الجهوية للتجهيز والتهيئة الترابية بالمنستير ل «التونسية» ان مشروعا وطنيا ضخما بقيمة 37,4 مليون دينار سينطلق قبل موفي السنة الحالية وسيساهم في حل جزء كبير من الاختناق المروري الذي تعرفه مدينة المنستير بصفة عامة. واضاف الدبابي انه سيتم احداث منعرج للطريق الجهوية 92 على مستوى مدينتي خنيسوالمنستير، حيث سينطلق هذا المنعرج ذو الاتجاهين من مفترق الطرقات بسقانص المنستير وعلى طول 10,254 كلم في اتجاه مدينة خنيس على ان ينتهي ما بين الطريق الرابطة بين خنيس وقصيبة المديوني وسيشمل هذا المنعرج محول وجسر على سكة المترو على مستوى الطريق الرابطة بين المنستير والوردانين. واوضح الدبابي ان هذا المنعرج او ما يسمى بالطريق الحزامية الذي ستتواصل اشغاله 24 شهرا سيساهم في تخفيف الضغط على المدخل الشمالي للمدينة من جهة سقانص ومدخل الوسط من جهة الوردانين وشارع الطيب المهيري ويساهم في اختصار الطريق وربح الوقت لمستعمليه وخاصة القادمين من المدن الجنوبية لمدينة المنستير في اتجاه المنطقة السياحية ومطار المنستير الدولي وكذلك مدينة سوسة. بقدر ما يمثل هذا المنعرج حلا لتخفيف الضغط على الحركة المرورية بمدينة المنستير بقدر ما تبقى هذه المدينة في حاجة ماسة لمخطط مديري لحركة المرور داخل شوارعها وطرقاتها الرئيسية لتسيير تنقل السيارات وبهدف ربح الوقت والضغط على استهلاك الطاقة باعتبار أن المحافظة عليها مسؤولية الجميع.