بعد مصافحة أولى سلبية أداء ونتيجة يتجدد اللقاء مساء الاربعاء على أرضية ملعب مصطفى بن جنات بالمنستير بين المنتخب التونسي ونظيره السينغالي لحساب الجولة الرابعة من منافسات المجموعة السابعة في التصفيات المؤهلة إلى النهائيات الإفريقية الذي مازال الغموض يلف مكان إقامتها بعد أن طالبت المغرب الاتحاد الإفريقي بضرورة تأجيل انطلاقتها خوفا من فيروس «إيبولا» القاتل. مواجهة سيدا المجموعة السابعة وبعد حوار أول الجمعة الماضي في داكار خيّب كل التوقعات وطغت عليه الحسابات التكتيكية خاصة من المنتخب التونسي، ستكون نتيجتها محددة وبنسبة كبيرة لهوية أول المتأهلين إلى النسخة القادمة من النهائيات وعليه فإن العناصر الوطنية ستكون مطالبة بضرورة تحقيق نتيجة ايجابية تيسر عليها بقية مشوار المنافسات وتجنبها الوقوع في فخ الحسابات التي ستتعقد حتما بعد عودة المنتخب المصري في السباق اثر بداية سيئة وهزيمتين متتاليتين ضد كل من السينغال وتونس. أبناء البلجيكي جورج ليكنز الذين أحسنوا الدفاع في مواجهة الذهاب مطالبون بصنع اللعب وفرض أسلوب لعبهم على منتخب السينغال الذي سيكون الاربعاء أخطر من مباراة الذهاب على اعتبار وأنه يمتلك لاعبين من طراز مميز يجيدون اللعب كلما توفرت لهم المساحات والفرصة لذلك وهو ما يضع الإطار الفني للنسور أمام ضرورة توظيف تشكيلة متوازنة تعطي للهجوم الأولوية دون أن تغفل واجباتها الدفاعية حتى لا تكتوي بنيران زملاء الخطير «دمبا با» الذي سيكون غدا حاضرا بعد أن تغيب عن مواجهة الذهاب. كتيبة البلجيكي في «معركة» ستفتقد خدمات واحد من أفضل عناصرها ونعني القائد ياسين الشيخاوي المبعد بسبب الإنذار الثاني كما تبدو مشاركة المدافع بلال المحسني مستبعدة رغم تدربه بصفة منتظمة مع المجموعة ورغم ذلك فإن ليكنز يمتلك الحلول البديلة القادرة على إسعادنا وعلى إسعاد جماهير المنستير الوفية التي تدافعت منذ صبيحة أمس من أجل الحصول على تذكرة المباراة وهي تستحق للأمانة عرضا محترما تمتزج فيه جمالية اللعب بالرجولة و«القرينتا» من أجل تحقيق الهدف المطلوب والخروج سالمين غانمين من المواجهة المنتظرة. تشكيلة النسور في مباراة الاربعاء ستشهد بعض التحويرات حيث سيتخلى ليكنز عن أحد المدافعين وهو ما يفرض عليه العودة إلى خطة 4 4 2 بعد أن أثبت خطة 3 5 2 التي انتهجها في لقاء الذهاب قصورها الهجومي رغم أنها ضمنت لنا نقطة ثمينة في سلم الترتيب.كما ستشهد التشكيلة عودة «النمس» الذي سيعوض القائد ياسين الشيخاوي في صناعة اللعب كما لا يستبعد أن يعول البلجيكي على مهاجم إضافي إلى جانب «الروج» وقد يجد ضالته في صابر خليفة أو أمين الشرميطي للعب هذا الدور. ومهما تكن الأسماء ومهما تكن طبيعة الخطط التكتيكية فإننا ننتظر رجالا ومحاربين على أرضية ملعب بن جنات بالمنستير الذي لطالما كان طالع خير على منتخبنا الوطني. لغة التاريخ وعامل الجغرافيا يلعبان لفائدة المنتخب الوطني المطالب باستغلال عاملي الأرض والجمهور لمباغتة السينغال وتأكيد عروضه القوية في مستهل المرحلة النهائية من التصفيات المؤهلة إلى النهائيات الإفريقية والإبقاء على رصيدهم الخالي من العثرات. على الطرف المقابل لم يتحول المنتخب السينغالي الى تونس من أجل السياحة أو الاستمتاع بهدوء المنستير وشاطئها الجميل وإنما من أجل تحقيق ما عجز عنه في عقر داره أي تحقيق الفوز أو العودة بنقطة التعادل التي ستضمن له مواصلة تسيد المجموعة بالتناصف مع منتخبنا الوطني.ورغم بعض الغيابات في تشكيلته على غرار مصطفى سو فإن الفرنسي ألان جيراس يمتلك كل الأسلحة القادرة على الإطاحة بأي منتخب وفك عقدة المنتخب التونسي الذي لم يستطع التغلب عليه منذ سنة 1978 وتأكيد كل الكلام الجميل الذي قيل بشأن هذا المنتخب العائد على مهل لغزو القارة الإفريقية. وهو ما يجعل عناصرنا الوطنية مطالبة بالحذر والتعامل الجيد مع المباراة التي نعول عليها كثيرا من أجل فك الشراكة والارتباط مع منافسنا والانفراد بصدارة المجموعة والاطمئنان مبكرا على ورقة العبور إلى «الكان». البرنامج: ( 20:15) تونس السينغال (تحكيم الموريسي راجيندرا بارساد سيشورن) Bein sport 2 HD والشبكة الأرضية للوطنية الأولى