بليغ قال لي: «إلّي جابني لحدّ عندك هو صوتك موش شخصك» غنّيت للوطن وليس لحاكم وأحلم بعرض مميّز في قرطاج في حديثها عن انطلاقتها في عالم الفنّ والطرب قالت صوفية صادق في برنامج «بيت القصيد» لزاهي وهبي في حلقة خاصّة بها بثّت مساء أوّل أمس على قناة «الميادين» أنها لقيت كلّ الدعم والتشجيع من عائلتها لاقتحام عالم الفنّ موضّحة أنّ جدّها كان صاحب صوت جميل وأنّ والدتها كانت تشجّعها وتدعمها مضيفة أنّ والدها النقابي المعروف كان يعارض دخولها هذا المجال وأنه كان يسمح لها بممارسة هوايتها ولا يبخل عليها بالنصح إلى أنّ فارقها وهي في سنّ الثانية عشرة مؤكّدة أنّ بدايتها كانت بتعلّمها لأصول ترتيل القرآن وتجويده الشيء الذي جعل نطقها ومخارج الحروف في أغانيها سليمة. و أضافت صوفية صادق انّ اكتشافها لجمال صوتها واختلافه عن صوت بقيّة زميلاتها كان في المدرسة عبر ترتيل القرآن موضّحة أنّ عبد الحفيظ بوراوي الذي وصفته بالأب الروحي هو من اعتنى بها وصقل موهبتها وذلك لما لمسه فيها من موهبة الصوت، مشيرة إلى أنّها بدخولها إلى المعهد العالي للموسيقى تعلمت المالوف والأدوار والموشّحات لتكون أغنية و«حقك انت المنى والطلب» لأم كلثوم هي أولى الأغاني التي حفظتها. و بيّنت صوفيّة صادق أنّها تعوّدت على سماع أصوات كلّ من أم كلثوم وعبد الوهاب وزكريا أحمد وفتحية أحمد ونجاة علي وعبدو الحمولي مضيفة أنّه يوجد في تونس الكثير من الأصوات الجميلة والمنفتحة على ثقافات متعددة ويتقن أصحابها أداء الفن الشرقي والعراقي والجزائري والمغربي مؤكّدة أنّها تمكّنت من غناء كل تلك الألوان. الغناء للملوك... وعن غنائها للملوك قالت صوفيّة صادق إنها كانت تغنّي لشعراء وملحنين وليس للملوك كملوك موضّحة انّه تمّ اختيارها من بين كلّ من أصالة نصري وميادة الحناوي وماجدة الرومي وثلّة من الفنانات لتأدية أغنية أمام الملك حسين في الأردن وهي من قصائده موضّحة أنّ أغنية «إلاه العرش» وهي أغنية دينيّة هي السبب في وصولها إلى الشهرة وإلى جلسات الملوك وذلك بعد أن وصلت إلى مسامع جمال سلامة المبدع في اللون الديني وصاحب رائعة «محمّد رسول الله» الذي طلب منها الحضور إلى القاهرة، مشيرة إلى انّ قصيدة «يا أيها الملك» وهي قصيدة لمهدي الجواهري اكبر معارض عراقي فيها الكثير من الصدق وكان لا بدّ لها ان تصل إلى مسامع الملك وأنّها قدّمت له بمناسبة عودته سالما إلى بلده بعد مرضه. أم كلثوم ... الشيخ إمام... و«الأولى في الغرام» وقالت صوفيّة صادق إنّها منبهرة بكلّ ما قدّمته كوكب الشرق أم كلثوم وأنّها سعت للنسج على منوالها مضيفة أنها قامت بزيارة قبرها بمجرّد وصولها إلى القاهرة في أول زيارة لها بسبب حبها لها معتبرة أنّ مشاركتها في حفل تكريمي في ذكرى أم كلثوم بمسرح دار الأوبرا مسؤولية كبرى لا تقدّر بأي وصف مؤكّدة أنّها سجلت 17 دورا من الأدوار التي غنتها أم كلثوم منها «الأولى في الغرام» ومؤكّدة أنّه من أصعب الأدوار التي غنتها كوكب الشرق وأنها المطربة الأولى في العالم العربي التي جازفت بذلك خاصّة أنّ أم كلثوم لم تغنّها سوى في مناسبة وحيدة. من جهة أخرى أفادت صوفيّة صادق أنّه كان للشيخ إمام أثر كبير في حياتها الفنية وذلك لانبهارها به وهو الذي تمكّن من خلال آلة عود أن يبدع ويؤدّي أغان تعاطف معها كل إنسان عربي ذي نخوة سواء من السياسيين أو من عامّة الشعب مؤكّدة أنّها سجلت له 4 أغان وانها بصدد إنجاز شريط يضم مجموعة كبيرة من أغانيه معتبرة أنّ ذلك من بمثابة التكريم لروحي الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم. وتحدّثت صوفية صادق عن أول زيارة للشيخ إمام إلى تونس زمن حكم الزعيم بورقيبة موضّحة أنّها كانت يومها في بدايتها الفنيّة مضيفة أنه كان في قدومه درس للفنانين بأن يسمعوه ويفهموا قضيته وينسجوا على منواله لأن الفنان لا يمكن أن يكون فنانا دون ان تكون له قضية ودون الاحتكاك بشعبه، مؤكّدة أنّ الشيخ إمام تمكّن من إستقطاب جمهور أكثر من جمهور أم كلثوم وأنّ الجميع كانوا حافظين لأغانيه مردّدين لها. «العملاق بليغ حمدي في بيتي» وروت صوفية صادق تفاصيل لقائها الأول بالموسيقار بليغ حمدي حيث قالت إنّها كانت في منزلها بتونس صحبة الشاعر حسونة قسومة والملحن محمد صالح الحركاتي رفيقاها في مسيرتها وفجأة رنّ جرس المنزل وفتحت الباب لتجد نفسها أمامها بليغ حمدي قائلة «عملاق من عمالقة الزمن «بليغ حمدي» في بيتي في تونس... هو جاني ما صدقتش فرحت بيه...» مضيفة أنّه قال لها حرفيّا «اللي جابني لحد عندك هو صوتك موش شخصك» موضّحة أنّ أداءها لبعض أغاني القصبجي كان وراء زيارة بليغ لها وأنّ زيارة هذا الأخير كانت نقطة تحوّل في حياتها الفنية مشيرة إلى أنّها كسبت صداقة بليغ حمدي منذ ذلك الحين لتكون رفيقته إلى آخر يوم في حياته قائلة « كنت معاه في باريس لحظة وفاته عشتها بالتدقيق». وأكّدت صوفية صادق أنّها تملك اسطوانة كاملة من أشعار وألحان بليغ حمدي لم تسجلها بعد قائلة «عندي ذخيرة من بليغ حمدي لم تخرج بعد» مشيرة إلى أنّه لم يأت الوقت لإنجازها على أحسن وجه كما ذكرت تفاصيل حفظها لتلك الأغاني بمنزله وكيف كان يرفض تسميته بالموسيقار قائلة «في رمضان رحت نحفظ عنده في الأغاني قبل وفاته بسنة صارت امامي حكاية مشيت لبيته وكانت اخته المرحومة صفية قاللها جيبلي أوراق النوتة جابتلو أوراق مكتوبة عليهم الموسيقار بليغ حمدي خذا الورقة وقلها شكون قلك اكتب موسيقار كان أنا موسيقار يبقى عبد الوهاب إيه... قطع الورقة وكتب على ورقة عادية» وقدمت لأوّل مرّة مقطع أغنية من تلك الأغاني وهي أغنية «بلا سبب». أغنّي للوطن... وعن أغنيتها «بالأمن والأمان» قالت صوفيّة صادق إنّها غنّت للوطن وللجمهور وليس لعهد أو حاكم أو رئيس مضيفة أنّها كانت منذ البداية مولعة بالوطن وبالأغاني الوطنيّة وغنّت الكثير منها وأن آخر عمل لها كان «صرخة أمة». عن مشاركتها في الإنتخابات قالت صوفية صادق إنها ستشارك في الإنتخابات القادمة وإنه لها مرشّح تتكتّم عن إسمه مؤكّدة أنّها مع كل تونسي يخدم تونس، متفائلة بمستقبل تونس وأنّ ثورتنا حضارية ألهمت الشعوب الأخرى وأنّ تونس لم تقع في الحرب الأهلية والإضطراب الداخلي متمنية أن يحكم تونس قائد بأتم معنى الكلمة، يحب تونس ويخاف عليها ويحاول أن يعدل وينشر السلام ويولي الأماكن المنسيّة والفقيرة إهتمامه... أحلم بعرض مميّز في قرطاج وقالت صوفيّة صادق إنها وقفت على مسرح قرطاج اكثر من 16 مرة أسعدت خلالها الجمهور وأنها إلى اليوم لم تقدّم العرض الذي تطمح إليه موضّحة أنّ عروضها كانت تتميّز بالتنوّع وأنّها اليوم تسعى إلى تحضير عرض سيكون فيه وجه ثان لصوفيّة امام جمهورها التونسي والعربي. وفي فقرة «كلام يوصل» قدّم ثلّة من الإعلاميين والمثقفين التونسيين أراءهم بخصوص الفنانة صوفية صادق فقال المنتج معتز صياح إنّ «صوفية ابهرت وسائل الإعلام الفرنسية من خلال حفلاتها عن قرب وإنها إنسانة بيتوتية تحب عائلتها وتتقن الطبخ وتظهر في الأماكن العامة لأنها ابنة مناضل نقابي وأنّه عندما أتيحت لها اول فرصة للغناء أخذت الموروث الإنساني الذي تركه الشيخ إمام». أمّا الفنان رجاء فرحات فقد قال انّ صوفيّة «تجربة ومسيرة مثالية صنعتها بعزيمة حديدية... تجاوزت كل مراحل التعلم الموسيقي والإلمام بقواعد فن الطرب والموسيقى والتغلب على اساتذة من اصعب أساتذة الموسيقى في تونس مشيرا إلى أنّ نادي الفرابي له تجربة في بث حب الأغنية والأدوار العربية وأنّ الشيء الذي بقي لدى صوفية هو ذلك العشق لدور الطرب العربي الأصيل الذي اعتبره من أصعب الإمتحانات ليصفها بجنديّة الموسيقى». من جانبه قال الصحفي لطفي العماري «إنّ لصوفية مسيرة زاخرة انطلقت من حيث يجب على الفنان ان ينطلق لتكون لها بدايات صلبة وهي المدرسة القرآنية التي مكّنتها من مخارج الحروف واللغة العربية واعتقد أنّ صوفية كانت من أبرز تلامذة المدرسة العظيمة مدرسة تقليد الفنانين الكبار مستغربا حملات التشهير والتركيز فقط على أغنية «بالأمن والأمان».