مرة أخرى يعجز الترجي الرياضي عن تحقيق انتصارين متتاليين في هذا الموسم والدخول في سلسلة من النتائج الإيجابية المتتالية التي قد تمكّنه من تدارك وضعيته الصعبة في الترتيب العام وتسلّق سلم المراكز والإلتحاق بكوكبة الطليعة والمنافسين المباشرين والتقليديين على اللقب. فبعد فوزه على نجم المتلوي ظن أنصار وعشاق الأحمر والأصفر أن التأكيد أمام الملعب التونسي آت سواء على مستوى الأداء دفاعا وهجوما أو خاصة على مستوى النتيجة في ظل الحاجة الماسة والأكيدة إلى النقاط وضرورة العودة إلى المكانة التي تليق بهذا النادي وتلبي طموحات وانتظارات كل أطرافه ... هذا ما كان يأمله ويريده الأنصار بعد كل انتصار لكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه حيث كان الفشل من جديد في الموعد يوم الجمعة الفارط وعجز اللاعبون عن تأكيد فوزهم على نجم المتلوي واكتفى الترجي الرياضي بتعادل مخيّب للآمال وفي طعم الهزيمة لأن كل نقطة إضافية مهدورة في هذه الفترة تبعد فريق باب سويقة عن لقبه أكثر فأكثر. نزيف إهدار النقاط متواصل إذن يتجدد الأمل في كل أسبوع حيث يمني الترجيون أنفسهم في كل جولة باستفاقة فريقهم بصفة نهائية وبالتالي وضع حدا لسلسلة العثرات والنتائج السلبية التي تعقّد الوضعية أكثر فأكثر في الترتيب العام والتي لا يمكن لناد مثل الترجي الرياضي أن يعرفها بهذه الكيفية ولا لهذه المدة الزمنية أن تطول أكثر وتتسبب بالتالي في ردود فعل وتصرفات لم يعهدها شيخ الأندية التونسية ونقصد بذلك احتجاجات وغضب بعض الأنصار وتهجمهم على اللاعبين مثلما حدث أول أمس ... هذه الآمال والرغبات في التدارك وانتهاء فترة الفراغ تسقط في الماء مباشرة في الأسبوع الذي يلي كل انتصار حيث يعود الفريق إلى التعادلات أو يتكبد هزيمة جديدة ويتراجع المردود مجددا وتفقد المجموعة بعض إيجابياتها على مستوى الأداء أو بعض ملامح النقلة النوعية التي لاحت عليها... الوضع اليوم، هو أن نزيف إهدار النقاط متواصل بل إنّه قد طال أكثر من اللزوم لأن الترجي الرياضي بصدد توديع لقب البطولة بعد كل لقاء وبمرور كل جولة في ظل استمرار النتائج السلبية وخاصة في ظل غياب أبسط مؤشرات التدارك بسبب تواضع الزاد البشري الذي يكوّن مجموعة فريق الأكابر وغياب الحلول الكفيلة بالقضاء على كل النقائص والسلبيات الموجودة ... هذا لا يعني أن الترجي الرياضي غير قادر في مباراة ما على الإنتفاضة وتحقيق فوز رائع ومقنع لكن هذا الأمر قد يحدث في مباراة أو اثنيتن ولا يتعلق بموسم كامل ذلك أن الإنتظام في الأداء والنتيجة لا يعد عنصرا مضمونا خلال هذا الموسم بالنسبة للترجي الرياضي نظرا لعدم استعداد الفريق منذ البداية على النحو المطلوب والنقص في الزاد البشري الذي كان نقطة قوة الفريق في السابق ومصدر قوته وتميزه عن غيره وكان يضع الفارق ... قد يتغيّر هذا الوضع بعد ميركاتو الشتاء في حالة القيام بالإنتدابات المفيدة لكن اليوم وإلى أن يأتي شهر ديسمبر أو جانفي فإن الإستفاقة لا يمكن أن تكون سوى مناسبتيّة دون انتظام في المردود ولا تتالى الإنتصارات. نفس عناوين الفشل ... في كل مقابلات هذا الموسم تتكرر نفس الغلطات ونفس المشاكل أي أن عناوين الفشل أصبحت مكشوفة وأضحى واضحا كذلك أن العلاج لا يصلح لهذا الداء الذي يعاني منه الترجي الرياضي وينخر مردوده ونتائجه... هناك عدد من اللاعبين في المجموعة لا يمكنهم لا فنيا ولا ذهنيا أن يفيدوا الترجي الرياضي بل إنهم لا يمتلكون أبسط الإمكانيات التي تسمح لهم بتفادي هفواتهم أو حتى تدارك أمرهم والقيام بأبسط واجباتهم، ولذلك يتكرر نفس السيناريو في كل اللقاءات ولا يظهر أي تطور من هذه الناحية فهم من يعيق التحسن الذي يعمل عليه الإطار الفني وهم الذين يعرقلون المسيرة وهم المتسببون الرئيسيون في تواصل عثرات الأحمر والأصفر وهم الذين أجبروا بعض الأنصار على الإنتفاضة أول أمس والإحتجاج بتلك الطريقة... هؤلاء هم أساسا المهاجمون الذين لم يعد بإمكانهم تقديم أي شيء بل إن مخزونهم الفني يفتقد إلى أبسط المؤهلات ولا يليق بفريق بحجم الترجي الرياضي وهذا ما يفرض على المدرب خالد بن يحيى إخراج بعض الأسماء من حساباته اليوم قبل الغد حتى ينقذ ما يمكن إنقاذه في هذه الفترة الحاسمة والصعبة والإنتقالية وحتى يمهد لنفسه ولفريقه أوفر ظروف النجاح في الكلاسيكو القادم الذي سيكون له تأثير كبير ومباشر على المستقبل. إن التدخل للقضاء على الداء الذي ينخر الفريق لا بد أن يحصل خلال هذا الأسبوع بوصفه أسبوعا حاسما يختتم بمباراة تعد منعرجا في مشوار الأحمر والأصفر ، فالنتيجة التي ستنتهي عليها مواجهة الأحد القادم أمام النجم الساحلي هي التي ستحدد مصير فريق باب سويقة النهائي في بطولة هذا الموسم ، كما سيكون لها وقع كبير على مستقبل بعض الأسماء... لذا وجب فنيا اتخاذ القرارات التي تقلص من السلبيات والنقائص وتعطي مؤشرات إيجابية ولو نسبية وتدريجية يمكن أن تساهم في ارتقاء الأداء إلى مستوى أفضل وتفتح الأبواب أمام تدارك على مستوى النتيجة... إن المواصلة في نفس التوجه على مستوى الخط الأمامي والإستمرار في التعويل على نفس الأسماء يعدان عملية انتحارية يمكن أن تأتي على الأخضر واليابس في شأن المجموعة التي تكوّن اليوم الفريق الأول من إطار فني ولاعبين وغيرهم ، وهذا الإطار يفرض إذن تعديلات جذرية لن تكون كارثية مثلما هو الأمر اليوم بهؤلاء المهاجمين الفاشلين والذين تقتضي مصلحة الأحمر والصفر الإستغناء عنهم قبل أن يزيدوا في تعقيد الوضعية وتعميق الجراح.