أنهى الترجي الرياضي الشطر الأول من البطولة في الصدارة مستغلا عثرة جاره النادي الإفريقي في الجولة الختامية أمام النادي الرياضي لحمام الأنف لاستعادة مركزه في طليعة الترتيب... هذا التتويج الرمزي ليس جديدا على فريق باب سويقة تماما مثل اللقب النهائي بوصفه صاحب الرقم القياسي في عدد البطولات لكنه يحمل في طياته العديد من المعاني والمؤشرات التي تجعل من الأحمر والأصفر مراهنا جديا عتيدا وكبيرا على بطولة هذا الموسم . نجاح بنسبة تفوق 80 بالمائة هذه النسبة تتعلق بنجاح الترجي الرياضي في التتويج بالبطولة في نهاية الموسم بعد اختتام مرحلة الذهاب في الطليعة إذ من النادر جدا أن تخلى الأحمر والأصفر عن اللقب بعد فوزه ذهابا ببطولة الخريف وهذا مؤشر إيجابي جدا أسعد الترجيين كثيرا وجعلهم متفائلين بمصير فريقهم في مرحلة الإياب في ظل التعزيزات التي قامت بها الهيئة المديرة سواء بالتعاقد مع مدرب كبير يلبي طموحات العائلة الترجية وقادر على إحداث نقلة نوعية على الآداء الجماعي وبالتالي النتائج أو بانتداب ثنائي أجنبي جديد يمكنه تقديم الإضافة وإفادة الفريق وخاصة تشديد المنافسة مع بقية اللاعبين الأجانب بما سيعود بالفائدة على الفريق دون نسيان تماثل يانيك نجانغ إلى الشفاء وعودته والفورمة الكبيرة التي يعرفها أسامة الدراجي والكفيلة بتغيير كل شيء في مردود الترجي الرياضي. الصدارة رغم تغيير الإطار الفني أربع مرات كلنا نعلم أن من بين نقاط القوة التي تساعد كل فريق على تحقيق النتائج الإيجابية هي الإستمرارية على مستوى الإطار الفني وهذا ما لم يعرفه الترجي الرياضي خلال النصف الأول من هذا الموسم بمرور أربعة مدربين بالتمام والكمال على فريقه الأول وهم ماهر الكنزاري واسكندر القصري والفرنسي سيباستبان دو سابر وأخيرا الهولندي رود كرول، ومع ذلك كانت مرحلة الذهاب ناجحة إلى حد كبير بدليل إنهائها في الطليعة وتصدر الترتيب مما يدل على قوة الأحمر والأصفر في مجابهة العراقيل وتحدي الصعاب وخاصة التأقلم مع مختلف الوضعيات وهذا يعود إلى قوة إدارته وحنكتها في الإحاطة باللاعبين أولا وإلى خبرة لاعبيه بما يؤهلهم إلى اجتياز التغييرات بأقل أضرار ممكنة ثانيا.... هذه الوضعية تؤشر إلى شيء ثابت وهام وهو أن الفريق قادر على صنع الأفضل وجني نتائج أحسن بمدرب واحد في ما تبقى من الموسم في قيمة الهولندي كرول. « التنبير» و حشر الفريق في كل شيء الملحوظة البارزة التي ميزت مسيرة الترجي الرياضي طوال مرحلة الذهاب هو أن منافسة بقية الفرق لم تقتصر على الميدان بل تجاوزت ذلك بكثير وفي العديد من المرات لتشمل الكواليس سواء حشر النادي في كل المسائل حتى تلك التي لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد لغايات مكشوفة تعمل على التشويش على المسيرة الإدارية الناجعة للفريق أو بتعمد التشكيك في بعض انتصاراته من خلال ربطها بهفوات الحكام مع أن العكس هو الصحيح بما أن كل مقابلات الذهاب أكدت شيئا ثابتا وواضحا وهو أن منافسي الترجي الرياضي المباشرين على اللقب هم أكبر المستفيدين من الهفوات التحكيمية وقد ارتبطت جل انتصاراتهم بمساعدات من أصحاب الزي الأسود. عثرات بالجملة وغير منتظرة إلى جانب كل ذلك فإن مسيرة الأحمر والأصفر لم تخل من العثرات طوال النصف الأول من هذا الموسم ، فالترجي الرياضي اكتفى بالتعادل في أول لقاء له على أرضه هذه السنة وكان ذلك أمام منافس مباشر على اللقب وهو النجم ثم سقط في دربي العاصمة أمام أبرز مراهن معه على البطولة وذلك قبل أن يتكبد ثلاث عثرات متتالية في تحولاته إلى باجة وقابس والمنستير ليخسر بالتالي نقاط كثيرة وثمينة للغاية كان يمكن أن تبعده عن ملاحقيه... الترجي الرياضي تدارك كل هذه العثرات لسببين اثنين يكمن الأول في تعثر منافسيه كذلك وعدم اتسام نتائجهم وبالتالي مردودهم بالإنضباط فيما يتمثل الثاني في نجاحه في تحقيق انتصارات مؤثرة في باقي الجولات مكنته من أخذ الفارق على البقية واحتلال المكان الذي تأمله كل الأطراف المكوّنة للنادي والذي يتماشى أيضا وطموحاته.