قال اليوم محمد صالح بن عمار وزير الصحة في لقاء إعلامي انتظم بالنزل الكبير بالعاصمة انّ إستهلاك التونسي للمضادات الحيوية مرتفع جدا مقارنة ببقية بلدان العالم ،داعيا إلى تقنين مجالات إستهلاك المضادات الحيوية بمختلف أنواعها . وكشف وزير الصحة انه سيتم بعث لجنة داخل وزارة الصحة لدراسة موضوع تنامي إستهلاك المضادات الحيوية سواء لدى الإنسان أو تلك التي تمنح للحيوانات، مبرزا انه لا نعرف كميات المضادات الحيوية المستهلكة لدى الحيوانات مثل الدجاج مثلا والتي نتولى إستهلاكها بدورنا . وبيّن وزير الصحة ان التونسي ينفق نسبة هامة من ثمن الدواء من جيبه الخاص ،مبينا انه ينفق نحو 506 دينارا سنويا على صحته. وأكدّ بن عمار انّ المخزونات من الأدوية صلب الصيدلية المركزية متوفرة حيث بلغت الى حدود شهر سبتمبر 2014 ، 107 يوما بمقابل مالي يقدر بنحو 8،362 مليون دينار عوضا عن 254 مليون دينار في 2011 قائلا ان كلفة دعم الدواء بلغت خلال هذه السنة قرابة ال100 مليار وانها كانت في حدود 4،95 مليار في 2013 ، مبينا ان كلفة دعم الأدوية في تزايد مستمر. وأكدّ الوزير انه لا فرق بين الأدوية الجنيسة التي تصنع في تونس والأدوية الأصلية الموردة ،مضيفا ان الجودة والتركيبة هي ذاتها و ان ميزة بلادنا انها تصنع أدوية ذات جودة عالية وغير باهظة. واشار وزير الصحة الى ان هناك زيادة ب30 بالمائة في اقتناء الأدوية في بلادنا مباشرة بعد الثورة معتبرا ان هذه الزيادة غير مبرّرة، مؤكدا أن التهريب وتوافد الجالية الليبية على تونس وراء ارتفاع اقتناء الأدوية. وكشف وزير الصحة انه سيتم إحداث وكالة وطنية للأدوية في تونس ستكون شبيهة بالمحكمة الدستورية وهي التي تنظر في الأدوية وتحدد ما يصلح وما لا يصلح. وقال ان الوزارة ستنطلق في إعداد النصوص الترتيبية لبعث هذه الوكالة بعد ان تم الحصول على موافقة من الحكومة . وأكدّ انه قد يكون من مشمولات هذه الوكالة أيضا النظر في موضوع الأكلات ومكوناتها خاصة وأننا في تونس نستهلك نسبة هامة من الممنوعات كالسكر والملح ،مبينا انه وعلى سبيل المثال لدينا أرفع نسبة من السكريات في المشروبات الغازية مقارنة ببقية بلدان العالم . وكشف ان اللّقاء القادم سيخصص لموضوع التغذية في تونس ومكافحة السمنة وسيتم تقديم برنامج الرياضة للجميع.