تونس (وات)- التأم يوم الجمعة بتونس العاصمة ملتقى وطني حول ترشيد استعمال الأدوية. وينعقد هذا الملتقي الذي يشارك فيه اخصائيون في المجال من اطباء وصيادلة ومديري مخابر ومصانع في مجال صناعة الادوية، ببادرة من وحدة الصيدلة والدواء بوزارة الصحة العمومية. وخصص هذا اللقاء العلمي للتباحث حول مسائل تتعلق باللائحة الدوائية الاستشفائية والادوية الجنيسة إلى جانب تقييم مدى نجاعة السياسة الوطنية في ترشيد استعمال الأدوية اعتبارا ان الاستعمال غير الرشيد للأدوية من المشاكل السائدة في البلدان النامية بالخصوص لتعدد ظواهرها ومسبباتها الى جانب انعكاساتها الصحية والاقتصادية. وابرز وزير الصحة العمومية السيد صلاح الدين السلامي بالمناسبة ان المصاريف المخصصة للأدوية تشهد تزايدا بنسبة 20 بالمائة سنويا وان الاعتمادات المخصصة لشراء الادوية تقدر ب974 مليون دينار سنة 2010 مشيرا إلى أن 50 بالمائة من حاجياتنا في هذا المجال تغطيها الصناعة المحلية. وأوضح ان القرار الأخير القاضي بمنع استيراد 91 صنفا من الأدوية المدعمة من قبل الصيدلية المركزية من شانه ان يساهم في تعزيز التمشي المعتمد من قبل الوزارة في مجال التحكم في اسعار الأدوية. وأكد في هذا الصدد الحرص على ضمان توفير الأدوية في القطاع العمومي والنهوض باللائحة الدوائية الاستشفائية التي تستجيب للحاجيات الحقيقية للوصفات الطبية والمرضى وتحترم المصاريف المتوفرة بالهياكل الاستشفائية. واشار السيد كمال ايدير مدير وحدة الصيدلة والدواء بوزارة الصحة العمومية، من جهته، ان معدل سعر الادوية المحلية هو دون معدل سعر الأدوية العالمية وان الوزارة تعمل على تشجيع استعمال الأدوية الجنيسة التي لها نفس القيمة العلاجية وسعرها ادنى من سعر الدواء الاصلي. واكد في هذا السياق على ضرورة تكثيف الجهود لتطوير صناعة الادوية الجنيسة لانها اقل كلفة على المواطن وكذلك على المجموعة الوطنية. وابرز ان منظمة الصحة العالمية تحرص على تطبيق سياسة ترشيد استعمال الأدوية لا سيما وان تقارير المنظمة تفيد ان 50 بالمائة من الدواء في العالم يستعمل بطريقة غير رشيدة مما يتسبب في أعراض ثانوية ونفقات مدفوعة في غير مكانها إلى جانب آثاره الجانبية خاصة في ما يتعلق بالاستعمال غير السليم للمضادات الحيوية. وتجدر الإشارة إلى ان الأدوية الجنيسة المصنعة في تونس تخضع خلال عمليات تصنيعها في تونس الى مراقبة داخلية من قبل المصنع نفسه ومراقبة خارجية من قبل وزارة الصحة. والدواء الجنيس له نفس التركيبة والنجاعة والشكل الصيدلاني للدواء الأصلي ويعتبر دواء المجتمعات التي تثق في قدراتها البشرية وطاقتها العلمية.