ستنظر إحدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بنابل في شهر ديسمبر في جريمة محاولة قتل تورط فيها شاب عمد غريمه إلى طعنه بآلة حادة على مستوى بطنه كاد يهلك جرّاءها لولا التدخل الطبي الناجع وقد أدين المتهم ابتدائيا بالسجن مدة ثماني سنوات فاستأنفت النيابة العمومية والمتهم الحكم. قد انطلقت التحريات في هذه القضيّة ورود مكالمة هاتفية على السلط الامنية من أحد المستشفيات في شهر اكتوبر 2013موضوعها قبول شخص في حالة صحية حرجة ويحمل اصابة ببطنه بواسطة آلة حادة فتحولت دورية أمنية على عين المكان لسماع اقوال المتضرر غير أنه تعذر عليها ذلك نظرا لحالته الصحية اذ خضع لعملية جراحية واحتفظ به تحت العناية الطبية المركزة. في المقابل انطلقت التحريات في الجريمة والتي تبين من خلالها أن المتضرر توجه رفقة صديق له لحضور حفل زفاف صديق لهما وأنه أثناء الحفل اندلعت مناوشة كلامية بين شابين كانا يجلسان على مقربة من الضحية واحتد النقاش بينهما وتحول الى معركة تدخل الضحية وصديقه لفضها غير ان الجاني حاول طعن غريمه بسكين كانت بحوزته لكن الاصابة طالت المتضرر على مستوى بطنه وذلك اثناء محاولته منع الجاني من الاعتداء على غريمه فسقط هذا الاخير مضرجا بدمائه فيما فر الجاني من مسرح الجريمة. وعلى ضوء ما افرزته الابحاث تم تحديد هوية الجاني وعثر عليه متحصنا بالفرار بمنزل جدته بإحدى المدن الساحلية فتم القاء القبض عليه. وباستنطاقه أفاد أن مناوشة اندلعت بينه وبين غريمه تحولت الى معركة تدخل المتضرر لفضها وتولى دفعه الى ان سقط ارضا فتحامل على نفسه ولم يرد الاعتداء المسلط عليه لأنه كان متيقنا ان المتضرر حاول منع تواصل المعركة. وأضاف أنّ رغبته في الاعتداء على غريمه الذي اهانه جعلته يعيد الكرة ويحاول مباغتته بطعنة على مستوى بطنه غير أنّ الإصابة طالت الضحية الذي تفطن له وسعى الى منعه من الاعتداء فأصيب بدلا عن غريمه. وقد أعرب المتهم عن ندمه وبرّر فعلته بحالة السكر التي كان عليها وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ به من أجل ما نسب إليه وبإحالته على انظار قاضي التحقيق اعاد المتهم اقواله السابقة وتمسك بان نيته لم تكن متجهة الى محاولة قتل الضحية وأنّ رغبته في الانتقام من غريمه هي التي تسببت في وقوع اضرار لشخص لا ذنب له . اما دفاع المتهم فقد طلب ضمن مؤيداته الكتابية مراعاة ماديات الجريمة واعتبار الافعال المنسوبة لموكله من قبيل الاعتداء بالعنف باعتبار أنّ ملابسات الواقعة تؤكد ان نيته لم تكن منصرفة الى القتل خاصة أنّ الطعنة التي اصابت المتضرر لم تكن عميقة, الامر الذي ينفي نية القتل لديه.بعد ختم الابحاث وجهت للمظنون فيه تهمة محاولة القتل العمد واحيل الملف على انظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية التي استقر رأيها على ضوء الوقائع والادلة المتوفرة بالملف وعلى اعتبار الإدانة الثابتة في حق المتهم من خلال الوسيلة المستعملة في الاعتداء على المتضرر وكذلك موطن الإصابة التي كان من الممكن أن تؤدّي الى هلاك المتضرر لولا تلقيه الاسعافات في الوقت المناسب واعتبرت بناء على ذلك ان الفعل الصادر عن المتهم هو محاولة قتل وقضت بإدانته مدة 8 سنوات فاستأنفت النيابة العمومية والمتهم الحكم .