38 مليار دينار ايرادات الضرائب.. الجباية تسعف المالية العمومية    سحق الإفريقي برباعية: المنستيري يُشعل المنافسة    بطولة ايطاليا المفتوحة: قارورة مياه تصطدم برأس ديوكوفيتش أثناء توقيع التذكارات    طقس السبت: ارتفاع طفيف في درجات الحرارة    فرنانة تحتضن الدورة الأولى ل"مهرجان براعم الفرنان"    اليوم وغدا بمدينة الثقافة.. "من السماء" و" البلوار" بمسرح الأوبرا    ملتقى ربيع الشعر بحاجب العيون: " شعر المقاومة...صرخة حبر و نِزال كلمة "    أمير الكويت يعلن حل مجلس الأمة وتعليق العمل ببعض مواد الدستور    عاصفة شمسية شديدة تضرب الأرض للمرة الأولى منذ 2003    بعيداً عن شربها.. استخدامات مدهشة وذكية للقهوة!    عاجل/ بعد حادثة ملعب رادس: وزارة الشباب والرياضة تتخذ هذه الاجراءات..    النادي الإفريقي.. القلصي مدربا جديدا للفريق خلفا للكبير    إقالة مدير عام وكالة مكافحة المنشطات وإعفاء مندوب الرياضة ببن عروس    زيت الزيتون ''الشملالي'' يفوز بميدالية ذهبية في المسابقة الاوروبية الدولية بجنيف..    تونس تشدّد على حقّ فلسطين في العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتّحدة    بايدن يخطئ مجددا و"يعين" كيم جونغ رئيساً لكوريا الجنوبية    لأول مرة/ الاتحاد البنكي للتجارة والصناعة يشارك في دعم النسخة 18 من دورة "كيا" تونس المفتوحة للتنس..(فيديو)    بالفيديو: سعيّد: هذا تقصير وسيحاسب الجميع حتى المسؤولين الجهويين    المنستير : يوم إعلامي جهوي حول الشركات الأهلية    بنزرت...بتهمة التدليس ومسك واستعمال مدلّس... الاحتفاظ ب 3 أشخاص وإحالة طفلين بحالة تقديم    عاجل: قيس سعيد: من قام بتغطية العلم التونسي بخرقة من القماش ارتكب جريمة نكراء    الصوناد: نظام التقسيط مكّن من اقتصاد 7 % من الاستهلاك    مفتي الجمهورية يحسم الجدل بخصوص أضحية العيد    حالتهما حرجة/ هذا ما قرره القضاء في حق الام التي عنفت طفليها..#خبر_عاجل    عاجل/ هذا ما تقرر في قضية سعدية مصباح العضو بجمعية "منامتي"..    عاجل/ ديلو: قوات الأمن تحاصر عمادة المحامين للقبض على سنية الدهماني..    الكريديف يعلن عن الفائزات بجائزة زبيدة بشير للكتابات النسائية لسنة 2023    طقس الليلة    عاجل/ الأمم المتحدة: 143 دولة توافق على عضوية فلسطين    قليبية : الكشف عن مقترفي سلسلة سرقات دراجات نارية    قريبا ..مياه صفاقس المحلاة ستصل الساحل والوطن القبلي وتونس الكبرى    بالصور/بمشاركة "Kia"و"ubci": تفاصيل النسخة الثامنة عشر لدورة تونس المفتوحة للتنس..    في تونس: الإجراءات اللازمة لإيواء شخص مضطرب عقليّا بالمستشفى    عاجل/ إندلاع حريقين متزامنين في جندوبة    البنك المركزي التركي يتوقع بلوغ التضخم نسبة %76    عاجل/ جندوبة: العثور على جثة طفل مشنوقا بمنزل أهله    رادس: إيقاف شخصين يروجان المخدرات بالوسط المدرسي    اليوم: فتح باب التسجيل عن بعد بالسنة الأولى من التعليم الأساسي    كاس تونس (الدور ثمن النهائي) : تقديم مباراة نادي محيط قرقنة ومستقبل المرسى الى يوم الجمعة 17 ماي    رفض الإفراج عن الإعلامي محمد بوغلاب    نرمين صفر تتّهم هيفاء وهبي بتقليدها    وزير السياحة يؤكد أهمية إعادة هيكلة مدارس التكوين في تطوير تنافسية تونس وتحسين الخدمات السياحية    الأمطار الأخيرة أثرها ضعيف على السدود ..رئيس قسم المياه يوضح    لهذه الأسباب تم سحب لقاح أسترازينيكا.. التفاصيل    خطبة الجمعة .. لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما... الرشوة وأضرارها الاقتصادية والاجتماعية !    اسألوني ..يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    أنس جابر في دورة روما الدولية للتنس : من هي منافستها ...متى و أين ؟    إتحاد الفلاحة : '' ندعو إلى عدم توريد الأضاحي و هكذا سيكون سعرها ..''    منبر الجمعة .. الفرق بين الفجور والفسق والمعصية    أضحية العيد: مُفتي الجمهورية يحسم الجدل    عاجل/ مفتي الجمهورية يحسم الجدل بخصوص شراء أضحية العيد في ظل ارتفاع الأسعار..    المغرب: رجل يستيقظ ويخرج من التابوت قبل دفنه    عاجل/ هجوم مسلح على مركز للشرطة بباريس واصابة أمنيين..    دراسة: المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    نبات الخزامى فوائده وأضراره    تظاهرة ثقافية في جبنيانة تحت عنوان "تراثنا رؤية تتطور...تشريعات تواكب"    قابس : الملتقى الدولي موسى الجمني للتراث الجبلي يومي 11 و12 ماي بالمركب الشبابي بشنني    سليانة: تنظيم الملتقى الجهوي للسينما والصورة والفنون التشكيلية بمشاركة 200 تلميذ وتلميذة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الباجي قائد السبسي لجريدة "الشرق القطرية": لن نغلق باب التعامل مع النهضة..و الجزيرة أجمل انتصار إعلامي عرفه العرب ضد إسرائيل
نشر في التونسية يوم 09 - 11 - 2014


كنا المحرك الاساسي لحكومة التقنوقراط
لم ننتصر بعد على الارهاب
جهزنا لخروج الاسلاميين خروجا مشرفا
دور الرباعي لم ينته بعد
تونس في حاجة لكل ابنائها
ليّ سلطة النصح
اخوان مصر ساعدونا
امريكا تحمي بقاء بشار الى جانب المجتمع الدولي
اجرت جريدة الشرق القطرية حوارا مطولا مع الباجي قائد السبسي رئيس حركة نداء تونس والمترشح للانتخابات الرئاسية في ما يلي نصه
مازالت المقارنة بين التجربتين المصرية والتونسية قائمة في أعقاب الربيع العربي، وكيف نجحت تونس بإجرائها ثاني انتخابات برلمانية عقب الإطاحة بزين العابدين بن علي. ففيكلا البلدين، فازت الأحزاب الإسلامية بأول انتخابات، إلا أن حزب
النهضة سعى إلى تقاسم السلطة، مستثمرا خطأ الجماعة في مصر في استئثار السلطة. ولم يحاول حزب النهضة تأسيس الشريعة والاعتماد على المرشد وأعلنوا احترامهم للقوانين التقدمية في مجال حقوق المرأة وقبل بالتخلي عن جزء من السلطة مطلع هذا العام لتشكيل حكومة تكنوقراط وطنية بعدما واجه احتجاجات شعبية. ولن يكون صعباً بالنسبة لحركة "نداء تونس"، الفائزة بالأكثرية في الانتخابات التشريعية الأسبوع الماضي، أن تشكِّل حكومة جديدة بقيادتها. فالأحزاب والحركات
التي تشاركها اتجاهها المدني العلماني تحظى بأغلبية، وإذا استثنينا أحزابا محسوبة على هذا الاتجاه، لكنها قريبة من حركة وربما « التيار الديمقراطي » و « التكتل » "النهضة" مثل "المؤتمر" و أن تتحرك في حدود 50 « نداء تونس » تستطيع ،« الجمهوري » مقعدًا، إضافة إلى 85 حصلت عليها. وهي تحتاج إلى 24 مقعدًا من أصل 217 . لم ينتظر مؤسسها الزعيم السياسي والتاريخي باجي قائد السبسي طويلا بعد فوز حزبه بالانتخابات التشريعية لأول برلمان بعد ثورة الياسمين لطمأنة الطبقة السياسية في البلاد، فأكد ل"الشرق" أنه لن يستأثر لنفسه بتشكيل الحكومة القادمة ضمن رسالة باتجاه كافة التونسيين وحتى بعض العواصم الغربية التي طالبت بحكومة إجماع وطني. الحوار مع الزعيم التاريخي السيد الباجي قائد السبسي ممتع وغني للغاية، فالرجل لا يجد في صدره حرجاً من تسمية الأشياء بمسمياتها الأصلية، يمتلك ثقافة موسوعية راقية وتاريخا عريقا في عالم السياسة، تبوأ عدة مناصب حكومية ووزارية هامة، يصفونه بالحكيم الذي يستطيع أن يخرج تونس من عثرتها ويحقق أهداف
الثورة.. التقينا به في أحد المطاعم العربية الفاخرة في باريس، فكان هذا الحوار الصريح:
لقد ساءت العلاقات بين مصر وتونس بعد تصريحات الرئيس التونسي منصف المرزوقي حول الانقلاب العسكري في مصر وتأييده المطلق للإخوان المسلمين، فما هو تعليقك؟
لقد اندلعت الثورة التونسية في 14 يناير وفي مصر يوم 25 يناير، لكن الأوضاع مختلفة، فالانتخابات المصرية أنتجت الرئيس محمد مرسي على برنامج للشعب المصري، لكنه سلك مذهبا آخر وانتهج سياسة أخرى وبالتالي الشعب الذي انتخبه هو الذي أخرجه حينما هتفوا في الشوارع (إطلع برة) واقتضى تدخل الجيش المصري الذي دائما يقف إلى جوار الشعب المصري كما هو الحال مع الجيش التونسي، ونحن لم نتكلم كثيرا عن الأشقاء في مصر، لأن لديهم صعوبات وحساسيات، فلكل بلد أوضاعه، ونتمنى أن تنجح الطبقة السياسية بعد أن قاموا بتصحيح الدستور وتنظيم انتخابات
رئاسية نزيهة وفاز فيها من يراه الشعب قائد المرحلة، فكل شعب له عبقريته ووضعه، الذي قد لا يتلاءم مع الشعوب الأخرى و لكن في الواقع الإخوان المصريون ساعدونا بطريقة غير مباشرة ورحل الإسلاميون في تونس بسلام دون عنف، من أجل سلام الشعب التونسي.
* ولكن لا يوجد شخص يترك السلطة برغبة منه، لكن إما مجبر أو غصبا عنه، وعندكم سلفيون ومتشددون وكذلك الإخوان في مصر وليبيا.
في تونس النهضة كانت صراحة أكثر عقلانية وتركوا السلطة بسلام وتحضر، فالشعب التونسي مثل سنبلة القمح، لو جاءت الريح تنحني ولما تزول ترتفع وتعود إلى وضعها الطبيعي. لكن بطبيعة الحال، لن تتحسن الأوضاع في مصر وليبيا واليمن وسوريا بعصا سحرية،فالشعوب العربية أسيرة حقب من الصعب حلها في أشهر قليلة ولكننا نسير في الطريق الصحيح وذلك بالاستفادة من أخطاء الماضي والعبر، وكما قال ابن خلدون: إن التاريخ في ظاهره لا يزيد على الإخبار، ولكن في باطنه نظر وتحقيق..
وبالتالي علينا الاستفادة من العبر.
كيف تشرح لنا ما حدث في تونس من تغييرين سلميين كنت أنت بطل التغيير الثاني؟
نحن في تونس الظروف كانت متوفرة للتغيير وهذا التغيير في مستويين، فثورتنا قامت ضد الفساد والطغيان وشمل هذا التغيير عدة دول عربية، فغيرت شعوبها طغاتها، أما الثانية فنحن نريد حكما رشيدا وهذا الحكم لن يسقط من السماء، فيجب أن تكون لدينا دولة القانون وللأسف لا تملك أغلب الدول العربية دولة القانون، فمازلنا في البداية، فالشعب يريد الحرية التي أتت بها الثورة وهي ليست شعارات فقط، بل ممارسة شعبية حقيقية ومن حق الشعب أن يمارسها حتى يعرف قيمتها وهذا مازال لم يتوفر، فنحن في تونس من أقرب الشعوب العربية للحكم الرشيد.
لماذا؟
لأن لدينا التعليم معمما منذ عام 59 وتحرير المرأة في عام 56 وهي الآن تقوم حالياً في تونس، أحيانا في مقام الرجال في كل المستويات، ثالثا ليست لدينا طبقة وسطى عريضة، وهذه الأشياء الثلاثة هي التي تؤهل الشعوب نحو الديمقراطية الحقيقية.
العالم كله رحب بمبادرتكم الحوار الوطني التي أخرجت الإسلاميين بطريقة حضارية.؟
نستطيع القول الآن بأن تونس بدأت تخرج بشرف من عنق الزجاجة التي وضعت نفسها فيها لمدة عامين ومنذ هاتين السنتين أخر حزب النهضة البلاد لنحو قرنين. كانت تونس منطلقة في تطورها، فلدينا طبقة مثقفة راقية وكنا قد عمما التعليم منذ الاستقلال وحررنا المرأة ولا نملك قاعدة عريضة من الطبقات المتوسطة، وبإمكاننا التحدث بأننالسنا بعيدين عن نظام الدول الديمقراطية حتى لو اختلفنا في مفهوم الديمقراطية، لكون كل شخص له رؤيته.
لقد نظمنا انتخابات حرة نزيهة شهد بذلك العالم بأسره وأنجبت هذه الانتخابات فريقا سياسيا دينيا، والأغلبية ذات مرجعية إسلامية، ولا نقول إسلاميين، وتركنا لهم المجال ليعلنوا عن أنفسهم ولكنهم حكموا ولم يكن عليهم أن يحكموا، لأننا إذا أردنا صياغة دولة ديمقراطية فلابد من وضع مجلس برلماني يقوم على صياغة دستور، فلا توجد ديمقراطية من دون دولة قانون، وهذا لا يمر إلا عبر دستور، ولكن لسوء الحظ قاموا بعكس هذا المسار وحكموا قبل صياغة القانون وكان حكمهم كارثياً. كانت تونس على حافة الإفلاس وبالتالي رأيت من واجبي الوطني وحبي لبلادي، فلم أسعَ يوما إلى السلطة، وقد تركت السياسة لنحو 22 سنة، ولكن حينما تمر بلادي في أزمات فتجدني أولمن يلبي النداء وبالتالي رأيت أن ننظم اتفاقا ومشروعا، عملية حوار وطني دعوت فيها النهضة التي في الحكم للمشاركة وانتهى هذا الحوار إلى نتيجة مفادها أن تترك النهضة الحكم وتستقيل، وتخلفها حكومة مستقلة مشكلة عبر
التكنوقراطيون ونصحنا بألا يتم انتقاد هذه الحكومة سريعا فيما لم تنجز. وفيما يتعلق بنا، لقد كنا المحرك الأساسي لهذه الحكومة والتي حاولت تلبية نداءات الشعب التونسي، ولكن على الحكومة التي تأتي أن تضع ضمن أولويات حركتها في برنامجها المواضيع الأساسية التي تهم البلاد، الفقر، المناطق المهمشة، والبطالة، وأن تهتم بالأمن العام وبالأمان للمواطنين، فالوضع الأمني تدهور للغاية، خصوصا على الحدود مع الجزائر وليبيا في الجبال، حيث يتواجد إرهابيون يقومون بأعمال إرهابية لم تشهدها تونس وغريبة على المجتمع التونسي، خصوصا الاغتيالات السياسية، وكان آخر اغتيال سياسي يعود إلى الحقبة الاستعمارية.
وأعتقد أننا جهزنا للإسلاميين خروجا مشرفا عبر حكومة مختلفة، ما يعنيني في الأساس هو بلدي تونس، تعرفون أنني بدأت العمل السياسي منذ الاستقلال وتركت السياسة لمدة 22 سنة،ولكني عدت من أجل حالة بلدي المتأزمة وفي كل مرة أجد تونس تمر بمرحلة حرجة تجدني ألبي نداءها وتجدني حاضرا ومستعدا.
كنت تعرف جيدا جميع الحكام العرب الذين سقطوا مع رياح ثورات الربيع العربي.؟
هذا صحيح، أعرف من طبيعة عملي جميع الرؤساء الذين كانوا موجودين، ولسوء الحظ، حادوا جميعهم عن الحق وابتعدوا عن الواقع وتوغل فيهم جميعهم، للأسف، كثير من الفساد، فلما خرج بن علي من تونس، وهذه ثمار الثورة التونسية والعربية، سقط معه كل الرؤساء، مبارك وعلي صالح والقذافي.
لكن لم يسقط بشار!
لبشار وضع آخر، لأن الوضع الدولي أبقاه، فحتى الآن هناك انقسام في المجتمع الدولي على بقائه أو رحيله، فالروس والصين يحمونه بشدة في مجلس الأمن وحتى الولايات المتحدة الأمريكية تحمي بقاءه وبالتالي منعوا إسقاطه، وللأسف بشار مدعوم من بعض المجتمع الدولي وإلا لرحل من زمان، لكن لو أرادت أمريكا وروسيا رحيله لخرج.
كيف انتصرتم على الإرهاب في تونس؟
لم ننتصر بعد، فالإرهاب متواجد بقوة على الحدود التونسية الليبية، وعلى الحدود الجزائرية في الجبال، مازالت هناك خلايا إرهابية قوية، وتم مؤخراً القبض على خلية مكونة من تونسي وجزائري وليبي ومالي وموريتاني، بل للأسف أن في سوريا لدينا تونسيون وأننا سجلنا حتى اليوم أكثر من ألف قتيل يعني عدة آلاف راحوا من عندنا، سجلنا أكثر من 1000 ، تقريبا 6 آلاف، لكن لازم بشار يرحل، لأن أمريكا وروسيا لم تقررا بعد التخلص منه، ولو حللنا مشكلة سوريا لابد من حل مشكلة الجولان وإلا فلا حجة تبقى لهم بعد ذلك، لابد من محاربة الإرهاب مع كل الدول المعنية، فهي ظاهرة عالمية، وعلى وجه الخصوص يتطلب وضع إستراتيجية على مستوى إقليمي بالاتفاق مع الدول المجاورة لتونس، مثل ليبيا والجزائر والتعاون مع مصر لتأمين الحدود، فنحن في عالم متغير بشدة والاستقرار الذي ترونه نسبيا حينما نتكلم عن الاستقرار يجب أن نكون واقعيين، ولقد كنت من قبل وزيرا للداخلية، نحن
عندنا إرهاب كبير في كل بقاع تونس، ونعمل مع مصر لكي نقضي على بؤر الإرهاب وترسيخ الأمن والأمان لشعوبنا.
كيف ستكون حكومتك التي ستشكلها؟
أفضل أن تكون الحكومة جامعة لكافة الأطراف والأحزاب السياسية بتونس، فلي سلطة النصح، ومن وجهة نظري يجب ألا يشعر أي طرف أن الحكومة ضده وهذا أمر صعب، لكنه غير مستحيل، فلا بد من احترام إرادة الشعب الذي اختار من خلال الصناديق، ويفضل أن تكون الحكومة جامعة لكل القوى السياسية في البلاد وكذلك المنظمات النقابية وأن يلعب الرباعي الراعي للحوار دوره المعتاد، لأن دوره لم ينته، لأن تونس ما زالت ستواجه صعوبات، كما أن الحكومة الجديدة لن تملك عصا سحرية وقد انتهى زمن المعجزات. ولكني أعلم أن التونسيين قادرون على إيجاد حلول مشتركة لتجاوز المشاكل، آملا أن يكون المستقبل ملائما لطموحات الشعب التونسي. إن الحكومة القادمة لا يمكن أن تكون فعالة إن لم تعمل بالتعاون مع الاتحاد العام التونسي للشغل ومنظمة الأعراف، باعتبارهما شريكا في البناء والتأسيس..
بكل صراحة هل ستنتقم اليوم ممن حاربوك في حزب النهضة ومؤيديها أم من الممكن أن تتحالف معهم
وعفا الله عما سلف؟
أنا ضد تصفية حسابات الماضي، أعتقد أن علينا النظر أكثر نحو المستقبل، لأن تونس بحاجة في هاتين السنتين المقبلتين لكل أبنائها. ولسنا في مرحلة تصفية الحسابات وليس في مصلحة تونس تصفية الحسابات، فالنهضة والإخوان في مصر فشلوا في ذلك، نحن في حالة بناء، فلابد من الاحتفاظ بالجميع، فهم وغيرهم مثل أعضاء النهضة، من ضمن المشهد السياسي التونسي. ولن نحارب أحدا وهذه من أجمل أولويات الديمقراطية، فالمعارضة من مقومات الدولة الحديثة وأؤكد لكم أنه لا أعداء لنداء تونس مع أي حزب، وأنه لن يحكم منفردا، باعتبار أنّ مصلحة البلاد تقتضي التوافق العريض، أما مسألة التحالف مع النهضة، فبالرغم من أن الإسلاميين غير ديمقراطيين بالطبع، لأن تعليماتهم تأتي وحيا من إله ويعتبرون أنفسهم خلفاءه في الأرض، أما الديمقراطي فيستمدّ مواقفه من الواقع ومن
الشعب، لكن ذلك لا يعني أن نغلق الباب أمام التعامل معهم أو التعايش معهم، ونحن رفضنا الإقصاء ومن حاول إقصاءنا لم ينجح.
حينما تصبح رئيساً كيف ستكون علاقاتك مع مصر وقطر ودول الخليج التي ساءت مثل السعودية والإمارات والبحرين؟
يجب أن تكون دائما العلاقات المصرية التونسية، بشكل خاص، لكونها من دول الجوار الإقليمي، والتونسية الخليجية بشكل عام، علاقات ممتازة ومميزة ومصر لها تأثير كبير ثقافيا في تونس وغيرها، أما ما وقع على الشعب المصري، فلا نستطيع إلا أن نهتم بما يحدث، لكن لدينا قاعدة ألا نتدخل في شؤون الدول، كما لا نحب أن تتدخل الدول في شؤوننا. أما قطر فهي دولة ناجحة ونموذج طيب للإبداعات العربية وتجربتها الاقتصادية والسياسية محط إعجاب العديد من الدول والشعوب العربية والغربية على السواء وفيها الطاقات الشابة تعتبر من أحسن إنجازاتها، فأفضل ما قام به الأمير
الوالد الشيخ حمد، هو أن استثمر في الإنسان، كما استثمرت الشيخة موزا في التعليم، ولهذا انطلقت قطر، رغم صغر جغرافيتها، إلى منافسة الدول العظمى على الساحات وفي المحافل الدولية، لكن أجمل انتصار إعلامي عرفه العرب ضد إسرائيل هي قناة الجزيرة.. وأنا معجب كثيرا بتجربتها وبتناولها المواضيع والتقارير الجريئة الهادفة، حتى تفوقت على السي إن إن والبي بي سي وغيرهما وكم هو رائع أن تنقل كل قنوات العالم عن الجزيرة وقائع الحروب أو حتى يوميات الثورات العربية، لكن يجب الآن أن تقدر الجزيرة تونس، لأن في تقاريرها فيها ما هو لنا وما هو علينا وتصدمنا في بعض تقاريرها ولهذا نطالبها بالصبر علينا في هذه الفترة الصعبة، فنحن في بداية الطريق الصحيح وخرجنا قليلا من عنق الزجاجة. فأنا مواطن مثل كل المواطنين الآخرين، أعلم أن ضميري مرتاح، عموما ينتقدونني بسبب أمور لم تحصل، لكن إذا كان يترتب عليَّ أن أدافع عن نفسي فلما لا ... يمكن لتونس أن تحرز تقدما فعليا إلا بعد إقامة دولة قانون.
هل تقبل بمقترح الرئيس التوافقي؟
إن هذا المقترح غير دستوري وأن رئيس الجمهورية سيختاره الشعب وحده ولا يمكن أن يكون توافقيا بين الأحزاب.
ما الفرق بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر وحزب النهضة في تونس؟
إن حزب وحركة النهضة التونسية الإسلامية، استفادت كثيرًا من تجربة جماعة الإخوان المسلمين الفاشلة في مصر.إن إخوان تونس استوعبوا جيدًا الدرس المصري بعد صعود الإخوان الفاشل إلى سدة الحكم، وإدارتهم البلاد بطريقة خاطئة أدت إلى غضب شعبي تسبب في الإطاحة بهم، والتأثير على المشروع الإسلامي الذي كانت تسعى له النهضة والإخوان في شمال إفريقيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.