في حديث خص به صحيفة «لو ميترو» الفرنسية تحدث راشد الغنوشي عن العديد من القضايا الوطنية والعالمية. نورد في هذا العدد مقتطفات من أهم ما قاله الغنوشي هل كنت تتوقع ان التونسيين سيصوتون للنهضة؟ كنت أتوقع دائما أن حزبنا سيفوز في الانتخابات بعد سقوط الديكتاتورية. لقد فزنا بالأغلبية في انتخابات سنة 1989، ولكن النظام زور النتائج وقرر القضاء على حركتنا. وإنني مقتنع بأن افراد الشعب التونسي لم تتغير عقولهم كيف ترون تطور منطقة الشرق الأوسط بعد الربيع العربي؟ أنا بالطبع فخور جدا بأن تونس كانت السباقة في الربيع العربي ثم وقعت خمس ثورات، ومعظمها كانت ناجحة. وهذه الموجة من الثورات تنتشر وتؤثر على جميع البلدان العربية والاسلامية، وحتى على بقية دول العالم. والعالم الاسلامي ستسيره حركات اسلامية. ولا سيما الأحزاب والتيارات المعتدلة وهذه الأحزاب هي ضد التطرف والإرهاب. هل يشعر الغرب بآثار الربيع العربي على أرضه؟ بالتأكيد.. الربيع العربي أعطى الناس فهما جديدا للإسلام. وقبله كان الناس يربطونه بالارهاب .الآن اصبح مرتبطا بالثورة وبالديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة. هل هذا يعني ان الناس أساؤوا فهم الاسلام ؟ أعتقد أن العالم قد اكتشف أن الإسلام يسير جنبا إلى جنب مع الحداثة وحقوق الإنسان. ففي الانتخابات التي جرت في تونس والمغرب ومصر، تحصل الإسلاميون المعتدلون على غالبية الأصوات. ومع ذلك، فإن بعض الناس وبالرغم من هذا مازال يعتمد على الاحكام المسبقة على الاسلام . ومعظم الصحف ومحطات التلفزيون لا تزال تنشر فكرة أن الإسلام يشكل تهديدا للديمقراطية وحقوق الإنسان والحداثة. ولكننا سنقنعهم في الوقت المناسب. كيف يمكن تغيير الوضع في مصر؟ الاخوان المسلمون يستعدون للفوز في المرحلة الاخيرة من الانتخابات البرلمانية، وأنا واثق من أن الجيش سوف يسلم السلطة الى حكومة مدنية. السياسة المصرية أكثر تعقيدا من السياسة التونسية، وذلك لأن في مصر جيشا قويا والأقليات المختلفة، ولكن ليس لدي أي شك في أن المصريين سيتمكنون من احلال الديمقراطية مكان الديكتاتورية .. وأنا مقتنع بأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لن يجازف باراقة الدماء. ولكن كيف تهاجم المتطرفين الاسلاميين؟ الحقيقة ان التطرف والارهاب يمثلان الخطر الحقيقي على الاسلام والمسلمين، ومعظم ضحايا المتعصبين المسلمين هم مسلمون، انظروا في العراق وفي أندونيسيا وفي الجزائر... والاشكال أنه حيث يتم تمثل الاسلام على أنه دين تعصب فحينها يتحوّل هذا التمثل الى خطر على الاسلام ذاته. وماذا ستفعلون لتحصين الشباب من مغبة الوقوع في شبكات التطرف والارهاب؟ الارهاب هو ثمرة الديكتاتورية، فعلى سبيل المثال البذور الأولى للإرهاب في مصر ولدت في سجون الرئيس السابق محمد حسني مبارك، والأكيد أن هذه الظاهرة الأجنبية ستقتلع حال إرساء الديمقراطية. البعض يبدي حيرة وتحفظا من امكانية تقييد حكومة حمادي الجبالي لحقوق المرأة والتي من بينها حق الطلاق، ما هو ردكم؟ حزب النهضة لن يمس شيئا من الحقوق التي يضمنها القانون التونسي للمرأة، فالله خلقنا جميعا رجالا ونساء ونحن متساوون. وأريد أن أؤكد هنا أن من 49 امرأة أعضاء في المجلس التأسيسي هناك 42 تنتمين إلى حركة النهضة.. غالبية النساء التونسيات تقبلن وتشاطرن مقاربتنا للإسلام.. فليس الحجاب من عدمه أمرا يخص المرأة فحسب، كما يعود إليها البت فيما تأكل أو تشرب.. في مثل هذه الحالات وغيرها لا يمكن للدولة ولا يحق لها التدخل.