كان الإنتصار في كلاسيكو الأحد المنقضي النتيجة الوحيدة التي تخدم مصلحة الترجي الرياضي وكان كذلك الخيار الوحيد الذي فرض نفسه على أبناء باب سويقة إذا ما أرادوا فعلا إنقاذ مجموعتهم الحالية وما تحتويه من إيجابيات وكذلك موسمهم الحالي وأيضا مستقبلهم القريب، فالفوز على النجم الساحلي كان متعدد الفوائد حيث لم يكن هاما فقط على مستوى الترتيب العام والإقتراب من كوكبة الطليعة وتدعيم حظوظ الفريق في لعب الأدوار الأولى فيما تبقّى من عمر البطولة بل إن أهمية هذه النتيجة الإيجابية لها أبعاد كثيرة ومختلفة ووقع كبير جدا على مختلف الجوانب المتعلقة بالنادي وكل مكوّناته. أجواء عال العال الإنتصار الذي حققه الترجي الرياضي يوم الأحد الفارط غيّر كل شيء في الفريق حيث مهّد الأرضية الملائمة لتغيير كل شيء تقريبا داخل النادي وخاصة صلب فريق أكابر كرة القدم ، فالأجواء كفيلة إلى أن تعود بسرعة إلى وضعها الطبيعي من ارتياح ونقاء بعيدا عن الخلافات والإختلافات وخاصة «الضرب في القفاء»، والمعنويات ارتفعت بشكل كبير عادت بفضله الثقة إلى النفس بالنسبة للاعبين والإقتناع بجدوى العمل المنجز بالنسبة للإطار الفني وهذا أحد أهم وأبرز العوامل الإيجابية التي جناها الأحمر والأصفر من فوزه الأخير على النجم... من جانب آخر فإن هذه النتيجة من شأنها أن تعيد للمسؤولين نكهة ورغبة العمل ومواصلة القيام بالتضحيات للوقوف إلى جانب الفريق وخدمته وتدعيمه سواء معنويا أو ماديا وسيكون لذلك وقع مباشر على الصفقات المستقبلية التي يعتزم الترجيون القيام بها لتقوية مجموعتهم الحالية ، وهذه النقطة بالذات هي التي تشغل بال الأحباء في المقام الأول لأن عودة المياه إلى مجراها العادي والطبيعي ستحث حمدي المدب على اتخاذ قرار مواصلة المشوار والتقدم بترشحه لرئاسة الأحمر والأصفر لمدة نيابية جديدة... إذن وطبقا لكل هذه التطورات الحاصلة والمنتظرة في الآن نفسه فإن الثابت والأكيد أن فريق باب سويقة ضرب عصافير عديدة بحجر واحد من خلال فوزه يوم الأحد الفارط على النجم الساحلي وقد بدأ في جني ثمار هذه النتيجة من خلال عودة الأجواء المنعشة في التمارين والمعنويات المرتفعة لدى الإطار الفني واللاعبين والأنصار ونكهة التسيير لدى المسؤولين وهذا ما سيغيّر كل شيء في المستقبل القريب سواء من الجانب الإداري أو من الناحية الفنية خصوصا وأن الكلاسيكو كشف عدة إيجابيات وأكّد جدوى وفائدة بعض الإختيارات والقرارات التي اعتمد عليها خالد بن يحيى. البناء على الثوابت مباراة النجم الأخيرة أكدت وكشفت للملاحظين وكذلك لجماهير الأحمر والأصفر أن هناك نقاط قوة في الترجي الرياضي يجب الإعتماد عليها وبناء على ضوئها الفريق العتيد الذي يتمناه كل الترجيين ، بطبيعة الحال اللاعبون هم الذين يمثلون ويشكلون هذه الإيجابيات ونقاط القوة وهم الذين يصنعون إنجازات وانتصارات أي فريق ، ومن بين هذه النقاط هناك ما هو ثابت منذ مدة في الترجي الرياضي وهناك ما هو بصدد الولادة والظهور ... نبدأ بما هو ثابت والمتعلق ببعض اللاعبين الذين يعدّون ركائز الفريق على غرار الحارس معز بن شريفية الذي لا يشك أحد في قيمته وتأثيره في الترجي الرياضي وقد كان يوم الأحد الفارط من بين صانعي الإنتصار على النجم باستئساده في الذود عن شباكه وإنقاذ الفريق من أهداف بدت محققة مساهما بصفة فعالة في خروج الأحمر والأصفر بالنقاط الثلاث... من بين الثوابت كذلك هاريسون آفول وهو جوكير الفريق وموفر الحلول العديدة لكل إطار فني، وهو الأجنبي الذي قدّم ولا يزال الإضافة الأكبر للترجي الرياضي ويكفي التذكير بهدف نهائي رابطة الأبطال سنة 2011 الذي أهدى به اللقب الغالي لفريق باب سويقة للتأكد من قيمة الغاني واستفادة المجموعة من فنياته وتجربته... حسين الراقد هو أيضا قيمة ثابتة في التشكيلة الترجية نظرا للعمل الذي يقوم به في وسط الميدان على مستوى الضغط على المنافس وعرقلة بناء هجمته وافتكاك الكرة وهو عنصر افتكاك الكرة هذا ضروري لتحقيق النتائج الإيجابية إذ أنّه لا يمكن بدونه التطلع إلى نجاح هجومي كبير لأن بناء العمليات وخلق الخطر على دفاع المنافس يمر أولا وأخيرا عبر الحصول على الكرة ونزعها من المنافس... لا ننسى أيضا أسامة الدراجي ، فلا غيابه الآن عن التشكيلة ولا تراجع مستواه في المقابلات الأخيرة التي خاضها يمكن أن يشككا في قيمته الفنية وفي الإضافة التي يقدمها للترجي الرياضي والتي ستتواصل مستقبلا بعد عودته من الإصابة... هذه أبرز الثوابت القديمة والمعروفة في فريق باب سويقة اليوم لكن هناك أيضا نقاط قوة جديدة هي في طريقها لتصبح ثوابت في القريب وستقدم الإضافة التي يحتاجها الترجي الرياضي في التزاماته القادمة سواء المحلية أو القارية ونبدأ هنا بمحمد علي اليعقوبي الذي يملك المواصفات التي تسمح له بأن يكون قائد دفاع الأحمر والأصفر بدون منازع وتصوروا المستوى الذي يمكن أن يبلغه هذا اللاعب بعد أربعة لقاءات متتالية كأساسي في تشكيلة خالد بن يحيى . من نقاط القوة الحالية كذلك الإيفواري فوسيني كوليبالي الذي يحسب لخالد بن يحيى حسن اختيار التوقيت الذي مكنه خلاله من فرصة الظهور في التشكيلة الأساسية وذلك بعد تجهيزه بدنيا وبالتالي تمهيد كل الظروف المواتية لكي يوظف هذا اللاعب ويستغل كل إمكانياته ليصبح اليوم ركيزة لا يمكن الإستغناء عنها... أما أكبر نقطة قوة جديدة في التشكيلة الترجية الحالية فهو دون منازع حسان الحرباوي مصدر الخطر الهجومي رقم واحد في فريق باب سويقة والقيمة الثابتة التي فرضت نفسها بسرعة في الخط الأمامي وقدمت الإضافة التي كانت تنقص الهجوم من حيث التوغلات والمراوغات... ... والآن إلى الصفقات كل ما عددناه من إيجابيات بين ثوابت قديمة ونقاط قوة جديدة لا يعني بالمرة أن المجموعة الترجية الحالية بلغت المراد أو أصبحت تملك مواصفات البطل والفريق القادر على جني التتويجات ، لا أبدا ، فنحن لا نزال على نفس حكمنا في أن الترجي الرياضي يفتقر إلى الزاد اليشري الضروري الذي يسمح له بمواصلة السيطرة على الصعيد المحلي وكذلك بالعودة إلى المكانة المرموقة التي وصل إليها على المستوى القاري وفقدها في النسخة الأخيرة من رابطة الأبطال من خلال خروجه من دور المجموعات الذي يعد محطة مبكرة لا تتماشى وطموحات أبناء باب سويقة ... الإيجابيات الموجودة اليوم في الترجي الرياضي وتصنع قوته في حاجة ماسة وملحة إلى التدعيم هذا إذا ما أراد أبناء باب سويقة فعلا تأمين الأهداف المنشودة واستعادة المستوى والمكانة اللذين يريدهما كل أطراف النادي... هذا التدعيم يمر عبر عنصرين في غاية من الأهمية سيكون لهما تأثير كبير جدا ومباشر على المستقبل القريب للأحمر والأصفر ... العنصر الأول يتعلق بالصفقات التي يجب أن تعطي الإضافة التي تنقص المجموعة اليوم ولا بد أن تتم هذه الصفقات من الآن حتى تعزز الفريق منذ الأيام الأولى للميركاتو وحتى يستغل المدرب خالد بن يحيى لاعبيه الجدد في أقرب وقت تفاديا لمزيد العثرات التي قد تخرج الأحمر والأصفر من دائرة المنافسة على اللقب ، ومن هذا المنطلق لا يمكن أن ينتظر الترجي الرياضي آخر الساعات لإبرام تعاقداته الجديدة ... أما العنصر الثاني الذي يمهّد لحسن استغلال كل الإيجابيات التي ذكرناها وكذلك الصفقات المنتظرة فيتعلق بالقطع مع الفشل الإداري الذي تسبب فيه بعض المسؤولين وذلك من خلال تأمين تسيير ناجح على كل المستويات وتفادي غلطات الماضي والإتعاظ بها والعمل على التخلص منها بكل الطرق الممكنة طبقا للقوانين الداخلية للنادي وانطلاقا من تنقيح بعض الفصول الإقصائية التي تقطع الطريق أمام بعض أبناء النادي ممن يقدرون على خدمة الترجي الرياضي وتمنعهم من الدخول إلى سدة التسيير وهذا مطلب جماهيري لا يمكن أن يحجبه أويسقطه التأخير الحاصل على موعدي الجلستين التقييمية والإنتخابية في الماء ، ومن حسن حظّ الترجي الرياضي أن جماهيره واعية بهذه النقطة ولن تتأخر على طلب أي شيء يخدم مصلحة فريقها ...