ظاهرة غريبة بدأت تتفشى في مجتمعنا خلال السنوات الأخيرة عنوانها يؤثر شكلا ومضمونا إلى عودة الامهات إلى قاعات الامتحان في مدارس ابنائهن بعد أن صرن في مراقبة لهم يتكفّلن بمرافقتهم إلى المحاضن ورياض الاطفال والمدارس الابتدائية ومواقع الدروس الخصوصية ذهابا وايابا ... بل ويتكفلن بمراقبة دروسهم ونشاطهم في القسم وأكثر من هذا عدن إلى مناضد قاعات الدرس بطريقة غير مباشرة لأنهنّ صرن ملزمات أو عن رغبة وطواعية في حفظ السور القرآنية وقطع المحفوظات والأناشيد وجداول الضرب وقواعد اللغة والحساب حتى يلعبن كإحسن ما يكون دور المعلم في المنزل خلال فترة المراجعة والاستعداد لاختبارات الثلاثية الأولى لأن العمل المنزلي هو بمثابة الفترة الاحمائية لامتحانات القسم . الصورة واضحة وضوح الشمس تكتشفها الشوارع بين المنزل والمدرسة لما ترافق الأمهات ابناءهن وهنّ محملات بملفات ومشاريع تشكيلية ووسائل إيضاح ومعينات عمل تربوي طالب بها المعلّمون ووجدت الأمهات انفسهن في صلب الموضوع يساعدن ابناءهن في انجازها من ناحية الرسم والتلوين والتشكيل والتجسيم بدعوى أن يتحصل الابن على عدد ممتاز في الاختبارات الشفوية والتطبيقية دون أن يدرك أن المعلّم يتفطن حتما إلى غياب بصمات التلميذ وعفويته وتلقائيته وهذا يحتسب له عند التقييم. هو للأمانة حرص مبالغ فيه من قبل الامهات تحول معه الأطفال إلى «ماكينات »و«روبوات» حيث فقدوا ما يهم حريتهم وتلقائيتهم واقدامهم وسعيهم إلى بذل الجهد وتقديم الإضافة لأن الأم صارت تقصّ الصور وتلصقها وتزيّنها وتكتب العناونين وتغلف الكتب والكراسات وتدّرب ابنها على الالقاء المنغم عند الاختبار الشفوي وتحمل محفظته على عاتقها ثم ترافقه ذهابا وإيابا إلى مدرسته دون أن تغفل عن توفير لمجة «الكايك» والعصير و«الشوكولاطة».. وهكذا دواليك .. من شروق الشمس إلى غروبها دون أن تهدأ اعصابها لأنها ترى أملها في نجاح ابنها .. فلذة كبدها حتى يشرّفها بنتائجه بين جيرانها وأهلها وأصهارها.