أعلنت اليوم وزارة الصحة العمومية عن إجراءات جديدة للحدّ من مخاطر إستهلاك الملح والسكر والدهون المعروفة باسم "السموم البيضاء" نظرا للمخاطر الكبيرة التي تسببها على صحة الإنسان ومنها الأمراض المزمنة والسمنة وضغط الدم . وقد تم تنظيم ملتقى إعلامي للإعلان عن هذه الإجراءات بحضور ممثلين عن معهد التغذية ومصنعين ومعدي الأكلات السريعة . وفي هذا الإطار قال محمد الصالح بن عمار وزير الصحة انّه سيتم إنطلاقا من شهر جانفي 2015 التخفيض في 10 بالمائة من نسبة الملح في الخبز وذلك كل 6 أشهر إلى حين الوصول الى 30 و35 بالمائة . واعتبر ان هذا التخفيض يأتي استجابة إلى توصيات منظمة الصحة العالمية التي سبق وان تعاقدت مع مجموعة من البلدان للحدّ من مخاطر الملح والسكر والدهون. واكد وزير الصحة انّ التونسي يستهلك بكثافة الخبز الذي يحتوي بدوره على نسب مرتفعة من الملح مضيفا انه تم القيام بتجربة نموذجية في بنزرت وقد لوحظ انّ اكبر مصدر للملح هو الخبز. وكشف بن عمار انه تم التخفيض في الملح في الخبز تدريجيا الى حين الوصول الى نسبة 30 بالمائة وقد تبين ان التخفيض بنسبة 30 بالمائة لا يغير طعم الخبز في حين يتم التخفيض ب30 بالمائة من ضغط الدم. وابرز وزير الصحة انّ التونسي يستهلك معدل 10 غرامات ملح في اليوم في حين ان المعدل المنصوح به حسب منظمة الصحة العالمية هو 5 غرامات في اليوم . وكشف انه تم الإلتقاء ببعض المصنعين ممن ينتجون الحليب و تم الإتفاق معهم على التخفيض تدريجيا في كميات الدهون في الحليب والسكريات والملح مؤكدا انه سيتم تشجيع المصنعيين للحدّ من الملح والسكر وانه سيتم تدوين نسبة التخفيض على مختلف المنتوجات، و أن 70 بالمائة من السكان يعيشون في المدن وفي المناطق الحضرية في حين انّ 3 بالمائة فقط من الرّجال يتعاطون الرياضة بصفة منتظمة في حين لا تتجاوز النسبة 1 بالمائة بالنسبة للنساء . وأكدّ أن 15 بالمائة من التونسيين يعانون من أمراض السكري بين سن ال35 سنة إلى 70 سنة، مبينا انّ رجل على اثنين يعاني من زيادة في الوزن في تونس و3 نساء على أربعة يعانون من زيادة في الوزن ،وقال انّ 30 بالمائة من التونسيين يعانون من ارتفاع ضغط الدم ، مضيفا ان 50 بالمائة من الرجال في تونس و75 بالمائة من النساء يعانون من زيادة الوزن و14 بالمائة من الرجال و33 بالمائة من النساء مصابون بالسمنة المفرطة وتشير الإحصائيات إلى انّ السمنة تضاعفت خلال الخمسة وعشرون سنة الأخيرة بمرتين ونصف كما ان زيادة الوزن تفاقمت في تونس بنسبة 70 بالمائة لدى الكهول. وقال وزير الصحة انّ آفة السمنة تمثل تهديدا كبيرا على صحة التونسي وخاصة على الأطفال في تونس هناك عوامل عديدة ومخاطر كثيرة من شأنها ان تؤثر على صحة الإنسان وقد لا تتم ملاحظتها بصفة آنية ولكن تدريجيا وفي سن 40 سنة يعاني التونسي من ضغط الدم والكوليسترول وأمراض القلب والشرايين. بسمة الواعر بركات