السمنة مرض العصر وهي في إرتفاع متواصل لدى مختلف الشرائح والفئات العمرية وخاصة النساء والاطفال وأغلب المختصين يؤكدون أنها تتصدرقائمة الاسباب المؤدية إلى أمراض القلب والضغط والسكري وغيرها من الامراض والوقاية منها أصبحت أصعب من العلاج لأن تغير نسق حياتنا وأنظمة غذائنا ودخول وسائل التطور التكنولوجي إلى حياتنا اليومية مثل الحواسيب والالعاب الالكترونية وغيرها هي من بين عوامل مضاعفة السمنة في صفوف النساء والرجال والاطفال على حد السواء. وتعرف السمنة علميا على أنها زيادة في حجم الشحوم في جسم الانسان مقارنة بالمعدل الطبيعي أي إرتفاع مخزون الطاقة التي يحصل عليها الانسان من المواد الغذائية خاصة السكريات والنشويات والدهنيات بجميع أنواعها. إفراط في أغذية الطاقة الاعلان إلتقت الدكتور عبد المجيد عبيد أستاذ مبرز وطبيب مختص في التغذية بمعهد التغذية وإستفسرت عن السمنة في تونس يقول الدكتور إن الافراط في تناول الاغذية الغنية بالطاقة يقف وراء السمنة وهذه الطاقة تعمل على تزويد مختلف وظائف وأعضاء الجسم وهي موجهة أيضا للحركة وخاصة حركة العضلات وهذه الاخيرة تستهلك الطاقة أكثر من بقية أعضاء الجسم وتنتج السمنة خاصة عن عدم إستهلاك هذه الطاقة من خلال الحركة وعندما يستهلك الشخص طاقة أكثر من الطاقة التي يبذلها يصبح هناك حديث عن وجود سمنة والمنطقي أن يشكو كل الذين يعرفون بقلة الحركة من مرض السمنة. مؤشر السمنة ويعتمد في السمنة مؤشر يدل على نسبة الشحوم في الجسم ويمكن القول بوجود سمنة عادية إذا كانت نسبة الشحوم في الجسم من 10 إلى 15 ٪ عند الرجل ومن 20 إلى 25 ٪ عند المرأة وتظهر السمنة عندما ترتفع هذه النسبة ويقع إحتساب السمنة بقسمة الوزن على مربع الطول أي الوزن / طول 2 وإذا كانت النسبة بين 20 و٪25 فإن الوزن عادي وبين 25 و ٪30 هناك زيادة في الوزن وأكثر من ٪30 فإن الشخص يعاني من السمنة وحسب إستبيان الإستهلاك اليومي للأغذية تبين أن الاشخاص الذين يعانون من السمنة يستهلكون أكثر من حاجياتهم من الحريرات وعوض أن يستهلكوا بين ألفين أو 2500 حريرة يوميا فهم يتناولون من 4إلى 5 آلاف حريرة وتختلف الحاجيات من الحريرات بين الاشخاص بسب نشاط هذا الشخص إن كان كثير الحركة أو العكس وتقدر الحاجيات الطبيعية للكهول من الحريرات بين ألفين إلى ألفين وخمسمائة حريرة يوميا إذ كان الكهل ذور حركة عادية وبين 2.5 إلى 3 آلاف حريرة إذا كان ذا حركة هامة أما الرياضيون فهم يحتاجون إلى 3500 حريرة يوميا وما أفرزه الاستبيان الذي أجراه معهد التغذية هو أن الكثيرين يفرطون في تناول المواد الغنية بالحريرات مقابل خمول أو قلة نشاط وعدم ممارسة أنشطة رياضية. الدهنيات مصدر هام للطاقة وتعتبر الدهنيات من أكثر المواد الغنية بالطاقة إذ تحتوي ال 100غ منها ما يقارب ال 900 حريرة ومن بين هذه المواد نجد زيت الزيتون والذي يحتوي على نسبة عالية ولا وجود لأغذية تضاهيه في التزود بالطاقة والدهنيات موجودة أيضا في الزيوت الاخرى والزبدة واللحوم وخاصة اللحوم الغنية بالشحوم ولحم الخروف غني جدا بالدهون كما توجد في المارغرين والفواكه الجافة والمرطبات والمواد المصنعة وفي المرتبة الثانية تنتج السمنة عن تناول السكريات والمشروبات الغازية والنشويات مثل الحبوب والخبز وهي تعطي 400 حريرة في ال 100غ منها أما المواد التي تفتقر إلى الطاقة فهي الخضر وهي غنية بالفيتامينات والالياف والمعادن وهي لا تحتوي كميات من الطاقة (من 15 إلى ٪30 حريرة في ال 100غ). إرتفاع السمنة لدى الاطفال وسجلت السنوات الاخيرة إرتفاعا في نسب الاصابة بالسمنة لدى النساء والرجال وكذلك الاطفال والسمنة عموما في إرتفاع في مختلف بلدان العالم ويعاني من 22 إلى ٪25 من الكهول من السمنة في حين إرتفعت لدى الاطفال لتصل إلى 10 و 12 لدى الاطفال وتصل في بعض المناطق إلى ٪15 لدى الاطفال وعند المرأة هي أكثر إرتفاعا إذ تصل إلى ٪30 وترتفع السمنة خاصة في المدن الكبرى أي المدن ذات الكثافة السكانية العالية وأكثر المدن التي لوحظ فيها إرتفاع معدلات السمنة هي تونس الكبرى وسوسة وصفاقس إذ يقبل فيها الاشخاص على الأكلات السريعة والمشروبات الغازية وإستعمال المواد الغذائية المصنعة علما وأن هذه المواد تصبح غنية أكثر بالطاقة بعد تصنيعها إذ أن التصنيع يضاعف من نسبة الحريرات التي تحتويها وترجع السمنة أيضا إلى تحسن مستوى العيش وإستعمال وسائل النقل الخاصة للتنقل إضافة إلى إدمان الالعاب الالكترونية وإستعمال الحواسيب والأكل أمام التلفاز. السمنة وراء إرتفاع المرض الخبيث وتقف السمنة وراء إنتشار الامراض الخبيثة لأن السمنة تحدث إضطرابات في إفرازات الهرمونات وهذه الاضطرابات إذا تواصلت يمكن أن تؤدي إلى الاصابة بالامراض السرطانية مثل سرطان القولون وسرطان الثدي ويرجع إنتشار أمراض القلب وتصلب الشرايين لدى الاطفال والذي عرف إرتفاعا في السنوات الاخيرة إلى إنتشار مرض السمنة كما تسبب السمنة أمراض السكري وضغط الدم وأمراض الجهاز التنفسي وأكثر الاعضاء تأثرا بالسمنة هي الرقبة إذ تحدث في بعض الحالات ضغطا على الرئة وصعوبة في التنفس.