كيف يمكن التخلص من الزيادة في الوزن؟ وكيف يمكن التخلص من كيلوغرامات هائلة من الشحوم؟ أسئلة تطرح بحدة سواء من قبل الهياكل الصحية التي تطلق صيحة فزع جراء تفشي الظاهرة وسواء من قبل شريحة هامة من التونسيين أضحت تبحث عن حلول لتفادي السمنة والزيادة في الوزن لأسباب جمالية وصحية. المختصون يجيبون بأن الافراط في استهلاك السكر والدهنيات وقلة النشاط البدني هي أهم العوامل المؤدية لتفشي الظاهرة. أرقام مفزعة الدكتورة آمال بن سعيد مسؤولة عن قسم الاعلام والتكوين بمعهد التغذية ذكرت ان السمنة تفشت خلال السنوات الاخيرة بصفة واضحة الشيء الذي دفع بالمعهد الى القيام بدراسات جديدة لتحيين المعطيات الاحصائية الموجودة التي كشفت عنها دراسة تم اعدادها سنة 2005. وتفيد المعطيات بأن نسبة الزيادة في الوزن لدى النساء بين 35 و70 سنة بلغت 71٪ ولدى الرجال من نفس السن 52٪ فيما بلغت نسبة السمنة لدى النساء 37٪ (بين 35 و70 سنة) ولدى الرجال 14٪ من نفس السن. وذكرت ان ظاهرة ارتفاع الوزن والسمنة لدى الاطفال والمراهقين تفشت ايضا خلال السنوات الاخيرة حيث كشفت احصائيات 96 97 عن اصابة 3.1٪ من أطفالنا بالزيادة في الوزن وارتفعت الى 17.4٪ سنة 2005. ومرت الزيادة في الوزن لدى المراهقين من 11.9٪ سنة 97 الى 20.7٪ سنة 2005. واعتبرت الدكتورة بن سعيد ان الافراط في استهلاك السكر من العوامل الهامة لارتفاع هذه النسبة ومنها الحلويات الاصطناعية والمرطبات التي تضر بصحة أسنانهم من جهة وتسبب ارتفاع وزنهم من جهة أخرى. وحول سبل المكافحة لهذه الظاهرة الخطيرة أفادت ان المعهد يعتزم اعداد استراتيجية واضحة وشرع مؤخرا في القيام بسبر آراء لأهم المتدخلين والتعرف على رأيهم بخصوص 11 مقترحا ثم تتم عملية الفرز عن طريق الاعلامية لأهم الاقتراحات التي سيتم أخذها بعين الاعتبار في اعداد الاستراتيجية. مضاعفات لا تشكل السمنة مشكلة جمالية فقط ولكنها ايضا خطر صحي حيث تسبب امراض القلب والشرايين والسكتة القلبية وارتفاع ضغط الدم والسكري والسرطان والتهاب المفاصل والنقرس والاختناق أثناء النوم واضطراب الدورة الشهرية. واعتبر السيد الطاهر الغربي أخصائي التغذية أنه من الحلول الناجعة للتخفيض في نسبة الزيادة في الوزن وتجنب البدانة ترشيد استهلاك السكر الابيض أو ما يسمّى بسكر المائدة. وأوضح أن السكريات والنشويات بصفة عامة هي من العناصر الغذائية الهامة للجسم لكن شرط أن تكون طبيعية كالتي تتوفر بالخضر والغلال والحليب والحبوب. وأكد أن هذا النوع من السكريات مفيد للجسم حيث يتوفر على الاملاح والفيتامينات التي تساهم في إعطاء الطاقة للجسم لمدة أطول ولا يسبب في المقابل السمنة بينما السكر الابيض يساهم مثله مثل الدهون في الزيادة في الوزن لأن قطعة واحدة منه تتوفر على 20 حريرة. وقال: ان معدل الاستهلاك التونسي اليومي للسكر 40غ أي في حدود 8 قطع ويبلغ الاستهلاك السنوي للفرد الواحد 15 كلغ من السكر بزيادة 1 كلغ ونصف في مدة ناهزت 15 سنة». وأضاف أن ما زاد الطين بلة العادات السيئة لاستهلاك السكر من قبل التونسيين حيث يقبلون على الافراط في الاستهلاك من خلال وضع ثلاث قطع في القهوة الواحدة وإضافة قطعة لكوب الحليب أو العصير رغم أن الحليب يحتوي على السكر وكذك الغلال. ودعا الى ترشيد استهلاك السكر خاصة لدى الاطفال نظرا لما يسببه من الزيادة في الوزن من جهة ومن تسوّس الاسنان من جهة أخرى. ولدى من تجاوزوا 30 سنة نظرا لعدم إقبالهم على النشاط البدني الذي يساهم في إحراق السكريات. وأفاد أن المعهد ينكبّ على تنظيم حملات توعية وتحسيس عبر جميع الوسائل المتوفرة والمتاحة. وأشار أن عاداتنا الغذائية القديمة وأكلاتنا التقليدية لا ترتكز على الارتفاع في استهلاك السكر حيث كانوا يتسحّرون يوميا بالمسفوف الذي يحتوي على السكر الطبيعي باعتباره تأتّى من الحبوب كما أنه بطيء الامتصاص حتى من قبل الجسم حيث يظل الجسم طيلة يوم كامل مزوّد بالسكريات. وختم بأن التونسي اليوم يستهلك «الكرواسون» في السحور والمرطبات فيمتص الجسم كمية السكر الموجود بها بسرعة ويسبب اختزانه كوارث صحية عديدة.