كشفت مصادر من وزارة الفلاحية أن حوالي 400 ألف هكتار من مساحات الزراعات الكبرى قد تتعرّض للتلف وخاصة في مناطق الوسط والجنوب بسبب النقص الفادح في نزول الغيث. وأوضحت المصادر أن المقصود بالتلف عدم إنبات هذه المساحات بعد أن تم بذرها حيث أن انحباس الأمطار اثر بشكل لافت عليها. وتبلغ مساحات الزراعات الكبرى في ولايات الوسط والجنوب حوالي 400 ألف هكتار جلها مساحات بعلية. وبالنسبة لمناطق الشمال الغربي قالت مصادرنا أنّ جل الفلاحين أتموا عمليات الحرث والبذر وهم ينتظرون نزول الغيث وأنهم في صورة تواصل انحباس الأمطار سيضطرون إلى إعادة البذر مجددا وهو ما سيتسبب لهم في مصاريف إضافية. وحذرت ذات المصادر من انه في حال تواصل انحباس الأمطار في الأسبوعين القادمين سيكون لذلك تداعيات سلبية على الزراعات الكبرى في تونس. وذكرت المصادر ان تونس عرفت صابة قياسية من الحبوب تجاوزت 23 مليون قنطار بعد موسم جد ممطر الأمر الذي أثّر إيجابيا على نمو القطاع الفلاحي المرتكز أساسا على قطاع الزراعات الكبرى بنسبة 2.8 بالمائة مقابل تراجع بنسبة 3.9 بالمائة سنة 2013. وأضافت مصادرنا أن جل المتدخلين في القطاع الفلاحي متخوّفون من النقص الكبير في الأمطار مُبرزة أنه في حال تواصل عدم نزول الغيث خلال الفترة القادمة، سيتأكد حصول انعكاس واضح وسلبي على المردود بالنسبة لمساحات الزراعات الكبرى خاصة في مناطق الشمال. وبيّنت مصادرنا أن أمطار الخريف سجلت نقصا لافتا في مختلف مناطق الإنتاج مشيرا إلى أن الموسم الفلاحي وخاصة موسم الزراعات الكبرى سجل تأخيرا باعتبار أن انطلاق الموسم يتزامن مع انطلاق الأمطار. وأشارت في سياق متصل إلى أن معدل النقص المسجل للأمطار بالمقارنة مع المستويات العادية وصل إلى حوالي 50 بالمائة. وأبرزت مصادرنا أن النقص الواضح في نزول الغيث أفرز نقصا في تقدم عملية البذر بمناطق الوسط والجنوب نظرا لأن في عادات الفلاحين في هذه المناطق الشروع في البذر عند نزول الغيث. ولفتت مصادرنا من جانب آخر إلى أن عددا من فلاحي ولايات الشمال قاموا بعمليات البذر، ولكن نظرا لانحباس الأمطار فإن مساحات كبيرة لم تنبت بعد وأنه في بعض المساحات الأخرى امتصت البذور الماء المتواجد تحت التربة ولكن هذه البذور لم تجد كميات الماء المتأتية من الرطوبة التي تمكنها من الإنبات والبزوغ فوق الأرض وهو ما سيؤدي إلى إتلافها. وتوقعت مصادرنا أن يعيد العديد من الفلاحين على ضوء انحباس الأمطار الحرث والبذر في مناطق الشمال وخاصة الشمال الغربي. ورجّحت مصادرنا تقلص مساحات الزراعات الكبرى إلى اقل من الهدف المرسوم من طرف وزارة الفلاحة (في حدود مليون و450 ألف هكتار) باعتبار أن كثير من المساحات في الوسط والجنوب لن تزرع خلال هذا الموسم بفعل النقص المسجل في الأمطار.وأشارت إلى أن المساحات التي يتم بذرها سنويا في الشمال تقدّر ب900 ألف هكتار مقابل 400 ألف هكتار في الوسط والجنوب ومع ذلك قال مسؤول بالوزارة إنّه في صورة نزول الأمطار في الفترة القليلة القادمة فإنّه بالإمكان تدارك الوضع في الشمال. وتجدر الملاحظة أن وزارة الشؤون الدينية كانت قد دعت إلى إقامة صلاة الاستسقاء في الأسبوع الفارط بسبب تواصل انحباس الأمطار على كامل مناطق البلاد.