بين المرزوقي والسبسي مطلوب تنافس على البرامج لا وعود شعبويّة حاوره: عبد السلام لصيلع أوضح الأستاذ الحبيب خضر المقرّر العام للدستور والقيادي البارز في حركة «النهضة» وعضو مجلس نوّاب الشعب أنّ المجلس مازال بصدد استكمال أدواته الضرورية التي تنظّم عمله. وبخصوص التحالفات والائتلافات والتعايش والمشاركة في الحكومة المقبلة، أكّد خضر أن الحركة ليست في عجلة من أمرها. ودعا خضر في حديث أدلى به ل«التونسية» إلى أن يكون التنافس بين المُتَرَشْحَيْن في الحملة الانتخابية الرئاسية حول البرامج وفي حدود صلاحيات رئيس الجمهورية لا غير. إلى حدّ الآن، هل بدأت تتّضح المعادلات والتّوازنات في مجلس نوّاب الشعب؟ المجلس مازال في بداية أعماله، يحرص على أن يستكمل أدواته الضّرورية التي تنظّم عمله وفي طليعة هذه الأدوات نظامه الداخلي. كان المجلس قد صادق على قرار يتضمّن أحكاما وقتيّة لإدارة أعماله.. إلى حين المصادقة على النظام الداخلي. فالأولويّة داخل المجلس كانت للمصادقة على قانون الماليّة، ثمّ تأتي المصادقة على النظام الداخلي، وبعد ذلك يصبح بإمكان المجلس أن يعمل بكل هياكله إن شاء الله. وماذا عن التحالفات والتّوازنات داخل المجلس؟ من السّابق لأوانه الحديث عن مسألة التّحالفات. هذا ربّما مرتبط بما تبقّى من محطّات انتخابيّة، وقتئذ من الممكن أن يكون هناك حديث عن تحالفات سواء في مستوى الحكومة أو في مستوى المجموعات داخل المجلس. ولكن بالنسبة للوضعية الحالية ليست هناك نصوص أو وضعيّات تحتاج إلى تشكيل تحالفات داخل المجلس إلى حدّ الآن. حول الدّور الثّاني للانتخابات الرئاسيّة هل ستحافظون في حركة «النهضة» على نفس موقفكم السّابق في الدّور الأوّل؟ موقف مجلس الشّورى واضح في هذا وهو أن قرارنا النّهائي مازال ينتظر شيئا ما. مبدئيا نحن نستصحب قرارنا في الدّورة الأولى الذي فوّضنا من خلاله لأبناء الحركة وعموم أنصارها أن يحكّموا ضمائرهم في اختيار الشخص الذي يرونه من بين المترشّحين والآن عليهم اختيار من بين المُتَرَشِّحَيْنِ بما يرونه محقّقا لمطالب الثّورة وأهدافها وصائنا للحقوق والحرّيات ومحقّقا للعدالة إن شاء الله. هل الموقف العام لقواعد «النهضة» متناغم مع القيادة.. أم أنّ الموقف سيبقى غامضا؟ أعتقد أنّ هذا السّياق يلتقي فيه كلّ أبناء الحركة، وهو يستوعب مختلف وجهات النّظر. ما الحقيقة حول ما نسمعه بشأن تحالفات قادمة وتعايش وتشارك في الحكم بين حركة «النهضة» و«نداء تونس»؟ قلت إنّ الحديث في هذا الموضوع سابق لأوانه. ربّما بالنسبة إلى أطراف أخرى تنتظر استكمال المحطّة الانتخابيّة الرئاسيّة، وبعد ذلك ربّما يُفتحُ المجال للحديث في هذه المسائل. بعد انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسيّة لم نر بعد برامج من كلا الطّرفين ومازالت الاتهامات والشّيطنة المتبادلة، في رأيك كيف يمكن للحملة أن تكون مفيدة للناس؟ في اعتقادي إنّ الحملة ستكون في مصلحة البلاد والأصل أن تتركّز حول البرامج.. وأن يكون التنافس حول البرامج.. علما أنّ البرامج أيضا يجب أن تكون في حدود صلاحيات رئيس الجمهوريّة حتى لا نسقط في وعود شعبويّة أو شيء من هذا القبيل. هل ل«النهضة» شروط معيّنة بشأن تركيبة الحكومة القادمة؟ قلت إنّ الحديث في كلّ ما يتعلّق بالحكومة والائتلافات والتحالفات والتعايش وغيره، كلّ هذا منتظر بالنسبة إلينا. وإلى حدّ الآن لم نتلقّ عرضا ولسنا في عجلة من أمرنا. نحن حيث وضعنا شعبنا. كمقرّر عام للدستور ما هي المهامّ الكبرى لمجلس نوّاب الشعب؟ للمجلس مهمّتان أساسيّتان مرتبطتان بأجل، هما أوّلا المصادقة على القانون المتعلّق بالمجلس الأعلى للقضاء، وهذا في الحقيقة فيه الكثير من الاستعجال لأنه يجب إرساء هذا المجلس في أجل ستّة أشهر من الانتخابات وفي حدود أواخر شهر أفريل القادم، يجب أن يكون تمّ إرساء هذا المجلس. والمهمّة الثانية التي لها أجل هي إرساء محكمة دستورية في أجل سنة من إجراء الانتخابات التشريعية وهذا أيضا يجب أن يتمّ الاحتياط له. في ما عدا هذين الأجلين بقيّة المهام الأخرى غير مرتبطة بأجل محدّد ولكن فيها الكثير من الاستعجال من أجل أن ننزّل الأحكام الدستورية في نصوص قانونيّة حتى يصبح منسوب الحقوق والحرّيات الذي نفخر جميعا بأنه منسوب عال في الدستور واقعا يعيشه المواطن. هل حدّدتم تاريخ المؤتمر القادم لحركة «النهضة»؟ مازال.. في آخر دورة لمجلس الشورى طرح هذا الموضوع، وسيتحدّد التاريخ قريبا إن شاء الله. ما هي الرّسالة التي توجّهها إلى الشعب في هذه الظّروف؟ أقول إنّنا ننظر إلى المستقبل بأمل وتفاؤل إن شاء الله. أفلحنا في أن نجعل بلادنا تتقدّم نحول التداول السلمي على السلطة من خلال الانتخابات، وهذا مهمّ جدّا، في ظلّ واقع إقليمي يطغى عليه التّقاتل وتطغى عليه الحروب، نسأل الله أن يعافي إخواننا ويقينا شرور هذا، فمستقبلنا بإذن الله أفضل، يحتاج إلى تلاحم كلّ الجهود.. يحتاج إلى تظافر الجهود.. ويحتاج صدقا من قبل الجميع وإخلاص النيّة من أجل مصلحة بلادنا إن شاء الله.