اكد راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ان بيان مجلس شورى الحركة الصادر نهاية الاسبوع الماضي دقق في المصطلحات من خلال تجديد الحركة الالتزام بالحياد وعدم دعم اي من المترشيحن الى جانب فسح المجال امام انصار الحركة لاختيار الاصلح لرئاسة تونس، واضاف راشد الغنوشي في حوار بث على قناة نسمة :"التوصيف في هذا البيان كان دقيقا..حيث قلنا اختاروا الاصلح القادر على الجمع والذي لا يفرق الشعب ويحافظ على الحريات ويساعد على التنمية..ولنا ثقة في قواعدنا لذلك فوضنا للناخب حرية الاختيار.." وذكر راشد الغنوشي بمقترح النهضة والذي تقدمت به قبل الدخول في الدور الاول للانتخابات الداعي الى التوافق حول مترشح واحد وتكليفه برئاسة الجمهورية، مشيرا الى ان جملة المترشحين لم يرغبوا في ذلك وخيروا التنافس. وكشف الغنوشي عن الاسباب التي دفعت بحركة النهضة الى عدم تقديم مترشح عنها لخوض الانتخابات الرئاسية، حيث حصرها الشيخ "راشد" في سببين الاول هو عدم اقحام تونس في صراعات او تجاذبات، والثاني هو الاستفادة من الدروس التي مرت بها بعض الدول التي تولى فيها الاسلاميون الرئاسة في اشارة ضمنية الى ما وقع في مصر عند تولى الاخوان رئاسة مصر، وتابع قائلا:"تجنبنا الدخول في سباق الرئاسية رغم حظوظنا الوافرة لاننا راينا تجارب الاسلاميين عند الدخول في الرئاسية..وجنبنا البلاد الصرعات لان ترشح النهضة كان سيقسم البلاد الى معسكرين ..فبلادنا اعز عندنا من اي منصب..والتجربة الديمقراطية في تونس عبارة على شجرة واقفة في غابة مكسرة حتى العراق لذا وجب الرافة بتلك الشجرة ورعايتها..". واوضح رئيس حركة النهضة ان هناك من احسن الخطاب لاستجلاب عدد كبير من بين قرابة مليون ناخب من قواعد الحركة ولم يقصهم على خلاف خطاب الشق الاخر مستشهدا ببعض التصريحات الصادرة عن قياديين من حركة نداء تونس قالوا فيها ان النهضة لن تكون ممثلة في الحكومة القادمة الى جانب تخويف انصار الحركة وتفريق الشعب، مبينا ان الحركة وان لم تدفع بمترشح فانها معنية بالعملية الانتخابية لذلك وضعت مراقبيها على ذمة كل مترشح طلب ذلك، واضاف :"لو طلب منا النداء مراقبين سنمدهم بذلك ...". ونفى راشد الغنوشي ان تكون لديه مخاوف من الاستبداد، مصرحا :"لست متخوفا على تونس من عودة الاستبداد فالشعب اسقطه ..وتونس ادخلت العالم العربي في عهد جديد..فلا عودة لدولة البوليس والحزب الواحد والاعلام الخشبي والحكم مدى الحياة .."، مشددا على ان المخاوف التي يمكن ان تراود التونسيين تطوف حول دوامة الفوضى والارهاب. ودعا رئيس حركة النهضة المترشحين للدور الثاني للانتخابات الى انتهاج خطاب متزن وهادئ يحث على الوحدة الوطنية دون تفريق او تقسيم للشعب والتاكيد على قبول النتائج التي ستفرزها الصناديق، مضيفا :"الدنيا موش باش توفى يوم الاحد فهناك يوم الاثنين والثلاثاء عقبه.." وبخصوص اللقاءات التي تجريها قيادة الحركة مع نداء تونس والمفاوضات حول المرحلة القادمة وخاصة تشكيل الحكومة، قال راشد الغنوشي ان اللقاءات امر طبيعي بين الاحزاب الكبرى ملاحظا وجود نوايا حسنة وخاصة حول فكرة حكومة الوحدة الوطنية مؤكدا على ان الطفين لم يخوضا في التفاصيل وتابع :"النهضة دار كبيرة ويمكن ان تلعب دور الصلح بين المختلفين وهي عمودي فقري في البلاد ..والنهضة قدمت تنازلات عدة .. والنداء حزب كبير وامر طبيعي ان تلتقي الاحزاب الكبرى ..اضافة الى ذلك الشعب لم يعط احدا حكما مطلقا وقال احكموا مع بعضكم ..والنداء لا يقدر على الحكم منفراد عليه بالبحث عن تحالفات ..ولكن يجب ان نبقى بعدين عن الصراعات.".