ملعب رادس. طقس معتدل ومناسب جدا لكرة القدم جمهور: متوسط العدد. تشكيلتا الفريقين: الترجي الرياضي: بن شريفية – آفول – المباركي – اليعقوبي – جابر – الراقد – كوليبالي – الشعلالي (بن حمودة) – الحرباوي ( الجويني ) – نجانغ – العكايشي( المحيرصي ). النادي الإفريقي بن مصطفى – ساليفو – الميكاري – تقا – بالقروي – الغندري – ناطر – بالعيد ( الهذلي ) – جابو ( الجزيري) – خليفة – الذوادي ( المنياوي). تحكيم: هيثم قيراط. الأهداف: جابو في الدقيقة 14 وبالعيد في الدقيقة 57 لصالح الإفريقي ونجانغ في الدقيقتين 80 و87 لفائدة الترجي الرياضي. الإنذارات : سيف تقا من جانب الإفريقي وآفول العكايشي ونجانغ من جانب الترجي الرياضي الإقصاءات: حسين الراقد في الوقت بدل الضائع لقد كان الدربي هذه المرة مصيريا وعلى غاية من الأهمية لا بالنسبة للجارين الترجي الرياضي والنادي الإفريقي فحسب وإنما بالنسبة لمآل لقب البطولة ككل والذي يعني كذلك النجم الساحلي والنادي الصفاقسي اللذين كانا منشغلين بدورهما بالنتيجة النهائية لمباراة الأجوار... فصاحب الطليعة فريق باب الجديد وفي حالة انتصاره سيريح نفسه من عبء كبير جدا بما أنه سيضع أشرس منافسيه الترجي الرياضي على بعد 11 نقطة كاملة وهو ما يقضي على كل آمال هذا الأخير في المنافسة الجدية على اللقب، في حين كان أمام فريق باب سويقة خيارا وحيدا قبل هذه المواجهة وهو الفوز ولا شيء غيره حتى يذلل الفارق مع الأحمر والأبيض ويعود إلى المنافسة بقوة على البطولة... وبين تطلعات هذا وأحلام ذاك كانت عيون النجم الساحلي والنادي الصفاقسي مركزة على هذا الدربي أملا في نتيجة تخدم مصلحتهما وتقرّبهما من الطليعة وتدعم بالتالي حظوظ كل منهما في الإستحواذ على النسر في نهاية المطاف... إذن كان اللقاء بين الترجيين والأفارقة حاسما على أكثر من مستوى وشكل منعرجا حقيقيا لبطولة هذا الموسم نظرا لتأثير نتيجته النهائية على الرباعي التقليدي المتنافس على اللقب. لقد كانت كل هذه المعطيات تنبئ بمواجهة كبرى بين الجارين سيستعين خلالها كل منهما بنقاط قوته مع محاولة استغلال نقاط ضعف وغلطات منافسه لصنع الفارق والخروج بالنقاط الثلاث الثمينة والغالية في هذه المرحلة الختامية من النصف الأول من بطولة هذا الموسم. وبالفعل كان الدربي هجوميا بل دعوني أقول مجنونا بالنظر إلى التقلبات التي عرفها والفرص السانحة للتهديف الضائعة من هنا وهناك وأبرزها ضربة الجزاء من نجانغ في توقيت حساس جدا، ثم نجاحه في تسجيل هدفين مختطفا تعادلا كان يبدو مستحيلا بعد الهدف الثاني للإفريقي في الدقيقة 57 . كرة ثابتة تصنع الفارق في الشوط الأول الشوط الأول من هذه المباراة حسمته كرة ثابتة على غرار عدد كبير من الدربيات السابقة بين الفريقين، حيث جاء التقدم في النتيجة لصالح الإفريقي خلال الشوط الأول بواسطة ركنية نفذها بالعيد وأخطأ كوليبالي أولا في إرجاع الكرة على النحو الأفضل من القائم الأول ثم المباركي ثانيا في محاصرة جابو في القائم الثاني، ليستغل الجزائري الهفوتين الفادحتين ويختطف هدف الأسبقية في الدقيقة 14 برأسية صائبة لم يكن بإمكان بن شريفية التصدي لها... لقطة الهدف هذه تفسر « الكوارث» الدفاعية في فريق باب سويقة والتي حان الوقت فعلا للتخلص منها ومن العناصر محدودة الإمكانيات التي تصنع متاعب ومشاكل هذا الفريق في الخط الخلفي... هذا التقدم لم يقدر الترجيون على تداركه طوال هذه الفترة الأولى رغم السيطرة على مجريات اللعب وكذلك الفرص السانحة للتهديف التي أتيحت لهم سواء عن طريق المخالفات الخطيرة والتي لم يحسن الحرباوي تنفيذها أو بواسطة الإنفرادات بالحارس بن مصطفى وابرزها التي توفرت للحرباوي كذلك لكنه أراد المرواغة عوضا عن التسديد المباشر أو التمرير لزملائه الذين كانوا في وضع أفضل منه سامحا لحارس الإفريقي بالتدخل وإنقاذ الموقف فيما أوقف الحكم المساعد الأول هجمة العكايشي وتسديدته على العارضة في الدقيقة 21 بداعي التسلل لتتاح في الوقت بدل الضائع من هذه الفترة فرصة مواتية للتعديل بعد توغل من المباركي وتمهيد لكوليبالي الذي وصل متأخرا قليلا ومرت الكرة أمامه في موقع مناسب جدا، لينتهي الشوط الأول على تقدم أبناء باب الجديد بهدف وحيد بفضل كرة ثابتة استغلها جابو لمنح الأسبقية للنادي الإفريقي. الترجي لا يعترف بالمستحيل الفترة الثانية من هذا الدربي كانت ممتازة للغاية وشديدة التشويق وكان أفضل شوط على الإطلاق في بطولة هذا الموسم ... البداية كانت ترجية من خلال دخوله بقوة رغبة في العودة في النتيجة لتتاح له فرصة كبيرة في الدقيقة 50 من كرة مرتدة عادت أمام كوليبالي في منطقة الجزاء لكنه سدد فوق المرمى رغم موقعه الجيّد ليتواصل تقدم أبناء باب سويقة إلى الهجوم، الأمر الذي استغله الإفريقي في الدقيقة 57 بهجمة معاكسة مثالية سريعة جدا آلت في نهايتها الكرة إلى بالعيد داخل منطقة الجزاء ليسدد بقوة ويغالط بن شريفية مضيفا الهدف الثاني للنادي الإفريقي في توقيت ممتاز بالنسبة إليه، وكان بإمكانه بفضل هذا الهدف الخروج بنتيجة الإنتصار لكن الترجي الرياضي لم يستسلم وأكد أنه لا يعترف بالمستحيل رغم ضربة الجزاء المهدورة من يانيك نجانغ في الدقيقة 63 حين سدد على القائم... هذه الفرصة الذهبية المهدورة لم تحط من معنويات أبناء باب سويقة الذين واصلوا الضغط على دفاع الإفريقي الذي شكل هو أيضا نقطة ضعف الفريق الكبيرة وتمكن يانيك نجانغ بعد العديد من المحاولات من تذليل الفارق في الدقيقة 80 بعد توغل ممتاز من آفول وتوزيعة محكمة وهو هدف زاد في حماس الترجيين الذين نزلوا بكل ثقلهم إلى الهجوم في الدقائق العشر الأخيرة لينجحوا في الدقيقة 87 في تعديل النتيجة عن طريق يانيك نجانغ الذي استغل توزيعة المحيرصي وارتباك في محور الخط الخلفي للإفريقي ليعدل النتيجة برأسية صائبة فجّرت مدارج ملعب رادس ومنعت هزيمة كانت تبدو محققة ومن تحصيل الحاصل بعد تقدم النادي الإفريقي بهدفين لصفر. تعادل عادل لكن لا يخدم الفريقين في النهاية يمكن التأكيد على أن التعادل الذي انتهت عليه مباراة الأجوار كان عادلا بالنظر أولا إلى نجاعة الإفريقي في استغلال الفرص التي أتيحت له وثانيا لعزيمة الترجي الرياضي وعدم استسلامه وعودته في المباراة في الدقيقة الأخيرة متفاديا الهزيمة... نقطة لكل فريق في هذا الدربي وهي نتيجة لا تخدم هذا ولا ذاك نظرا لفوز النجم الساحلي وتقليصه الفارق بينه وبين الإفريقي ليصبح نقطة واحدة من جهة وتعميقه بينه وبين الترجي إلى سبع نقاط كاملة من جهةثانية.