يتجه المجتمع الدولي إلى الإقرار بضرورة التدخل “عسكريا” في ليبيا، بالنظر إلى التصريحات الصادرة عن أغلب الدول الإفريقية والأوروبية، آخرها تصريح وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، الذي حذّر من بقاء المجتمع الدولي “مكتوف الأيدي” أمام ما يحدث في ليبيا، ودعاه إلى التحرك حتى لا يتحوّل هذا البلد إلى “ملاذ للإرهابيين”. وتضاف هذه الدعوة إلى دعوة خمس دول من الساحل هي التشاد، وموريتانيا، والنيجر، ومالي وبوركينافاسو، فيما دعا مجلس الأمن، إلى ضرورة إرسال قوة عسكرية دولية لمحاربة الإرهاب في ليبيا. في المقابل، تجد الجزائر نفسها تسبح عكس التيار، بسبب تمسكها بموقفها الرافض لأي تدخل عسكري في الجارة ليبيا، حيث لا تزال تسابق الزمن لإنهاء الخلاف بين الفرقاء الليبيين، بينما تحاول إقناع الدول الصديقة بالتخلي عن موقفها الداعي إلى التدخل ونجحت فعلا في إقناع التشاد بذلك. وحسب ما ذكرته صحيفة «البلاد» الجزائرية فان خبراء أمنيين،يرون بأن التدخل العسكري بات حتمية مطلقة، ولا تفصلنا عنه سوى بضعة أشهر، إلا أنه لابد أن يتم بالتنسيق مع دول الجوار وهي الجزائر، تونس ومصر لأنها ستكون الأكثر تضررا من عدم الاستقرار، وأشاروا إلى أن محاربة المتشددين لن تكون سهلة، وهو ما تحذر منه الجزائر، التي تؤكد بأن تفعيل الحوار بين الأطراف الليبية وإنهاء الخلاف سيمهد لطرد الجماعات المسلحة، وأن من شأن أي تدخل عسكري في هذه المرحلة أن يحوّل ليبيا إلى مستنقع دم وستكون نهايتها أشبه بالعراق».