تعهّد ظهر اليوم الحبيب الصيد رئيس الحكومة، بتشكيل حكومته وعرضها على نيل الثقة في مجلس نواب الشعب في أقرب الآجال، وأضاف في اول تصريح اعلامي عقب تكليفه من قبل الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة، أنه سيقوم بمشاورات مكثفة مع مختلف الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية ومكونات المجتمع المدني ومختلف الحساسيات الفاعلة في تونس قصد ضبط قائمته الحكومية. وكان محمد الناصر رئيس مجلس نواب الشعب ورئيس الهيئة التأسيسية لحزب حركة «نداء تونس» بالنيابة قد أكد قبل ذلك خلال ندوة صحفية انتظمت بقصر الرئاسة بقرطاج انه سلم محمد الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية ملف ترشيح الحبيب الصيد لرئاسة الحكومة . وقال محمد الناصر أن نداء تونس التزم بما نص عليه الدستور والاجال القانونية المضبوطة والمحددة بترشيح شخصية لرئاسة الحكومة في اجل اسبوع من تاريخ تنصيب رئيس الجمهورية. واضاف محمد الناصر ان «النداء» قام بمشاورات مختلفة مع عدة احزاب لاختيار الشخصية التي تتوفر فيها كافة الشروط لتحمل حقيبة «القصبة» مبرزا أن المشاورات شملت احزاب «الاتحاد الوطني الحر» و«حزب آفاق تونس» و«حزب المبادرة» الوطنية الدستورية ونافيا ان يكون له علم بوجود مشاورات مع «حركة النهضة» و«الجبهة الشعبية». وبخصوص شخصية الحبيب الصيد والمعايير التي تم وفقها اختياره قال محمد الناصر :« حصل خلال المشاورات اختلاف في النظر والرأي حيث هناك من رأى ضرورة ان يكون رئيس الحكومة من خارج الحركة ...» مبينا ان الرأي استقر على اختيار شخصية مستقلة لها خبرة في المجال الاقتصادي والتنموي ولها دراية جيدة بالملف الامني وهو ما يتوفر في شخصية الحبيب الصيد اضافة الى تمرسه بالمهام الحكومية بعد اضطلاعه بحقيبة وزارة الداخلية عقب الثورة . واثر ذلك التقى الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية بالرباعي الراعي للحوار المتكون من حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل و وداد بوشماوي رئيسة الاتحاد الوطني للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وعميد المحامين الأستاذ محمد الفاضل محفوظ و الأستاذ عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان . وعلى هامش هذا اللقاء اكد حسين العباسي ان اللقاء كان بطلب من رئيس الجمهورية وانه تم التطرق خلاله الى دور الرباعي الراعي للحوار خلال الأشهر الماضية للمساهمة في انجاح المسار الانتقالي وأشار العباسي الى ان رئيس الجمهورية اكد ان البلاد مازالت في حاجة للحوار والتوافق والتشاور وتابع العباسي :«لقد قال رئيس الجمهورية، رغم انه ستكون لنا حكومة ومؤسسات دولة قائمة فانه لا يمكن للحكومة ان تعمل بمعزل عن مختلف الأطراف وان مؤسسة الحوار يمكن ان تكون فضاء تشاوريا مستمرا». وأعرب العباسي عن أمله في ان تنجح تونس في بقية مشاويرها والمحطات التي مازالت تنتظرها ومنها الانتخابات البلدية والانتخابات الجهوية، كما شدد في ختام كلمته على ان مؤسسة الحوار الوطني ليست معنية بالسلطة وعلى أنها معنية اساسا بالحوار ملاحظا أنها تتوانى عن التدخل اذا ما طلب منها ذلك وأضاف العباسي: «نحن مستعدون لأن نكون فضاء حواريا اذا طلبت منا رئاسة الجمهورية او رئاسة الحكومة ذلك او أي من المؤسسات والاطراف... نحن ايدينا ممدودة للحوار».