دخل أمس طلبة المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس في اضراب مفتوح عن الدراسة تعطلت خلاله امتحانات السداسي الاول حيث كان اضرابا ناجحا رفعت خلاله عديد الشعارات الساخرة والناقدة، ويأتي تحرك الطلبة الذي ساندتهم فيه مدارس الهندسة بعدد من جهات البلاد احتجاجا على قرارات من سلطة الاشراف تقضي بتمكين الملتحقين بمدارس التكوين المهني من الحصول على شهادة هندسة. وقد اعد طلبة المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس بيانا اعلنوا فيه دخولهم في الاضراب المفتوح وذلك احتجاجا على تردي مكانة المهندس وطالبوا بإنشاء هيئة عليا للدراسات الهندسية تضم وزارة التعليم العالي ووزارة الصناعة وكل المتدخلين في القطاع من عمادة ونقابات طلابية والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وسلطة الاشراف وغيرها لتسهر على الاشراف على مقاييس اسناد شهائد الهندسة ومراقبة جودة التكوين الهندسي في القطاعين العام والخاص. كما دخل أمس طلبة المعهد التحضيري للدراسات الهندسية بصفاقس بدورهم في اضراب عن الدراسة احتجاجا على قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا ووزارة التكوين المهني والتشغيل في ما يخص مقترح تمكين الدارسين بالتكوين المهني من الالتحاق بالمدارس الوطنية للهندسة وكان ذلك القرار بمثابة النقطة التي افاضت كأس صبر الطلبة الذين عبروا عن استيائهم ورفضهم لما يصفونه بسياسة تهميش وتحقير والحط من مكانة قطاع الهندسة التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة الى جانب الاستياء والاحتجاج على خوصصة التعليم في قطاع الهندسة وقد عبّر المحتجّون عن استيائهم من تردّي فضاءات التدريس حيث لم تعد مواكبة للعصر الى جانب فتح مدارس ومعاهد خاصة تمنح شهادات الهندسة بأبخس الاثمان وذلك على حساب طلبة المدارس والمعاهد العليا العمومية التي يلهث طلبتها ومعظمهم من اوساط اجتماعية بسيطة خلف النجاح والرقي بكد وسهر الليالي وأشاروا إلى مخاوف مشروعة لدى الطلبة من غياب التكافؤ في فرص التعليم والنجاح وامكانية الحصول على شهادات بالاستناد الى قوة المال لا قوة التحصيل العلمي. وأكّد المحتجّون أنهم لن يتراجعوا عن قرار الإضراب المفتوح وأنّ الخطوات القادمة ستكون تصعيدية في حال لم يستجب وزير التعليم العالي لمطالبهم.