انتهت كما هو معلوم مراسم الانتقال الرسمي للاعب المنتخب الوطني الفرجاني ساسي إلى فريق ماتز الفرنسي حيث سار «بيفو» السي آس آس السابق على نهج زميله في الفريق والمنتخب فخرالدين بن يوسف ووقّع لفائدة الفريق الفرنسي بعد محادثات ومفاوضات ماراطونية وتخمينات جعلت الصفقة بين الشكّ واليقين في ظلّ الاحاديث المتزايدة عن امكانية سقوط الزيجة في الماء وتحويل وجهة اللاعب الى فريق آخر كان يترصّد خطوات ساسي عن بعد على أمل الفوز بتوقيعه... الساعات القليلة التي سبقت التوقيع الرسمي حملت الكثير من التطورات المثيرة حيث لم يكن الفرجاني ساسي بعيدا عن تجاذبات الميركاتو الداخلي ولم يمنعه تواجده في فرنسا رفقة وكيل أعماله «عزيزّ» من تفادي بعض الضغوطات من فريق الترجي التونسي الذي لم يرم المنديل وكان جاهزا الى آخر وقت للفوز بتوقيع الفرجاني حتى لو لزم الامر المزايدة على الفريق الفرنسي وعلى العرض المالي المقترح... تفاصيل الرواية كما جاءتنا من فرنسا تفيد بأنّ زياد التلمساني العقل المدبّر لميركاتو الترجي و المكلف بالانتدابات في الفريق تحوّل الى فرنسا أمس الاوّل والتقى هناك باللاعب ووكيل أعماله وعرض عليهما فكرة الانتقال الى الترجي مع ضمانات مالية واسعة وبفرضيات مفتوحة منها تأجيل الصفقة الى جوان القادم... التلمساني حاول اغراء اللاعب والوكيل في الآن نفسه لكنه أمام إصرار «الفرجاني» على رفض العرض كرّر المحاولة مع والده حيث اتصل به على أمل اقناع ابنه بالعدول عن فكرة الاحتراف بماتز واختيار ألوان الترجي مقدّما عرضا يُسيل اللعاب فاق الذي تقدّمت به إدارة «ماتز» لكن موقف والد الفرجاني لم يختلف كثيرا عمّا يدور في ذهن ابنه بل أكثر من ذلك فإنه اتصل برئيس النادي الصفاقسي لطفي عبد الناظر وأعلمه بما يحصل في فرنسا فما كان من هذا الاخير الاّ الاتصال بمسؤولي الفريق الفرنسي للاستفسار عمّا يحدث... هذا التحوّل المفاجئ في سير الاحداث دفع زياد التلمساني الى الانسحاب ومغادرة النزل الذي يقيم فيه الفرجاني لكنه ترك العرض قائم الذات على أمل انّ يعدّل لاعبنا الدولي موقفه لكن ومع تشبّث الأخير بالرفض أو حتى مجرّد التفكير في تقمّص ألوان الترجي استغل وكيل أعماله الفرصة وطالب من مسؤولي «ماتز» التحسين في بعض بنود العقد بالترفيع في بعض الامتيازات خاصة وأنّ لاعبه يملك بين يديه عرضا مغريا فاق ما جادت به قريحة الفرنسيين وهو ما كان فعلا حيث توصّل الطرفان الى اتفاق نهائي حوالي الساعة العاشرة ليلا (الاثنين) ليمضي الفرجاني رسميا على وثيقة انتقاله الى «ماتز» وينتهي هذا المسلسل المثير الذي كاد يشهد فصولا جديدة بطلها هذه المرّة «التلمساني والفرجاني»...