على اثر اصدار حاكم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالقصرين يوم 7 جانفي الجاري بطاقة ايداع بالسجن ضد عوني امن من افراد الدورية التي اطلقت النار يوم 23 اوت 2014 على السيارة العائلية التي كانت تقل الفتاتين احلام وانس الدلهومي و5 من اقربائهما (3 فتيات وشابان) في المفترق المؤدي الى منطقة «العريش» بمدينة القصرين مما تسبب في مقتل الفتاتين وجرح بعض مرافقيهما.. نظمت عائلتاهما مسيرة سلمية انطلقت من امام قصر العدالة بالقصرين شاركتها فيها بالخصوص العديد من النسوة وقادتها والدة المرحومة انس رفعت فيها صور الفقيدتين ونادت المشاركات فيها بأعلى أصواتهن في الشارع الرئيسي لمدينة القصرين ب «يحيى العدل» تعبيرا عن سعادتهن بقرار حاكم التحقيق. وفي نفس اليوم التقى والد الفقيدة احلام الدلهومي ( صاحبة الجنسية التونسية – الالمانية ) بوزير الداخلية في مكتب هذا الاخير للحديث معه حول تطورات الحادثة، وبعد خروجه تحدثت «التونسية» مع الوالد المكلوم السيد منجي الدلهومي الذي كان يتابع يوميا قضية ابنته من المانيا فكان هذا الحوار.. أكيد ان قرار اصدار بطاقة ايداع ضد عوني الامن نال رضاك مثلما عبر عن ذلك افراد عائلتك في المسيرة التي انتظمت بعد ظهر الاربعاء امام قصر العدالة بالقصرين ؟ لا بالعكس لأنه أولا قرار جاء بعد 4 اشهر ونصف باعتبار ان الحادثة وقعت يوم 23 اوت الفارط وهو لم يشمل بقية اعوان الدورية وعددهم الجملي 11 عونا الذي كان حسب تقديري على حاكم التحقيق اصدار بطاقة ايداع ضدهم منذ اليوم الاول بتهم قتل نفسين بشريتين والمشاركة في ذلك ومحاولة قتل 5 اشخاص اخرين كانوا في السيارة واصابة اثنين منهم بالرصاص والسخرية منهم والاعتداء على بعضهم بالضرب ثم ترك الجميع والفرار من مكان الواقعة وعدم طلب النجدة اليهم. وهل كل هذه التهم موجودة في ملف القضية ؟ الوقائع وشهود العيان اثبتوا ذلك وفريق الدفاع قدمها فقد اطلقوا النار على السيارة وقتلوا ابنتي احلام وابنة خالتها انس واصابوا قريبيهما ياسمين دلهومي وامين التونسي بالرصاص في كتفيهما ولما توقفت السيارة وعرفوا فظاعة جريمتهم اعتدوا ب «الماتراك» على قريبتهما الاخرى «شعور دلهومي» بالضرب لانها صرخت في وجوههم وطلبت منهم استدعاء الحماية المدنية فتركوا المكان وهربوا. لكن القضاء أخذ مجراه وما تزال الابحاث جارية ؟ لقد التقيت يوم الاربعاء 7 جانفي بوزير الداخلية السيد لطفي بن جدو فقال لي ان الوزارة قدمت كل ما لديها من معطيات الى القضاء واستجابت لكل ما طلب منها من طلبات وابدى لي حزنه الشديد لما حصل وتضامنه التام مع العائلتين. لكنني أتساءل: كيف يتم حبس عونين وترك بقية أفراد الدورية ؟ ولذلك فإننا سندعم فريق الدفاع بعدد اخر من المحامين للمطالبة بمحاسبة كل فرد شارك في الجريمة. وماذا ستجنون من سجن أكثر ما يمكن من الاعوان ؟ القانون فوق الجميع ونريد تطبيق ذلك حتى لا تتكرر الحادثة مستقبلا ولا يذهب دم احلام وانس هدرا. علمنا انكم ايضا تستعدون لرفع قضية على المستشفى الجهوي بالقصرين، فما دخله ؟ بالفعل فالحادثة جرح فيها اثنان آخران بالرصاص أحدهما وهو الشاب احمد التونسي الذي أخرج الاطباء عند نقله لمستشفى القصرين رصاصة من كتفه لكنهم سلموه شهادة طبية تشير الى انه تعرض لاعتداء بالعنف فهل هذا معقول ؟ والجريحة الثانية اين تم علاجها ؟ لقد نقلناها الى المانيا واجريت عليها عملية جراحية هناك ووقع اخراج رصاصتين من كتفها وتسليمهما الى قاضي التحقيق الالماني المتعهد بالحادثة. وهل القضاء الألماني يتابع القضية ؟ بالتأكيد فإبنتي مواطنة ألمانية (إلى جانب أنها تونسية). هل من جديد في القضية بعد إصدار بطاقتي الايداع ؟ فريق الدفاع سيتحصل على الملف ويرسل منه نسخة الى قاضي التحقيق بالمانيا وكل ما اعرفه ان بعض الشهود اكدوا الوقائع التي ذكرتها رغم ما تعرضوا له من ضغوط وهناك من صوّر الحادثة بالفيديو وكيف ان جزء من «مخ» ابنتي كان ملقى على الطريق وسلّم التسجيل الى رئيسة فرع منظمة «هيومن رايتس» آمنة القلال وهو يتضمن لقطات صادمة ويؤكد ان السيارة كانت تسير ببطء ونوافذها مفتوحة وتنبعث منها اصوات موسيقى ثم لما تجاوزت المفترق انهمر عليها الرصاص من الخلف واكيد ان فريق الدفاع سيقدمه الى حاكم التحقيق او خلال الجلسات عند انطلاق المحاكمة .. ولذلك فانا اعتبر ان الابحاث لم تكتمل بعد وسننتظر كيفية تعاطي القضاء معها .