بعد هجرة وقتية إلى ملعب المنستير، يجدد مساء الغد المنتخب الوطني التونسي العهد مع عشب ملعب رادس من خلال استضافة شقيقه وجاره منتخب الجزائر في بروفة ودية، أخوية أخيرة قبل التحول إلى غينيا الاستوائية لتمثيل العرب في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي ستعطى شارة انطلاقها رسميا السبت القادم في «ملابو». حوار الإخوة الأشقاء لن تكون فيه للنتيجة النهائية أهمية كبرى بقدر ما سيكون فرصة متجددة للتأكيد على العلاقات التاريخية المتينة التي تجمع بين البلدين وفسحة رائقة سيتمتع بها كل من يتابعها بعرض كروي من الطراز الرفيع لطالما كان السمة الرئيسية في الحوارات السابقة التي جمعت منتخب نسور قرطاج بمنتخب محاربي الصحراء.فالأسماء الرنانة التي ستؤثث طبق اليوم وعودة الروح إلى مدارج ملعب رادس الذي ستمتزج فيه الرايات البيضاء والحمراء بالرايات البيضاء والخضراء ستزيد من حماسة وتشويق المباراة التي سيستغلها كل من المدرب الوطني جورج ليكنز ومدرب الخضر جورج كريستيان غوركوف لوضع اللمسات الأخيرة على منتخبيهما قبل الدخول الفعلي في منافسات العرس الإفريقي. لغة الأرقام والواقع الرياضي الحالي يعطي الأفضلية لمنتخب الجزائر الذي ارتفعت أسهمه في السماء بعد العرض الذي شرف به كل العرب في مونديال البرازيل والذي جعله مرشحا فوق العادة للتتويج بالكأس الإفريقية، فمسيرته الناجحة في التصفيات والأسماء الكبيرة الناشطة في أبرز الفرق الأوروبية والتي حازت عديد الجوائز قاريا ودوليا تمنح الجزائريين الحق في المطالبة بالتتويج القاري والتربع على عرش القارة الإفريقية بعد أن تربع وفاق سطيف على عرش فرق القارة بتتويجه بلقب رابطة الأبطال الإفريقية. على الطرف المقابل سيتسلح المنتخب الوطني في حوار الليلة بخبرته الكبيرة في التعامل مع مثل هذه الدربيات العربية وبالانضباط التكتيكي الكبير لأبناء البلجيكي جورج ليكنز وبروح المجموعة التي ميزت النسور في التصفيات من أجل تقديم مباراة كبيرة وتحقيق نتيجة إيجابية تطمئن الأنصار وترفع من سقف طموحنا في المغامرة الإفريقية التي نرجو أن نكون من أبرز الفاعلين فيه وهو ما نرجوه كذلك لمنتخب الخضر. لن نطيل كثيرا في الحديث عن المباراة وعن الاختيارات التكتيكية للمدربين لأن النتيجة وكما ذكرنا في مطلع المقال لا تهمنا كثيرا بقدر ما يهمنا أن تجرى المباراة في أجواء احتفالية فرجوية تكون فيها الروح الرياضية الرابح الأبرز كالعادة لأننا باختصار سنسعد ولن يغيضنا كثيرا فوز الجزائرين ونعتقد أن الجماهير الجزائرية التي أنستنا طوال الأسبوع تبادلنا نفس المشاعر والأحاسيس والتي ستتواصل خلال منافسات الكأس الإفريقية بما أن تونسوالجزائر سيكونان السفيران الوحيدان للكرة العربية في العرس الإفريقي. البرنامج تونس – الجزائر ( س 18:00) تحكيم المغربي هشام عبدو ( الوطنية الأولى)