لأنّه ميدان حسّاس ومتوهّج ومتوثّب في الحراك المجتمعي والفعل التربوي والمجال العلمي باعتبار ان البيئة اليوم صارت خارج اهتمامات أطفالنا من تعلّقوا بالوجه المدني والصورة الحضريّة خاصّة بعد انتشار وسائل تكنولوجيات الاتصال التي جعلت جيل اليوم حبيس غرفته يبحر بين «الفايسبوك» في عالم افتراضي بعيدا عن عالمه الحقيقي وخاصّة عالمه الطبيعي بعد ان انعدمت الرحلات المدرسية ونقص الاهتمام بالريف والبادية في محاور الاهتمام بالقسم ولم تعد الحدائق المنزليّة تشدّ المتساكنين بعد ان انتشر البناء العمودي وصارت العمارات تعتمد في ديكورها وزينتها على كل ما هومصنّع ومجمّد ومفبرك لاروح...ولا نبض فيه. في هذا التوجّه تتنزّل أهميّة الأنشطة التي دأبت على إنجازها «جمعية أحبّاء البلفيدير» من ناحية الخرجات الإستطلاعية والرحلات الإستكشافيّة والملتقيات الموجّهة... تنطلق إلى الطفل وإليه تعود... تبدأ من فضاء حديقة «البلفيدير» في صورتها البيئيّة لتشعّ على شتّى النقاط البيئية والأماكن الطبيعية بإعتبار أن «تونس» الخضراء موطن التوهّج البيئي في شتى صوره الخلابة بين التضاريس والسواحل والأودية والصحاري والغابات في انتظار لفتة من العيار الثقيل من قبل الدولة لتوجّه اهتمامها وتشدّ أزر مثل هذه الجمعيات الرّائدة طالما وأن الحياة اليوم صارت تحكمها الظروف المناخيّة والظواهر البيئية... والأمر أصبح ضروريا وملحّا ليضع المواطن التونسي على غرار المواطن المغربي في إهتماماته اليومية ما يوحي بتفاعله مع بيئته من ناحية النظافة خاصة في المناطق الخضراء المنتشرة في عديد المدن والقرى التونسية . «جمعية أحبّاء البلفيدير، في أبعادها الحضاريّة والعلميّة والبيئيّة تتكوّن من إطارات مختصّة من الحجم الثقيل على غرار «بوبكر حومان» و«رضا عباس» و«آمنة الشرفي» و«أمين رشيد» و«سرور العيّادي» و«أنيس بن ابراهيم» و«زين العابدين بن عيسى» و«عائشة ابراهيم» و«نور بن حمودة» و«خير الله حفيّظ» و«المنصف بسباس» و«الحبيب بوحوال» و«ثريا الشاهد» و«فاطمة الزهاء الكافي» و«عبد الله الكبير التواتي» ينشطون في صلب الشأن البيئي من أجل إعلاء «صوت الطبيعة» في شتى المحامل.