يعد المؤتمر من الأحداث المهمة في هذا المجال ويهدف إلى فهم السياسات الحالية واستراتيجياتها ووضع الأدوات المهمة لإدارة المدن الخضراء، ومراجعة فرص وتحديات المستقبل في التحول إلى مدن خضراء إلى جانب تقديم معلومات فنية لتطوير المدن الخضراء وتنفيذها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أفضل الممارسات وتبادل أحدث الاتجاهات والأمثلة والتجارب الناجحة، وتشجيع الحوار بين صانعي القرار وسلطات المدينة والمخططين والمهندسين والمعماريين والمطورين والأفراد من مختلف التخصصات لتبادل المعلومات والأفكار والاستراتيجيات، وتعزيز الوعي بأحدث التقنيات الخضراء المستخدمة في العالم، وإشراك جميع الجهات المعنية بما في ذلك المجتمع المحلي بصورة إيجابية في مجال المدن الخضراء وتهيئة فرص التواصل على المستوى المحلي والوطني والإقليمي بهدف توثيق طرق التعاون مستقبلا نظرا لأهمية البيئة والاستخدام المستدام لمصادر الطبيعة والتخطيط من خلال تبني حلول صديقة للبيئة تتسم بالاستدامة . ان المحاور الرئيسية للمؤتمر تضم أهداف وسياسات ومؤشرات المدن الخضراء، والإدارة المستدامة لقضايا الأراضي والطاقة والمياه والنفايات، المدن الخضراء المستقبلية (الخالية من الكربون)، قوانين المباني الخضراء، الجزر الحرارية في المناطق الحضرية (الأسباب والحلول)، تجارب النجاح من البيئة العمرانية، النقل الأخضر، الفنادق الخضراء، أسلوب الحياة الأخضر. والاقتصاد الأخضر إن تبني مشروع »المدن الخضراء« سيحقق التوازن البيئي في مدننا المعاصرة و ان المدن الخضراء في الوقت الحاضر ليس باعتبارها أحد الحلول المهمة للتصدي لظاهرة تغير المناخ فقط بل وأيضا أحد العوامل المهمة لتحقيق مستويات أعلى من الرفاهية لكل سكان العالم واستدامتها والنجاح في تحويل المدن إلى مدن خضراء ليس أمراً سهلاً ولا يمكن أن يتم إلا من خلال الاهتمام بتطبيق مبادئ الاستدامة في مختلف القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية وعبر وضع وتطوير سياسات فعالة يتم تنفيذها وفق أفضل الممارسات العالمية وبالاستفادة من التقنيات والتجارب الناجحة والخبرات التي تتوفر لدى مختلف دول العالم وكان دينيس هايس قد قدم ورقة بعنوان »يوم الأرض« أكد فيها أهمية استخدام الطاقة البديلة والمحافظة على البيئة واستخدام الوسائل الحديثة في إعادة التدوير وضرورة غرس الوعي لدى النشئ حول وسائل إعادة التدوير من خلال الوسائل الحديثة. وقدم البروفسور سبيرو بولاليس ورقة عمل عن »التحديات في التحول إلى المدن الخضراء« من جامعة هارفورد ثم قدم المهندس عيسى الميدور مساعد مدير عام بلدية دبي لقطاع التخطيط والهندسة ورقة عمل بعنوان »مواصفات المباني الخضراء« تحدث خلالها عن شروط ومواصفات المباني الخضراء والقوانين والنظم المنظمة لهذا الموضوع في ظل التوجيهات الصادرة والخاصة بتطبيق مواصفات المباني الخضراء على كافة المباني والمنشآت في دبي كما استعرض الدراسات والإحصاءات التي طبقتها دبي منذ اصدار هذه التوجيهات : بعدها قدم اندرياس جورجوليس من جامعة هارفارد ورقة عمل بعنوان »المدن الخضراء النظيفة« وخلال الجلسة الثانية قدمت الدكتورة نوال الحوسني ورقة بعنوان »نحو مدن خالية من الكربون« بعدها قدم المهندس ناصر بوشهاب ومحمد الهاشمي من هيئة الطرق والمواصلات بدبي ورقة بعنوان »النقل الأخضر« ومن خلالها تم استعراض وسائل النقل الصديقة للبيئة. ثم قدم البروفسور فيليب جونس من جامعة كاردف بالمملكة المتحدة محاضرة عن »الاستدامة وأجندة خفض الكربون من المباني« أعقبه الدكتور آدم كيد من استشارات استدامة التعليم بورقة تحت عنوان »الإتجاه نحو طرق المعيشة الخضراء«. المدن الخضراء مفهوم عالمي يختصر في محتواه مفاهيم وممارسات بيئية مثل: المباني الخضراء، النقل المستدام، التشجير، الطاقة المتجددة، الاقتصاد الأخضر، والتي تحقق بدورها التوازن البيئي في المدن المعاصرة، فمدن اليوم تشهد زحفا عمرانيا وصناعيا أدى إلى زيادة انبعاثات ملوثات الهواء، وزيادة إنتاج النفايات وقلة الغطاء النباتي وإخلال بالتنوع الحيوي وغيرها من الآثار السلبية التي تهدد الحياة على الأرض و توفر المباني الخضراء بيئة صحية لمستخدميها من خلال التصميم المناسب وعبر استعمال مواد صديقة للبيئة، كما أن النقل المستدام يساهم في تقليل تلوث الهواء الناتج عن الانبعاثات الصادرة عن وسائل النقل المختلفة، ويوفر حلا لمشكلة الازدحام في المدن من خلال استخدام وسائل النقل الجماعي، هذا وللتشجير والاهتمام بالخضرة دور مهم في التقليل من معدل التلوث البيئي، وقد أصبح التشجير وإقامة الحدائق من المعالم التي تعكس حضارة الأمم ورقي الشعوب، أما الطاقة المتجددة فهي فرصة لحياة أفضل لأنها طاقة مستمدة من الموارد الطبيعية التي تتجدد ولا يمكن أن تنضب، علاوة على أنها تتميز بكونها نظيفة ورخيصة، في حين أن الاقتصاد الأخضر يعد لدى بعض المسؤولين الاقتصاديين مخرجا من الأزمة الاقتصادية وسبيلا لإيقاف التدهور البيئي. لقد صار من الضروري التنبيه على أهمية المدن الخضراء كحل لهذه المشكلة، وتعزيز هذا المفهوم لدى الجميع وتوعيتهم بأمور بيئتهم عن طريق تكثيف الجهود والبرامج التثقيفية والتوعوية لإبراز أهمية المدن الخضراء، وذلك لن يتحقق إلا بإشراك جميع أفراد المجتمع في تخطيط وتنفيذ مثل هذه البرامج بهدف تعزيز فرص الحفاظ على البيئة وتأمين بيئة سليمة ومدن خضراء خالية من الأمراض والتلوث لأجيال الحاضر والمستقبل، ومن هذا المنطلق، يتوجب على الجميع احترام البيئة والمحافظة عليها مهما كلف ذلك من جهد وثمن.