في لقاء حصري مع أخبار قناة «الآن» روى منشق تونسي عن تنظيم «داعش» يدعى أبو حمزة التونسي أساليب هذا التنظيم الإرهابي في تجنيد المقاتلين وارسالهم للقتال في مناطق سيطرته, وكيفية تمويل العمليات ومصادره إضافة إلى كيفية استمالة المقاتلين من لحظة التعرف عليهم حتى استقدامهم إلى ساحات القتال .. وروى التونسي قصته قائلا «كان هناك شخصٌ يراقبٌني، فأصبح يتقربُ مني، مرةً يُعطيني سجائرَ تَبِغ ومرةً قهوةً، وبعد ذلك يُعطيني نقودًا . قلتُ له أنا لا أعملُ فقال لي لا يَهُمُّ خُذْ أكثر، وبعد ذلك طرحَ علي فكرةَ الذَّهاب إلى سوريا قائلا إنه أفضلُ لك من الجلوس هنا من دون أي عمل وهناك تأخذ نقودًا ولا تعمل، ترددتُ في بداية الأمر،... ولكنه أصرَّ، وما جعلني أتبعه أنه ظل يغريني خلال شهر كامل وكان يعطيني بالعشرين والخمسين دينارًا تونسيًا، لم يتركْ لي فرصةً للتفكير. ثم بدأ عدد المستدرجين يزيد وكنّا نجلس في المقهى مع بعضنا وكل مرة يأتي شخص آخر حتى وجدتهم كثّر ومتحمسين فقلت في نفسي أذهب معهم وذهبت. واضاف بأنه سافر من تونس إلى ليبيا عبر البحرِ ووصل إلى مدينة بنغازي ومن ثَّم إلى جبل بين بنغازي ومدينةِ البريقة, وبعد مدةٍ قضاها هناك مع أفراد آخرين في التنظيم، تقرر ذهابُهم إلى سوريا وفسر ذلك قائلا «عندما ذهبت الى الجبل أصابتني حيرة اذ كان عدد الأشخاص الذين وجدنهم هناك كبيرا ..لم أجد نفسي وحدي ، هناك تونسيون وليبيون...، أخذونا إلى جبل الذي يقع بين بنغازي والبريقة، قالوا إننا سنتدرب على القتال، قلت لهم لا يوجد عندي مشكلة لأنني تدربت عسكرياً وأعرف .. لأنني عملت بالخدمة العسكرية. وأضاف «قالوا لي إننا سنذهب للجهاد في سوريا وإنه سيكون هناك مال وغنائم، فقلت لهم أنا معكم. جلسنا في تلك المنطقة شهرا وأكثر بقليل وبعد أن أتممنا التدريب، جاء الوسيط وعبر الباخرة ذهبنا الى أنطاكيا أنا ومجموعة فيها 22 شخصاً من ليبيين وتونسيين وأيضاَ جزائريين». وبيّن «أبو حمزة» أنه في بداية تجنيدِه وذَهابِه إلى ليبيا كانت معاملةُ قادة «داعش» حسنةً ووديةً، لكنها تغيرتْ منذ اللحظة التي وطأتْ اقدامهم أرضَ أنطاكيا قائلا في الاطارالمعطيات اختلفت في كل شيء، حتى طريقة المعاملة بيننا وبين القياديين لم تعد كما كنّا في بنغازي... أصبحت النبرات حادة فلم يسمحوا ببقائنا مع بعضنا، فرقونا كل ثلاثة أشخاص في كتيبة معينة...، وأخضعونا إلى تدريبات جديدة ولكنهم لم يستحبوا دخولنا مباشرة الى الميدان»... وأضاف «أبو حمزة» أن رحلته مع « داعش» اتخذت اتجاهًا أكثرَ رعبًا وإجرامًا.. وأن التنظيم دفع به إلى القتل والسرقة و إلى إرتكاب أفعالٍ يَندى لها الجبينُ بإسم الدين، وأن مهمته الرئيسية أصبحت القتل بقطع النظر عن هوية الضحايا واعمارهم وانتماءاتهم وقال «أبو حمزة» إنه نتيجة لذلك ترصد الفرصة وهرب.