ليبيا(وكالات) أعلنت القيادة العامة للجيش الليبي عن وقف إطلاق النار بحرا وبرا وجوا بداية من ليلة الأحد، على كل الجبهات، تجاوبا مع المبادرة الأممية. وأوضحت ظهر اليوم القيادة في بيان صدر عنها أن الإعلان تستثنى منه عمليات ملاحقة الإرهاب واستمرار عملية الاستطلاع لمراقبة كافة الجبهات، ومنع نقل الذخائر والأسلحة والأفراد برا وبحرا وجوا الى المجموعات الإرهابية باعتباره خرقا لوقف النار يتم استهدافه فورا. وأفاد البيان أن الجيش يعطي حق الدفاع لكافة القطاعات التابعة له في حال التعرض لإطلاق نار، وأضاف أن هذا التوقف فرصة ثمينة لانسحاب القوات المعتدية إلى أراضيها. واعتبر البيان أن إعلان وقف إطلاق جاء لإفساح المجال أمام فرص الحوار السياسي، قائلا "إن القيادة العامة للجيش الليبي تتابع باهتمام مجربات اللقاءات التي تشهدها جنيف بين الأطراف السياسية التي ترمي إلى التوصل لمعالجة سياسية للأوضاع الليبية.. حيث يتمنى الجيش أن يجنح في تحقيق السلام والاستقرار على أرض الوطن". ودعا بيان القيادة أطراف الحوار "إلى ضرورة الوصول لاتفاقات تنهي هذه المعاناة وتفتح الطريق نحو بناء الوطن وإعادة الحياة إلى طبيعتها". وفي ذات الاطار ادى اللواء صقر الجروشي اليمين القانونية عقب ترقيته من رتبة العميد إلى رتبة اللواء وتعيينه رسميا في منصب رئيس أركان القوات الجوية التابعة للجيش الليبي. وقالت مصادر عسكرية لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إن مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة طبرق مقرا له يعتزم هذا الأسبوع إصدار قرار رسمي بترقية اللواء خليفة حفتر قائد عملية "الكرامة" العسكرية ضد الجماعات المتطرفة إلى رتبة الفريق أول، مشيرة إلى أن القرار سيتضمن أيضا تعيين حفتر قائدا عاما للجيش الليبي. يأتي ذلك بعد ترجع قوات ما يسمى فجر ليبيا عن وعودها بوقف القتال على جميع الجبهات بعد انتهاء أولى جلسات الحوار الليبي في جنيف التي لم تشارك فيه حيث قامت بقصف بعض المواقع التابعة للجيش الليبي بالعاصمة طرابلس مجددا . ومن جهته رحب مجلس الأمن الدولي نهاية الاسبوع الماضي بمفاوضات السلام الليبية التي تعقد في جنيف هذا الأسبوع ولكنه حذر ليبيا من أنه سيدرس فرض عقوبات على أي طرف يقوض أمن واستقرار هذا البلد. وكانت الفصائل الليبية قد اتفقت على استئناف مفاوضات تدعمها الأممالمتحدة في جنيف هذا الأسبوع لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد. وقاطع ممثلون رئيسيون من الحكومة المعلنة من جانب واحد في طرابلس المحادثات ولكن في علامة محتملة على التحرك أعلنت جماعاتها المسلحة الرئيسية التي تقاتل الحكومة الليبية المعترف بها وقفا لإطلاق النار، ولكن رغم إعلان ميليشيات فجر ليبيا وقف إطلاق النار وتجميد القتال في بيان لها، الجمعة، فإنها باغتت أهالي جنوب العجيلات غرب العاصمة طرابلس، السبت، بقصف عنيف بالمدفعية وصواريخ غراد. وقال مجلس الأمن في بيان إن أعضاء مجلس الأمن يؤيدون استئناف جولة آخرى من المحادثات في جنيف الأسبوع المقبل (هذا الأسبوع) ويحثون بقوة كل الأطراف الليبية المعنية على الحضور. وحذر المجلس من أن لجنة عقوبات ليبيا التابعة له "مستعدة لمعاقبة من يهددون السلام أو الاستقرار أو الأمن أو من يعرقلون أو يقوضون نجاح استكمال تحولها السياسي." وتهدف محادثات الأممالمتحدة إلى تشكيل حكومة وحدة ووقف القتال ووضع البلاد على مسار الديمقراطية من جديد. الى غير ذلك أعلنت امس الاحد السفارة الليبية في واشنطن في بيان لها، عن وجود مشاورات بين الجانبين الليبي والأمريكي لوضع استراتيجيات للحفاظ على أصول الدولة الليبية في الداخل والخارج لمنع استخدامها في تمويل الإرهاب والحرب في ليبيا. وكشف البيان عن قيام محافظ ليبيا المركزي، علي الحبري، صحبة مسؤولين ليبيين للعاصمة الأمريكية في الثالث عشر من الشهر الجاري التقوا خلالها مسؤولين من البيت الأبيض ووزارة الخزانة والوزارة الخارجية، ومسؤولين عن المصرف الدولي وصندق النقد الدولي. وقال بيان السفارة إنه تم استعراض الأوضاع الاقتصادية في ليبيا في ظل تدني إنتاج النفط ، كما التأكيد على ضرورة احترام إرادة الليبيين في اختيار ممثليهم في السلطات والمؤسسات المهمة، ومنها مصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط. وأوضح أن الجانب الليبي رفض الدعوات الهادفة إلى محاولة تجميد الأموال ، وأن هذه الدعوات تهدف إلى محاصرة المواطن الليبي وزعزعة استقرار مؤسسات الدولة. كما لفت البيان إلى اتفاق ليبي مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي على استمرار التعاون من أجل إصلاح الاقتصاد الليبي ودعم عمليات التنمية التي تسعى لجعل الاقتصاد الليبي متنوعا.