تجددت أمس الاشتباكات في مدينتي طرابلس وبنغازي الليبيتين رغم الدعوات الدولية المتكررة لوقف القتال، فيما تعرضت مواقع في العاصمة إلى قصف جوي عنيف. وذكرت قناة تلفزيونية ليبية أن الطائرات استهدفت مواقع في طرابلس يدورفيها قتال بين الميليشيات للسيطرة عليها منذ شهر وكانت الاشتباكات قد تجددت في أنحاء مختلفة من العاصمة الليبية، بين ميليشيات تنتمي إلى مدينتي مصراتة والزنتان. أما في بنغازي، فقد شهدت منطقة بوعطني اشتباكات بين قوات الصاعقة، التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، وتشكيلات مسلَحة تابعة ل»مجلس شورى ثوار بنغازي» وفقاً لوسائل إعلام محلية. مناشدات لوقف القتال من جانبها، عبرت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا، عن أسفها لعدم استجابة الميليشيات، للمناشدات الدولية المتكررة من أجل وقف فوري لإطلاق النار حيث قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، أنه يسعى لإنهاء القتال في البلاد، وربما يتوجه إلى طرابلس في موعد لا يتجاوز الأسبوع المقبل. الجيش الليبي يتبنى أما الجيش الوطني الليبي فقد تبنّى الغارات الجوية التي قصفت مواقع لمسلحين في طرابلس كانت تقصف مدنيين وذلك بعد أن تمّ تداول خبر قيام طائرات مجهولة بالإغارة على المنطقة دون أن تعلن أيّة جهة مسؤوليتها. و قد اسفر الهجوم عن مقتل أربعة أشخاص حيث قال مصدرٌ من قوات فجر ليبيا: «إن طائرات حربية مجهولة قصفت، فجر أمس الاثنين، معسكرات منطقة قصر بن غشير ومعسكر اليرموك قرب مطار طرابلس التي تقع تحت سيطرة قوات فجر ليبيا». وذكر المصدر -الذي فضَّل عدم الكشف عن هويته- أنه لم يُعرف مكان إقلاع الطائرات ومكان هبوطها ولأي جهة تتبع بدقة مستبعدا أن «تكون هذه الطائرات تابعة للناتو». و كانت الحكومة الليبية المؤقتة قد اصدرت بيانًا حول أحداث مدينة طرابلس اشارت فيه إلى انّها لا تملك أيّة معلومات أو أدلة تُمكِّنها من تحديد الجهة التي هي وراء هذا الهجوم موضّحة أنّها اتصلت بعدد من الدول الصديقة والشقيقة لذات الغرض. أمّا طارق متري رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا فقد أكّد ان الأممالمتحدة أجرت اتصالات بكل من إيطاليا وفرنسا فور سماع أنباء عن القصف الجوي ونفت الدولتان مشاركتهما في القصف الجوي مشيرا إلى أنه ليست للأمم المتحدة أيّة نيّة للتدخل العسكري في ليبيا مدينة كافة أشكال التصعيد العسكري بالبلاد. «الهلال الأحمر» يُناشد كما ناشدت أمس جمعية «الهلال الأحمر» الليبي، جميع الأطراف المتنازعة في طرابلس وبنغازي وقف إطلاق النار فورًا، حقنًا لدماء الليبيين، وتجنّبا لتدمير مزيد من المرافق والمؤسسات والبنى التحتية. ودعت الجمعية، في بيان لها، الأطراف المتنازعة إلى عدم الاعتداء على أفراد «الهلال الأحمر» وضمان وصول متطوعي الجمعية إلى مَن يحتاجون إلى المساعدة بشكل آمن دون عوائق ونقل الجرحى وإجلاء العالقين. 700 أسرة نازحة أمّا لجنة الأزمة بمدينة بني وليد فقد أعلنت استضافتها قرابة 700 عائلة نازحة من المناطق المحيطة بمدينة طرابلس، جراء الاشتباكات المسلحة التي تشهدها العاصمة والمناطق المحيطة بها. وأوضح عضو لجنة الأزمة رئيس جمعية السلام للأعمال الخيرية عمر سليم، لمراسل وكالة الأنباء الليبية أن لجنة الأزمة تشكلت من المجلس المحلي للمدينة والمجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة وصندوق التضامن الاجتماعي فرع سوف الجين وجمعية السلام للأعمال الخيرية مضيفا أنّها حصرت العائلات النازحة وتعمل على توفير الحاجات الضرورية لها.