تعتبر السياحة البيئية والجبلية في الوقت الحاضر من أهم القطاعات نموا في العالم وهي من المنظور الاقتصادي قطاع يلعب دورا هاما في زيادة مداخيل الدولة ومصدرا للعملة الصعبة وفرصة لتشغيل اليد العاملة القارة والموسمية وهدفا لتحقيق البرامج التنموية المتصلة بالقطاع السياحي ككل ويرتكز هذا النوع من السياحات البديلة على زيارة الأماكن الطبيعية والجبلية المختلفة من تضاريس وجبال وعيون وكهوف وأودية وغيرها من المكونات البيئية الأخرى ومن المنظور الاجتماعي والثقافي فأن السياحة البيئية هي بمثابة جسر التواصل بين الثقافات والشعوب وما شهدته مدينة عين دراهم خلال أيام تساقط الثلوج من تدني كبير في درجات الحرارة التي لم تتعدى الصفر في معظم هذه الأيام كان له من ناحية الأثر السلبي على سير الحياة العادية لسكان هذه المناطق الباردة وعمق من معاناة العائلات الفقيرة والمحتاجة التي لا تملك وسائل التدفئة اللازمة ويكتفون بإيقاد المواقد التقليدية بقليل من الحطب الذي يجمعونه من الغابات القريبة منهم لأنهم لا يستطيعون شراءه جراء ارتفاع أثمانه وندرة موارده فإنها ساهمت من ناحية أخرى وبقدر كبير في استقطاب الكثير من السياح والزوار الذين يرغبون في مشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة وسط هذا المناخ الشتوي البارد وحين ترتدي درة جبال خمير حلتها البيضاء وتجمع بين حمرة القرميد وخضرة أشجار الفرنان والزان و بياض الثلج الناصع كثرة توافد الزوار أدى إلى اختناق حركة المرور خلال الأيام المذكورة بالانهج والشوارع والطرقات و غصت بهم المطاعم والمقاهي والنزل والاقامات وخيرت العديد من العائلات التمتع بجمال مياه الشلالات المنحدرة من الجبال والعيون فاستقروا أثناء فترات من النهار وسط الغابات القريبة من هذه المدينة ليستمتعوا بهذه المناظر الطبيعية الخلابة واخذ العديد من الصور التذكارية لأبنائهم وعائلاتهم التوافد المكثف للزوار المذكورين أنعش الحركة الاقتصادية بكافة الأحياء والمتاجر كما نشط حركة المبيعات بالدكاكين وأسواق التحف الخشبية والخزفية واستغل بعض الشبان كثافة هذه الثلوج فصنعوا منها دمى ثلجية كبيرة جلبت انتباه الزوار وجعلتهم يأخذون معها صور تذكارية مقابل بعض المبالغ المالية الزهيدة هذه الروافد الطبيعية المتنوعة والمتجددة والمتكونة من عوامل مناخية وتضاريس جبلية وشلالات وعيون وأشجار وغابات والتي تمتاز بها المناطق الجبلية بجهات الشمال الغربي أظهرت جدواها في تنشيط قطاع السياحة الجبلية والبيئية في فصل الشتاء بعدما عرف ركودا لعدة اشهر وهو ما يدعوا إلى التفكير في مزيد تطويرها واستغلالها الاستغلال الأمثل وإحداث منتزهات عائلية داخل الغابات المتاخمة للمدينة تتماشى وطبيعة المنطقة من الناحية الطبوغرافية وبعث فضاءات ترفيهية مع تطوير قطاع الصناعات التقليدية وخاصة منها المنتجات الخشبية والخزفية التي لها صلة بالقطاع السياحي البيئي والترويج لها في الأسواق الداخلية والأجنبية حتى تحظى بالاهتمام اللازم