الدولة أنفقت أكثر من 120 مليار لكن الإستراتيجية خاطئة قال مرشد قربوج رئيس جمعية «sos بيئة» ل«التونسية» انّ تونس أنفقت أكثر من 120 مليارا على محطات التطهير لمعالجة المياه الصناعية والمنزلية لكن أغلب المياه التي تلقى في البحر للأسف ملوثة بسبب عجز محطات التطهير عن القيام بوظيفتها. وأكدّ قربوج انّ خليج تونس من الشمال إلى الوطن القبلي محاصر بالمياه غير المعالجة ،الدراسات الفنية والتحاليل التي قامت بها الجامعة تدعم هذه النتائج ملاحظا أن عديد الشواطئ ملوّثة كسليمان ورادس وروّاد والمرسى وأنه حان الوقت للتنبيه الىالمخاطر التي قد تنجم عن ذلك... . واعتبر ان الإستراتيجية المعتمدة لمعالجة المياه المستعملة الصناعية والمنزلية خاطئة ،مبينا انه لدينا قرابة ال100 محطة تطهير ولكنها عاجزة عن أداء وظيفتها على حد تعبيره . وأضاف قربوج أنّ المياه المستعملة بالمنطقة الشمالية كقمرت والمرسى تصب في شاطئ رواد وأن مياه المنطقة الجنوبية كالزهراء وحمام الأنف تصب في شاطئ رادس مليان والمياه المستعملة بالوطن القبلي تصب في شاطئ سليمان وأن ذلك يجعل خليج تونس محاصرا بالمياه المستعملة الملوثة. وأكدّ ان الجمعية التقت بممثلين عن وزارة الصحة حيث تم التأكيد لهم أن هناك أكثر من 17 نقطة سوداء من الشواطئ غير صالحة للسباحة ،معتبرا ان الجمعية ووفق الدراسات التي أنجزتها تعتبر أن العدد أكبر بكثير من العدد المصرح به ولكنه للأسف لم يتم التصريح لعدة إعتبارات منها انّ الشرائح الإجتماعية الفقيرة والمتوسطة تسبح في تلك الشواطئ، داعيا إلى الكشف عن حقيقة التلوث وكل النقاط السوداء في الشواطئ . وقال محدّثنا ان تونس تحصلت على قروض وهبات بآلاف المليارات من عديد البلدان الأوروبية مما جعلها مثالا يحتذى به في العالم العربي والإفريقي ،لكن النتائج تثبت العكس وتكشف انها لم تنجح في معالجة المياه المستعملة ولا في التخلص من النفايات ،مشيرا إلى أن أغلب الدراسات ظلّت على الورق ولم تفعّل على أرض الواقع. وأشار إلى أن محطات التطهير في تونس تشبه في شكلها محطات البلدان المتقدمة ولكنها من حيث وظيفتها تشبه البلدان النامية التي لا تزال بيئتها ملوثة وتواجه عدة صعوبات في التخلص من نفاياتها. واعتبر انّ مشهد النفايات المنتشرة في أغلب شوارعنا وتقريبا في كل مكان من تونس يؤكد العجز الواضح في التخلص من الفضلات المنزلية والصناعية . وأضاف انه لطالما تم تحميل المسؤولية إلى البلديات والى المواطن الذي لا يتمتع بروح المسؤولية، مبينا انّ الجمعية ووفق الدراسات التي أنجزتها والتقارير التي ستصدرها قريبا إكتشفت عكس ذلك. واعتبر رئيس جمعية «sos بيئة» انّ الإستراتيجية المعتمدة منذ 2005 للتصرف في النفايات خاطئة ،إذ أن بلادنا تعتمد على سياسة ردم نحو 80 بالمائة من النفايات في الأحواض، مؤكدا أن هذه التقنية تعتبر «كارثية» نظرا للسوائل التي تفرزها والتي تلوّث المائدة المائية والأراضي الفلاحية على مساحة تمتد على نحو 5 و6 كلم تقريبا ... وقال قربوج:«لقد تخلت البلدان الأوروبية وحتى أمريكا عن هذه الطريقة منذ الأربعينات والخمسينات وللأسف نحن إعتمدناها في التسعينات...». وأضاف أنّ عديد الإشكاليات تحوم حول أغلب المصبات التي أحدثت في تونس مثل مصب قلالة بجربة وبرج شاكير بالعاصمة وجرادو بزغوان... مبينا انّ المواطن يرفض أن يعيش في منطقة تحتوي على مصب وهو ما سبّب عديد الإحتجاجات. وكشف محدثنا انه يصعب ردم جميع النفايات في باطن الأرض، معتبرا انه وفي كل مرّة تبحث فيها الدولة عن مصب للنفايات إلا وتصدم برفض المواطنين لها وأكدّ قربوج أنه رغم ما يشاع من أن هذه المصبات «منظمة» فإنه يرى أنّها مصبات عشوائية وانّ الإستراتيجية المعتمدة منذ بدايتها خاطئة». وأضاف ان الجمعية ستنظم اليوم بمركز إفادة إنطلاقا من الساعة التاسعة صباحا ندوة لكشف عديد الحقائق وانه سيتم تنظيم عديد اللقاءات للتحسيس بالمخاطر التي قد تنجم عن ردم النفايات وقال انه سيتم إطلاع الحكومة الجديدة بهذه المشاكل وغيرها.