لم يسبق أن عرف كأس أمم إفريقيا منذ انطلاقته سنة 1957 مخاضا عسيرا مثل الذي حدث مع النسخة 30 من أقوى محافل الساحرة المستديرة في القارة الإفريقية حيث حتم هذا المخاض تحويل وجهة الدورة من المغرب إلى أحد أصغر بلدان غرب إفريقيا وأكثرها غموضا وهي غينيا الاستوائية منقذة رئيس الاتحاد الإفريقي الكاميروني عيسي حياتو الذي وجد في غينيا الاستوائية طوق النجاة لدورة ولدت قيصريا وباتت تحمل عنوان المجهول في ظل الكواليس القادمة من مدن «مالابو» و «باتا» و «إيبيبيين» و «مونغومو» التي ستنال شرف استضافة 16 منتخبا سيشارك في كأس أمم إفريقيا 2015. «الايبولا» منح غينيا الاستوائية شرف تنظيم ال«كان» بعد أن رفض المغرب المجازفة بسمعته وصناعته السياحية وسلامة مواطنيه ليجد منتخب « الرعد الوطني» (كنية منتخب غينيا الاستوائية) نفسه في معمعة النهائيات الإفريقية رغم خروجه من تصفياتها من أدوارها التمهيدية. تعطي السبت ضربة بداية النسخة الثلاثين من «الكان» والتي ستكون مدينة باتا بملعبها مسرحا لفعاليات المجموعة الأولى المتكونة من البلد المنظم غينيا الاستوائية و جاره المنتخب الغابوني إضافة لكل من منتخبي بوركينا فاسو و الكونغو في أمسية ستعرف تواجد رئيس غينيا الاستوائية «تيودورو اوبيانج نغويما» وكبار شخصيات الاتحاد الإفريقي في مقدمتهم رئيس «الكاف»الكاميروني عيسي حياتو لحضور حفل الافتتاح ومباراة البلد المستضيف ونظيره الكونغولي (الملقب بالشياطين الحمر) قرارات رئاسية يفتتح ملعب «باتا» في تمام الساعة الخامسة على إيقاع أولى مباريات النسخة الثلاثين من كأس أمم إفريقيا وذلك حين يلاقي منتخب غينيا الاستوائية نظيره منتخب الكونغو في لقاء قرر رئيس البلاد المستضيف ولجنة التنظيم أن يكون بعنوان التعبئة الجماهيرية حيث تكفل رئيس غينيا الاستوائية بشراء 40 ألف تذكرة لفائدة جماهير منتخب «الرعد الوطني» إضافة لسماحه لكل موظفي الدولة بالخروج من عملهم في تمام الساعة الثانية فيما قررت اللجنة المنظمة بيع التذكرة بأقل من دولار في خطوة ترمي لتشجيع الجماهير على الحضور وتدارك معضلة الغياب الجماهيري في النسخة التي نظمتها غينيا الاستوائية بالشراكة مع الغابون سنة 2012. اللقاء المجهول يمكن التأكيد أن المباراة الافتتاحية للمونديال الإفريقي تحمل عنوان لقاء المجهول خاصة أن منافسا يعدان من المنتخبات المغمورة والمجهولة في «الماما أفريكا» حيث يشارك منتخب غينيا الاستوائية للمرة الثانية في تاريخه في نهائيات كأس أمم إفريقيا فيما تعود أخر مشاركة للمنتخب الكونغولي في النهائيات الإفريقية الى سنة 2000 . واستفاد منتخب «الرعد الوطني» من تنظيمه لنهائيات 2012 و2015 ليسجل حضوره على الخارطة الكروية في القارة السمراء حيث يمني النفس بتكرار سيناريو النسخة قبل الماضية والوصول إلى الدور ثمن النهائي لكن تبدو المهمة صعبة في ظل التغييرات التي عرفها المنتخب في الآونة الأخيرة بعد إقالة رئيس جامعة الكرة والاستنجاد بمدرب السيدات الارجنتيني «استيبان بيكر فيل» صاحب النجاحات مع منتخب «نواعم» غينيا الاستوائية والباحث عن استغلال الصدفة التي قادت منتخبه للتواجد في النهائيات الإفريقية ويعول صاحب الأرض والجمهور على قائده ونجمه «خافيير باليوا أوسا » مهاجم نادي «استوريل» البرتغالي لإحداث المفاجأة. في المقابل يبحث منتخب «الشياطين الحمر» عن إحياء التاريخ واسترجاع المجد الضائع خاصة أنه رفع الكأس الإفريقية سنة 1974 على حساب الكاميرون ومنذ ذلك الزمن وهو يقف على الأطلال ويأمل أن تكون النسخة الحالية عنوان العودة إلى الواجهة سيما أن التصفيات المؤهلة أكدت أن المنتخب الكونغولي بدأ يتحسس طريق العودة وذلك بعد أن اسقط بطل أفريقيا المنتخب النيجيري وحجز مكانه في النهائيات... ويدين «الشياطين» في ذلك للمدرب الفرنسي الداهية «كلود لوروا» العارف بكواليس ونواميس القارة السمراء خاصة أنه سبق أن خاض النهائيات مع منتخبات الكاميرون وغانا والكونغو الديمقراطية و السينغال وسيكون على موعد مع مباراته رقم 31 في النهائيات وهو رقم قياسي لمدرب بات إفريقيا بالتخصص ويعقد المنتخب الكونغولي آماله على مهاجمه الشاب «تييفي بيوفوما» المتكون في «اسبانيول» برشلونة ومهاجم «ألميريا» الاسباني والذي ينتظر أن يكون النجم الواعد للدورة. الحوار المتجدّد شاءت قرعة نهائيات أمم إفريقيا غينيا الاستوائية تجدد الحوار بين المنتخب الغابوني والمنتخب البوركيني اللذان التقيا في التصفيات من بوابة المجموعة الثالثة حجز فيها «الفهود» (كنية المنتخب الغابوني) والخيول ( كنية منتخب بوركينا فاسو) بطاقتا العبور إلى النهائيات بعد أن أطاحا بكل من أنغولا و ليسوتو من حسابات النسخة الحالية لل «كان»... الغابون تصدر المجموعة بعد أن فاز على ميدانيه أمام بوركينا فاسو فيما انتهت مباراة الإياب بينهما بالتعادل الإيجابي بهدف من الجانبين . ويسعي منتخب « الفهود» في مشاركته السادسة في النهائيات الإفريقية للوصول الى أبعد من الدور ثمن النهائي الذي يعد أفضل نتيجة للمنتخب خاصة أنه يمكن اعتبار الدورة تدور على أرضه بحكم القرب الجغرافي مع غينيا الاستوائية وهو ما سيمكن الجماهير من التوافد لمساندة منتخبها الذي أكد في التصفيات علو كعبه على منافس ويبحث عن تأكيد نتائجه في لقاء ملعب «باتا»... وسيعول المدرب البرتغالي «جورجي كوستا» المدافع السابق لمنتخب «برازيل أوروبا» وأحد أفضل المدافعين في تاريخ البرتغال على كتيبته الشابة خاصة أن المنتخب الغابوني يعد المنتخب الأصغر من حيث الأعمار للذهاب بعيدا في المنافسة سيما أنه يملك مهاجما من طينة هداف «بوروسيا دورتموند» الألماني وثاني أحسن لاعب في القارة «بيير أوبامنيانغ» . أما منتخب «الخيول» الذي يلعب للمرة التاسعة في كأس أمم إفريقيا فإنه سيحاول تأكيد وصافته للقارة السمراء في الدورة الماضية ولم لا تحقيق اللقب الذي يمر عبر الثأر من منافس الغد الذي عجز منتخب بوركينا فاسو عن الفوز عليه في التصفيات ويبحث عن حصد أولى نقاط النهائيات من بوابة «الفهود» الغابونية . وجدد المدرب البلجيكي «بول بوت» الذي يشرف على حظوظ المنتخب البوركيني منذ سنة2012 الثقة في كافة العناصر التي ضمنت وصافة القارة في النسخة الماضية ما عدا المهاجم المخضرم « موموني داغانو» أفضل هدافي المنتخب البوركيني دوليا برصيد 31 وسيكون مهاجم الجزيرة الإماراتي و أفضل هداف في التصفيات برصيد 6 أهداف «جوناثان بيترويبا» أمل الخيول في تحقيق السرعة المطلوبة للوصول إلى الخط النهائي للدورة خاصة أنه سبق أن توج بلقب أفضل لاعب في نسخة 2013 ويملك كل المؤهلات ليجدد الفوز باللقب. البرنامج المجموعة الأولى ملعب باتا غينيا الاستوائية- الكونغو 17:00 : تحكيم باكاري غاساما ( غامبيا) الغابون- بوركينا فاسو 20:00 : تحكيم سيشورن راجيندرابارساد( جزر موريس)
