أكّد الدكتور امين سليم مدير المرصد الوطني للنزلة الوافدة ل«التونسّية» أنّ فيروس «القريب» لهذا العام من الفئة «ب» وهو أقلّ خطورة من فيروس السنة الماضية الذي كان من العائلة «أ» وفي المقابل أرجع المصدر ذاته سبب تعكّر حالة المصابين بالقريب هذا العام واضطرار الكثير منهم إلى ملازمة الفراش لفترة طويلة هو ضعف الإقبال على إجراء التلاقيح المضادّة لهذه النزلة رغم توفره في الصيدليات منذ إنطلاق فترة التلقيح الموسمي في شهر أكتوبر الماضي. وبيّن الدكتور أمين سليم أنّ انتشار الفيروس بلغ ذروته في مرحلتين الأولى الشهر الماضي إبّان موجة البرد التي رافقها تساقط الثلوج في منطقتي جندوبة وعين دراهم والثانية الأسبوع الماضي الذي شهد إنخفاظا في درجات الحرارة مؤكّدا انّ انتشار الفيروس مرتبط بموجات البرد التي تشهدها بلادنا موضّحا أنّه سيمتدّ إلى آخر شهر فيفري ولن يشهد منحى تنازليا إلا بداية شهر مارس مع استقرار العوامل الجوية. وأشار الدكتور سليم إلى أنّ ال 300 ألف جرعة من التلقيح الموسمي التي تمّ توريدها منذ شهر أكتوبر ووزّعت على الصيدليات كانت كافية للتخفيف من خطورة الإصابة بنزلة البرد لكن عدم إقدام المواطنين على ذلك ساهم في تعكّر صحّة الكثير منهم وتمطّط فترة العلاج مبيّنا أنّ التلقيح خلال فترة المرض لن يحمي المواطن بالقدر المطلوب وأنّ التلقيح المبكّر أكثر نجاعة ويساهم بشكل كبير في التخفيف من حدّة الإصابة مشيرا إلى أن نوعية التلقيح هذا العام لم تتغير من حيث التركيبة مقارنة بتلقيح الموسم الفارط. وحول كميات التلقيح التكميلي التي سيتمّ توريدها قال الدكتور امين سليم إنّ معرفة ذلك لن يتمّ إلا خلال شهر أفريل أو ماي بعد القيام بعمليات إحصائيّة من قبل الصيدليات مبيّنا انّ ال 300 الف جرعة التي تمّ توريدها مقسّمة بين 280 ألف جرعة للمستهلك العادي و20 ألف جرعة للحجّاج والمعتمرين وكبار السن.