بعد نجاح عروضها الأولى بالكاف ثم بالرباط ضمن مهرجان المسرح العربي، يقدم المسرح الوطني التونسي تحت إشراف المدير العام للمسرح الفاضل الجعايبي من الجمعةالمنقضي الى اليوم مسرحية «كليلة ودمنة» عن كتاب عبد اللّه بن المقفع في عروضها الأولى بقاعة الفن الرابع . «كليلة ودمنة» عرض مسرحي للناشئة، إخراج مختار الوزير، سينوغرافيا مختار الوزير ومنير بن يوسف. هذا وقد عول مختار الوزير في استئناف نص «كليلة ودمنة» على جيل جديد من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي من المتمرسين، ومن خلال سيرهم الذاتية بمسرح الطفل، بما يعني التعود على مخاطبة الطفل عقلا وحواسا وهذا ما اتضح مع عدد من الوجوه «المقنعة» على الركح المسرحي. هذا وتبرز المسرحية الصراع القائم بين رجال السلطة والمفكرين، على خلفية الأحداث التاريخية الدامية التي أطاحت بالدولة الأموية وقيام الدولة العباسية، وعلى ضوء ما كتبه عبد الله المقفع، الذي واكب الدولتين. وقد عكس العرض أطوار هذا الصراع من خلال العلاقة القائمة بين دبشليم وبيدبا الفيلسوف في المواجهة الّتي جمعت بينهما كما وردت في كتاب «كليلة ودمنة». وتنصهر الخرافة في أكثر من موقف فتأتي حجة المقال على لسان الحيوان مما يسمح بتلافي مباشرتية الخطاب التي غالبا ما تحد من النفاذ. عرض «كليلة ودمنة» كلل بالنجاح، وبإعجاب كل الحاضرين في العرض، من كبار وأطفال، الذين أكدوا على انبهارهم بالعرض وبأداء الممثلين، والتنسيق المثالي بين الصوت والموسيقى والإنارة والحركة على الركح المسرحي.