التونسيّة (تونس) دعت تنسيقية حراك شعب المواطنين التي أسّسها الرئيس السابق محمّد المنصف المرزوقي الحكومة ووزير الداخلية إلى التوقف الفوري عن استعمال الرصاص الحي والرش في مواجهة الاحتجاجات التي تعيشها مناطق الجنوب الشرقي معتبرة أنّ هذه احتجاجات سلمية و متاتّية من جرّاء تردّي الوضع الاقتصادي والاجتماعي مؤكّدة أنّ الوازع الحقيقي لهذه الأحداث ارتبط بتعطيل التجارة الموازية مع الشقيقة ليبيا وتضاعف بعد أن فرضت رسوم عبور على التجار. و قالت التنسيقيّة إنّه إذا كان في الأصل أن يقف الجميع ضد كل أشكال التهريب والتجارة الموازية التي تخرب الصناعة الوطنية فإنه يجب أن يكون معلوما للجميع ومفهوما من قبل السلطة الجديدة خاصة، أن هذه التجارة ازدهرت برغم الجميع كبديل اضطراري وقسري لتهميش تاريخي مزمن للمناطق والأشخاص في المناطق الحدودية التي تضطر للتعيش من هذه التجارة مرجعة أسباب إحتجاج سكان هذه المناطق إلى عدم إستشعارهم منذ الثورة حلولا جذرية لتهميشهم الاقتصادي والاجتماعي لتؤكد انّ هذه الاحتجاجات تكتسب مشروعيتها من هذا التهميش والإقصاء التاريخي بما يجعل الحلول الأمنية التي اتبعت في علاجها غير منتجة بل مخربة لكل إمكانيات الإدماج التنموي والسياسي للمناطق الطرفية مثل ذهيبة وبن قردان وهي من جنس الحلول التي اتبعها نظام المخلوع قبل الثورة. و طالبت التنسيقيّة المواطنين بالمنطقة بالتمسك بسلميّة تعبيرهم عن مطالبهم المشروعة في التشغيل والعيش الكريم، بحماية الممتلكات العامة والخاصة من كل تخريب أو إضرار بمرافق الدولة ورموزها السيادية لحين وضع حلول عملية مدروسة بالاشتراك مع سكان المنطقة أنفسهم تتفهم حاجة المنطقة للإدماج داعية المحامين الشرفاء إلى رفع الدعاوى القانونية ومتابعة التحقيقات الأمنية ثم التقاضي بخصوص الأشخاص الذين سقطوا في الاحتجاجات بين جريج وشهيد مطالبة في الآن ذاته الإعلاميين بتغطية عادلة وشفافة للأحداث ونقض كل عمليات تشويه تقوم على خطاب جهوي انفصالي أو إقصائي. ومن جهة اخرى توجه المنصف المرزوقي بتعازيه لعائلات الضحايا داعيا جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب المصلحة الوطنية التي تفترض تفهم السلطات لمطالب المتظاهرين في التنمية العادلة وعدم مواجهتها بالقوة القصوى على حد تعبيره. وشدد المرزوقي على ضرورة تخفيف الاحتقان بالجهة و فتح تحقيق عاجل وجدي في الظروف التي أدت الى سقوط ضحايا بين المتظاهرين، مطالبا الجهات الرسمية باحترام الحقوق والحريات المكفولة بنص الدستور، ومعتبرا أن التعامل العنيف من شأنه زيادة الاحتقان، وأن تفهم مطالب المواطنين والإستماع إليهم هو السبيل الوحيد لنزع فتيل العنف حسب ما ورد على صفحته الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي فايس بوك.