التونسية (تونس) ادى امس السيد سعيد العايدي وزير الصحة في بداية مباشرته لمهامه زيارة تفقدية إلى مستشفى بشير حمزة للأطفال بالعاصمة في إشارة واضحة إلى الأهمية البالغة التي ستوليها وزارة الصحة للعناية بالطفولة. الزيارة استغرقت أكثر من أربع ساعات قام خلالها وزير الصحة بمعاينة سير كل الأقسام بالمستشفى حيث توقف عند كل من قسم الإستعجالي وقسم جراحة العظام وجراحة الأطفال وطب الأطفال والإنعاش المتعدد الإختصاصات ومخبر التحاليل وقسم الأشعة كما تابع عمل الإدارة والصيدلية . وكانت لوزير الصحة محادثات مطولة مع إطارات المستشفى استمع فيها إلى شواغل مختلف الأقسام وآراء أهل الميدان حول سبل تطوير عمل المستشفى الذي يمثل حلقة استراتيجية في المنظومة الصحية حيث قدّم له كل من الدكتور نبيل نصيب رئيس قسم العظام والدكتور مراد الحمزاوي رئيس قسم طب الأطفال والدكتورة سعاد بن بشر رئيسة قسم الإستعجالي والعيادات الخارحية شرحا مفصلا عن ظروف العمل ومتطلبات الإرتقاء أكثر بنوعية الخدمات المقدمة للعائلات التي تقصد مستشفى الأطفال . ومن أهم المسائل التي وقع إثارتها مشكلة الأطفال الذين يأتون للعلاج وينحدرون من أوساط اجتماعية فقيرة أوليس لهم بطاقات علاج أو تغطية اجتماعية علما وأن السيد سعيد العايدي الذي كان مرفوقا ببعض الإطارات السامية مثل الدكتور نبيل بن صالح وروضة بن مرزوق وسنية خياط والملحق الإعلامي شكري النفطي ، وقف بنفسه على هذه المشكلة لما توجه إليه بعض المواطنين واشتكوا إليه صعوبة أحوالهم الإجتماعية والتي تفاعل معها الوزير بتأثر واعدا بالعمل مع الجهات المعنية لإيجاد حلول تساعدهم على نيل حقوقها في الصحة والعلاج .وفي هذا الإطار صرّح السيد سعيد العايدي ل «التونسية» فقال: «هذه الزيارة الميدانية مكنتني من الإلمام بشكل أكثر دقة بسير عمل هذا المستشفى وبأهم مشاكله كالإكتظاظ وضغط الإقبال وهي أشياء لا بد أن نجد لها حلولا حتى تؤدي هذه المؤسسة الصحية الهامة دورها على أحسن وجه. كما سنقوم بدعم الخط الاول من المؤسسات الصحية لتخفيف الضغط على مستشفى بشير حمزة للأطفال». واضاف: «عموما أعتقد أن فتح ملف قطاع الصحة يجب أن يكون من أولويات الحكومة الجديدة التي سأقدم لها تقريرا شاملا عن وضع الصحة في البلاد بعد الزيارات الميدانية الأخرى التي ستشمل كل المؤسسات الصحية في مختلف أنحاء البلاد .» ومن جهته دعا الدكتور نبيل نصيب المواطنين إلى توخّي قليل من الوعي للمساعدة لكي يتم تذليل عديد الصعوبات حيث أن الكثير من الحالات التي تقصد مستشفى الأطفال يمكن تجاوزها في مؤسسات صحية أخرى مع التحلي بشيء من الصبر حيث انه شاهد بنفسه في دولة متقدمة مثل كندا كيف أن المواطنين ينتظرون ست وسبع ساعات في المستشفيات. زيارة السيد سعيد العايدي لهذا المستشفى خاصة وأنه لم يمض أكثر من يومين على تعيينه ترك انطباعات طيبة لدى كل العاملين في المستشفى بمختلف أصنافهم سيما أن هذه الزيارة ينتظرون منها تحرك الوزارة بالتنسيق مع الحكومة الجديدة لإيجاد الحلول الكفيلة التي تريحهم من الظروف الصعبة التي يعملون فيها وتوفير الإمكانيات والمعدات اللازمة لتقديم أفضل الخدمات الصحية للأطفال. كما اكد العاملون في هذا المستشفى على ضرورة توفير سلامة الإطار الطبي وشبه الطبي في قسم الإستعجالي الذين غالبا ما يتعرضون للتعنيف من قبل المرافقين للمرضى.