أصبح الركن التحكيمي أو ما يعرف بتسمية « الموفيولا» يثير الكثير من الجدل حوله سواء تعلّق الأمر بالقناتين 1 و2 للوطنية التونسية أو حنبعل أو حتى الحوار التونسي فالآراء أصبحت متضاربة والأحكام متناقضة بين هذه القناة وتلك وكأن قوانين اللعبة ليست واحدة ومفهوم الأخطاء يختلف من محلّل لآخر والمصيبة أن كل المحلّلين هم دوليون سابقون ومنهم من كان محاضرا وتقلّد أعلى سلطة في سلك التحكيم. إننا لا نشك لحظة في معارفهم التحكيمية ولكن ما أجبرنا على تناول هذا الموضوع بالحديث هو تعدّد التناقضات وإذا كان هذا الركن الذي تعتمده بعض القنوات للتثقيف أو للتنوير حتى لا نقول للتجييش فإنه أصبح أقرب منه للتضليل لأي شيء آخر فالشكوك أصبحت تراود أغلبية المشاهدين حول مصداقية الموفيولا بدءا باختيار الصور إلى التعليق عليها. إن عملية التركيب تخضع لأهواء البعض فهناك صور لا يقع تمريرها وبطبيعة الحال لا يمكن مناقشتها أصلا وصور أخرى تكون غير واضحة ولكن حسب اجتهاد المحلّل يمكن الحكم بما يشتهيه هو أو التهرّب بالقول أنها لا تعطي فكرة واضحة فلماذا يمرّرونها إذن إن لم يكن ذلك لإدخال الشك والبلبلة. لنتحدّث عن بعض الأمثلة ففي سوسة سمحت الأقدار أن شاهدنا شريط فيديو يظهر حرمان الملعب القابسي من ضربة جزاء لا غبار عليها ولكننا لم نشاهد اللقطة خلال تناول هذه المقابلة على الوطنية 1 فهل تعمّد الصحفي عدم إظهارها أم سقطت في عملية التركيب أم أن هشام قيراط يتعرّض لضغط كبير في سوسة يجعله يتفادى ما من شأنه أن يضر بمصالح النجم الساحلي؟ وعادل زهمول الأسبوع الماضي ورّط الرابطة عندما أقرّبأن الصور التلفزية لا تظهر اعتداء لاعب الكاف على الحكم فهل يعقل هذا ؟ من أدرانا أن لحظة الاعتداء لم يكن المصوّر مشغولا بلقطة أخرى أو لم يتمكّن من تصويرها أو حتى وقع بترها أصلا ؟ كثرت التناقضات وبعض الحكام أصبحوا تحت رحمة محللي الموفيولا ومنهم من يقول في السرّ أنهم يتعرّضون لحملة تشويه فالأحكام أصبحت تصدر ليس على أساس المردود وإنما على العلاقة التي تربط المحلّل بالحكم. وإذا كان التحليل التحكيمي ضرورة للقنوات التلفزية للإثارة أو للتثقيف فلا بأس أن يقع استدعاء أكثر من محلّل واحد وهو ما سيضفي أكثر مصداقية فمثلا يتجنب قيراط التعليق على مردود ابنه حتى لا يأتي الحساني من الغد ويقول عكس ما قاله هشام وعلى مقابلات النجم لتفادي الضغط وبالتالي يصبح اللجوء لمحلّلين اثنين يتقاسمان الأدوار أفضل فيصبح لهما أكثر وقت للتدقيق في اللقطات قبل دخول الاستوديو. أما والحالة على تلك الشاكلة فإن الموفيولا لم يعد لها مصداقية تذكر وهو ما جعل لجنة التحكيم لا تأخذها بعين الاعتبار ولا تعتمد سوى على الصور التي تنقل مبارياتها مباشرة.