في وقت يتهرّب فيه الكثير من مهمة رئاسة جمعية رياضية مهما كان تصنيفها في الرابطات أو ترتيبها بين الفرق لجسامة المسؤولية وهروبا من وجع الرأس ومن انتقادات جماهير ذات مزاج متقلب لا تعلم متى تعصف رياح غضبها فتهدم البيت على من فيه... أبى الجليدي العرف إلا أن يتسلم المشعل ويقود سفينة الاتحاد الرياضي ببن قردان ويعيد ترتيب البيت الذي يعرف جيدا كلّ زواياه ويدرك متطلباته خاصّة وأنه من أبرز الداعمين للنادي منذ سنين وأحد أهمّ الفاعلين في الجمعية في الأعوام الفارطة سواء ضمن لجنة الدعم أو لجنة الحكماء التي حمّت الاتحاد خلال الأزمات التي شهدها ... و يخطو اتحاد بن قردان حاليا خطوات ثابتة نحو مرحلة «البلاي أوف» خاصّة وأنه يحتّل المركز الرابع في ترتيب بطولة الرابطة المحترفة الثانية للمجموعة الثانية برصيد 25 نقطة وبفارق نقطة عن قرمبالية الرياضية صاحبة المركز الثالث وينقصه لقاء مع النفيضة الرياضية تأجل لأسباب أمنية، كما أنّ الفريق منهمك في تحضيراته استعدادا لاستضافة النادي الصفاقسي يوم الأحد لحساب الدور السادس عشر لكأس تونس «التونسية» تحدثت إلى رئيس اتحاد بن قردان الجليدي العرف حول ظروف الجمعية وأهدافها وتحضيرات الفريق للقاء «السي آس آس» ومواضيع أخرى تكتشفونها تباعا في الحوار التالي: لمن لا يعرف الجليدي العرف، لو تقدّم نفسك في كلمات؟ الجليدي العرف رجل أعمال أصيل مدينة بن قردان ورئيس الاتحاد الرياضي ببن قردان كما أنني أعد لاعبا سابقا بالأصناف الشابة بالجمعية، محبّ للاتحاد منذ نشأتي وداعم للهيئات السابقة منذ أكثر من عشر سنوات. تقدّمت لرئاسة النادي في وقت حسّاس يهرب فيه الكثيرون من تحمّل هذه المسؤولية، فما الدافع لذلك ؟ كما سبق وأن ذكرت أنا لست بغريب عن الاتحاد الرياضي ببن قردان حيث أنني من أفراد عائلة الاتحاد الذين طالما أعود إليهم بالمشورة أو الدعم ولم أتخلف يوما عن أداء واجبي تجاه جمعيتي، وقد ساهمت في السنوات السابقة بشكل أو بآخر في تنصيب الرؤساء واختيار الأعضاء ... الشيء الذي دفع أحباء الاتحاد وأهالي الجهة لمطالبتي بالترشح لرئاسة الجمعية خلفا لعبد السلام رقاد فما كان مني إلا الاستجابة لندائهم كيف كانت وضعية النادي لدى تسلمك للمقاليد الإدارية ؟ نظرا للعمل الهام الذي قامت به الهيئات السابقة فإن وضعية الجمعية المالية والإدارية تعدّ متميّزة مقارنة بنظيراتها من الجمعيات الناشطة ضمن الرابطة الثانية فأجور اللاعبين والمدربين خالصة وتمّ تسليم المنح كما لا وجود لمشاكل بإمكانها أن تؤرق الاتحاد لكن الأخير يظل في حاجة لدعم مختلف الأطراف من أجل النهوض به ميزانية الاتحاد تعتبر من أضخم ميزانيات الرابطة الثانية إلا أن النتائج على أهميتها تظلّ دون المأمول خاصّة في المواسم الفارطة، فكيف تفسّر ذلك ؟ لا شكّ في أنّ المال قوام الأعمال لكن الامكانيات المادية ليست كلّ شيء ولا يمكنها لوحدها تحقيق الأحلام وصنع الفرص أو تحسين النتائج، لذلك سعينا خلال هذا الموسم لتكوين لجان خاصّة بالدعم وبالشبّان وبتنظيم المقابلات ... حيث حرصنا على ترتيب الأمور التنظيمية بالتنسيق مع الهيئات السابقة وكذلك تظافر مختلف الأطراف وان شاء الله القادم أفضل ماذا عن أهدافكم المستقبلية ؟ تعدّ جلّ فرق الرابطة الثانية متقاربة المستوى لكن رغم ذلك نحن واثقون من امكانياتنا وسنسعى في البداية إلى التأهل إلى مرحلة «البلاي أوف» ومن ثمّ تحقيق حلم الجميع بالصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى ونحن عازمون على تحقيق ذلك لايماننا بأن مكاننا بين الكبار ... وللإشارة فإن الاتحاد يملك من الموارد البشرية ما يجعله قادرا على منافسة أعتى الفرق كما أن المقابلة القادمة مع النفيضة الرياضية ستشهد انضمام المنتدبين الجدد الذين سيقدمون الإضافة المرجوة للمجموعة وكيف هي تحضيرات الفريق لمواجهة النادي الصفاقسي؟ بصراحة لا ينصبّ اهتمامنا حاليا على هذه المقابلة فالنتائج في مثل هذه المنافسات ليست مهمة بقدر أهمية إجراء المباراة في أجواء احتفالية تسودها الروح الرياضية حيث أننا سنكون مضيافين كعادتنا وسنحسن استقبال النادي الرياضي الصفاقسي ف«السي آس آس» من النوادي العريقة ذات القيمة الثابتة وحسن استقبالها واجب ... كما أن هذا اللقاء سيكون فرصة للاعبين لابراز مواهبهم وامكانياتهم الفنية والبدنية: لكن كما ذكرت يظلّ تركيزنا منصبّ على البطولة وضمان الترشح إلى مرحلة «البلاي أوف» يراج أن وديع الجريء رئيس الجامعة عمل على عرقلة مسيرة الاتحاد، كما يقال إنه نظرا لكونه أصيل الجهة فهو يدعم الجمعية ويحميها بطريقة غير مباشرة ... فما صحّة ذلك حسب رأيك؟ الجريء أحد الوجود الرياضية البارزة وكمسؤول رياضي من البديهي أن يتعرض للشكر كما للذمّ وأن يواجه الكثير من الأقاويل والانتقادات ... لكن شخصيا كرئيس لاتحاد بن قردان وأحد رجالاته منذ سنين وأحد أصيلي الجهة لم ألاحظ أبدا أيّة علاقة تعاون أو عرقلة بين الجريء والاتحاد ولا وجود لأدلة ملموسة لهذه الأقاويل حتى أنني أؤكدّ أنّ علاقتي به شخصيا لا تتعدّى علاقة رئيس ناد برئيس الجامعة. ختاما بعيدا عن الاتحاد وليس عن الجريء، ما هو موقفك من رفض الأخير الاعتذار من الكنفدرالية الافريقية ؟ كعاشق لهذا الوطن ولمنتخبه الأوّل ومحب وغيور على الراية الوطنية أساند موقف وديع الجريء رئيس جامعة كرة القدم برفضه الاعتذار للكنفدرالية الإفريقية حيث أعتبر أن ردّ فعل لاعبي المنتخب منطقيا أمام المظلمة التحكيمية التي تعرضنا إليها والتي غيرت مسارنا في منافسات ال«كان».