54 مخالفة اقتصادية والتلاعب بالأسعار في الصدارة مواطنون يدلّون المراقبة على المخالفين بطاطا وتفاح مستورد في قبضة المراقبة باعة يتهمون التجارة الموازية نظّم أمس جهاز المراقبة الاقتصادية التابع للإدارة الجهويّة للتجارة بأريانة وأعوان الفرقة الجهوية للشرطة البلدية حملة مراقبة إقليميّة شملت مختلف الأسواق ونقاط البيع بالجهة من بينها السوق البلدي بأريانة والسوق الأسبوعيّة بشطرانة وقد أسفرت هذه الحملة عن رفع 54 مخالفة اقتصادية توزّعت بين 47 مخالفة في الخضر والغلال و5 مخالفات في الدواجن والأسماك ومخالفة في المواد الغذائيّة و مخالفة في المخابز تتعلق باستعمال مواد مدعّة في غير الأغراض المخصّصة لها وقد تنوّعت المخالفات بين الزيادة في الأسعار وعدم الإستظهار بفاتورة الشراء إضافة إلى إستعمال آلة وزن غير قانونيّة . كما تمّ خلال هذه الحملة حجز 29 لترا من الزيت النباتي المدعّم بمحلّ معدّ لصناعة المرطّبات و50 كلغ من التفاح المستورد إضافة إلى 840 كلغ من البطاطا مجهولة المصدر على متن شاحنة يقوم صاحبها بتوزيع هذه المادة بشكل عشوائي على التجار. «التونسيّة» رافقت فرق المراقبة الاقتصادية والشرطة البلدية إلى مختلف أسواق الجهة أين عاينت المخالفات والتجاوزات ومختلف التدخّلات فكانت لنا الورقة التالية. أكد كاسر بن خليفة كاهية مدير المراقبة الاقتصادية بأريانة أنه تمت مضاعفة حملات المراقبة مقارنة بشهر جانفي حيث تمّ تسجيل 847 زيارة في النصف الأوّل من شهر فيفري مقابل 126 زيارة طيلة شهر جانفي مبيّنا أنّ ذلك كان في إطار سياسة الحكومة الجديدة للضغط على أسعار المنتوجات الفلاحيّة الطازجة مضيفا انّ الإدارة الجهويّة عملت على تكثيف عملها خلال الفترة المنقضية بالتدخّل على عدّة مستويات وبتشديد العمل الرقابي الميداني في اهمّ مسالك التوزيع وبالتعاون مع مختلف أجهزة الرقابة التابعة لوزارة الداخلية. و أضاف محدّثنا أنّه تمّ كذلك تشكيل فرق مراقبة تغطّي كامل المساحات التجاريّة الكبرى في المنطقة وذلك للإطلاع على طريقة التزوّد بالغلال واللحوم في هذه المساحات إضافة إلى عمليّة الضّغط على الأسعار مشيرا في الآن نفسه إلى أنّ الإدارة عملت على عقد سلسلة من الإجتماعات مع ممثلين عن الغرفة الوطنية للقصابين والغرفة الوطنيّة لباعة الخضر والغلال بالتفصيل قصد الضغط على الأسعار. تكثيف المراقبة و عدّد محدّثنا المصاعب التي يمكن ان يتعرّض لها أعوان المراقبة وتستدعي تدخّل أعوان الأمن والشرطة البلديّة بتسهيل مهامهم والتدخّل فوريّا في الحالات المستعصية مشيرا إلى انّ مصالح الإدارة قد تمكّنت في شهر جانفي وعقب 618 زيارة من رفع 171 مخالفة إقتصاديّة منها 57 مخالفة شملت الخضر والغلال و63 مخالفة شملت المواد الغذائيّة و18 مخالفة تعلّقت باللحوم ، مبيّنا أنّ هذه المخالفات تمثّلت في الزيادة في الأسعار أو عدم إشهارها إلى جانب الغش بآلات الوزن والكيل. أمّا في المنتصف الأوّل من شهر فيفري فقد سجّل جهاز المراقبة في الجهة 126 مخالفة إقتصاديّة إثر 874 زيارة أكثرها كان في صفوف المواد الغذائيّة. من جانبه قال حسني الصحراوي ملازم أوّل في فرقة الشرطة البلدية بأريانة ل«التونسيّة» إنّ مهمّة الامنيين خلال هذه الحملات هي تيسير عمل جهاز المراقبة من جهة وحلّ الإشكاليات من جهة اخرى وخاصة تسهيل حصول أعوان المراقبة الاقتصادية على بطاقات الهوية والوثائق اللازمة للقيام بالمحاضر كما أنهم يتدخّلون للقيام بعمليات الحجز إذا تطلّب الأمر. تعديل في الأسعار وتشكيات من الأضرار في السوق البلدي بأريانة والسوق الأسبوعيّة بشطرانة نجح جهاز المراقبة في تعديل أسعار الخضر من خلال إجبار الباعة على تخفيضها وإشهار سعرها والالتزام بأسعار البيع المضمنة بالوصل الذي تسلّمه من سوق الجملة حيث تمّ تعديل سعر الفلفل من 2000 ملّيم إلى 1610 ملّيم والطماطم من 1180 ملّيم إلى 800 ملّيم والبطاطا إلى 700 مليّم. تخفيض استبشر به المواطنون الذين هرع البعض منهم إلى اعوان المراقبة وباتوا يدلّونهم على الباعة المخالفين والأسعار التي كانوا يبيعون بها قبل دقائق من تدّخّل فرق المراقبة هذا التدخّل جعل أصوات الباعة ترتفع وحاولوا بشتّى الوسائل إقناع جهاز المراقبة وأعوان الشرطة البلديّة بأنّهم على حقّ وبأنّه لا يمكنهم البيع بالخسارة بعد اشترائهم للخضر والغلال بأسعار مرتفعة لكنّهم لم يفلحوا في ذلك جرّاء إصرار أعضاء الفرق على مطالبتهم بوصل الشراء وإبراز مخالفاتهم كما لم يفلحوا من جهة أخرى في غلق محلاتهم قبل تسجيل أيّة مخالفة في حقّهم . الباعة في السوق المركزي بأريانة الذي بدا شبه خال من الحرفاء لم يكونوا ضدّ تدخّلات اعوان المراقبة الإقتصاديّة لكنّهم برّروا ل«التونسيّة» تجاوزاتهم بالأضرار والخسائر الماديّة التي لحقتهم جرّاء الانتصاب الفوضوي والسّوق الموازية المنتصبة في مدخل السّوق متسائلين عن سرّ غياب الإجراءات الردعيّة تجاه هؤلاء وعن سبب عدم تدخّل أعوان البلديّة لتطبيق القانون عليهم. و في هذا الصّدد قال محمّد الكشباطي رئيس غرفة القصّابين وبائع لحوم بأريانة ل«التونسيّة» إنّه لا يقف ضدّ القانون وإنّه التزم بما تعهّد به للإدراة الجهويّة للتجارة بأريانة حول تعديل الأسعار وتخفيضها مؤكّدا أنّ غاية تجّار السوق المركزي بأريانة هي العمل وليس البحث عن الربح قائلا « ماعادش حاجتنا بالربح حاجتنا باش نخدموا، مشدّدا على انّ السوق الموازية المنتصبة قبالتهم أضرّت بتجارتهم رغم الأسعار المشطّة التي يعمل بها باعتها في غياب أي قانون ردعي لهم مشيرا إلى انّ اغلب تجار السوق المركزي اليوم باتوا عاجزين عن دفع الخطايا أو الأموال التي يمكن ان تطالبهم بها سلطة الإشراف ليذهب إلى القول بأنّ البعض منهم بات عاجزا عن تسديد معاليم الكراء جرّاء عدم إقبال الحرفاء.