انتظم أمس بدار الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بصفاقس ملتقى حول الجودة في قطاع الجلود والأحذية نظمه المركز الوطني للجلود والأحذية وقد أبرز أنور التريكي رئيس الاتحاد في كلمة افتتاحية ما يكتسيه القطاع من أهمية قصوى سواء من حيث توفير موارد الرزق ومواطن الشغل لعشرات الآلاف من العائلات على مر تاريخ صفاقس أو من حيث موقعه في الاقتصاد بين الوطني والجهوي وحجم الاستثمارات فيه وقال إن القطاع مع ذلك ظل يشكو العديد من المشاكل منذ سنوات طويلة أهمها دخول بعض اللوبيات العائلية التي انتهجت سياسة التوريد العشوائي خاصة من آسيا وما تبع ذلك من تهريب مما أغرق السوق بسلع تفتقر للجودة والشروط الصحية لكنها تتميز برخص الأسعار وهو ما أثر سلبا على عشرات المؤسسات وعشرات الآلاف من أرباب المهنة بمختلف أصنافها سواء صناعة الأحذية أو مستلزمات الصناعيين واعتبر التريكي أن هذه الظاهرة تفاقمت بعد الثورة لا سيما مع تواصل الثغرات في التشريعات والقوانين والرقابة الجمركية والأداء الضريبي. من ناحيته تحدث عمر بوزوادة المدير العام للمركز الوطني للجلود والأحذية عن تأثر هذا القطاع كثيرا طيلة العقد الماضي بسبب السوق الموازية والواردات العشوائية مع عزوف الشباب عن الانخراط في الحرف التابعة للجلود والأحذية وندرة المواد الخام وقال على صعيد آخر إن قلة من المؤسسات الصناعية التي تزود السوق المحلية بالمنتوجات الجلدية حيث استاثر الحرفيون والمستوردون بالنصيب الأوفر على مستوى السوق وهو ما أدى إلى انخفاض واضح في جودة المنتوجات التي تنتشر خاصة على مستوى الأسواق الأسبوعية والمراكز التجارية في جميع المدن التونسية وأشار إلى أنه في إطار السعي إلى مواجهة المشاكل التي تعترض القطاع قام المركز الوطني للجلود والأحذية هذه السنة ببرمجة جملة من الأنشطة المتنوعة التي تتميز أساسا بالتجديد تجدر الإشارة إلى أنه خلال الملتقى تم القاء مجموعة من المداخلات التي تناولت مختلف جوانب الموضوع وجرى حوار طرحت فيه المقترحات الكفيلة بتطهير القطاع وتطويره وتحسين جودته حيث تعهد المدير العام للمركز ورئيس الجامعة الوطنية للجلود والأحذية برفعها إلى الجهات المعنية في المستوى الحكومي والعمل على تنفيذها.