تونس الصباح: تراجعت نسبة نمو قطاع الجلود والأحذية خلال سنة 2008 لتبلغ 5% بعد أن بلغت خلال الاشهر التسعة من السنة المنقضية حوالي 11% بسبب تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية وانعكاساتها على هذا القطاع خاصة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة المنقضية وفق ما صرح به رئيس المركز الوطني للجلود والأحذية أحمد بوعصيدة خلال المنتدى الذي انتظم أمس حول رهانات التجديد في قطاع الصناعات الجلدية الذي نظمه المركز الوطني للجلود والأحذية تحت اشراف وزارة الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة وبمناسبة الاحتفال بمرور أربعين سنة على انبعاث المركز. ويوفر قطاع الجلود والأحذية اليوم حوالي 40 ألف فرصة عمل ويضم 450 مؤسسة، نصفها موجه بالاساس للتصدير مقابل 100 مؤسسة في 1980 توفر حوالي 5000 فرصة عمل. وبلغ حجم صادرات الجلود والأحذية خلال السنة المنقضية نحو 900 مليون دينار مقابل 50 مليون دينار سنة 1987 فضلا عن انخراط 285 مؤسسة في برنامج التأهيل الصناعي خلال سنة 2008 مع تطور في حجم الاستثمار ب170 مليون دينار منها 25% مخصصة للاستثمارات اللامادية حسب ما صرح به وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة. وكان المحور الرئيسي لهذا المنتدى رهانات التجديد في قطاع الصناعات الجلدية حيث تم اعداد دراسات وأبحاث لتطوير قطاع الجلود والأحذية كاستعمال جلد الجمل وتثمينه لصناعة الأحذية وبالتالي النهوض بالقطاع والمساهمة في تطويره من خلال ابتكار أنماط جديدة وتنويع المنتوج، فالمنتوج التونسي يركز على الجودة والتجديد وهذا ما يميزه على المنتوجات الآسيوية التي تعتمد على كثرة الانتاج دون التركيز على الجودة، مما يفتح آفاق أسواق جديدة والرفع من مستوى التصدير نظرا للموقع الجغرافي الذي يميز تونس وقربها من الأسواق الأوروبية. وعموما فإن هذا القطاع يسير نحو تحقيق نتائج ايجابية على المستوى العالمي نظرا لتوفر الجودة والتكوين والاطارات الفنية ويحتل المرتبة الرابعة من حيث العملة الصعبة بعد قطاع الفلاحة والسياحة والنسيج والملابس. كما سيتم المرور من مرحلة المناولة الى مرحلة الشراكة في الانتاج في اطار التجديد للنهوض بالقطاع وتحسين القدرة التنافسية. وتم التطرق الى تأثر القطاع بتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية خاصة خلال الاشهر الثلاثة الأخيرة من السنة المنقضية حيث سجل انخفاضا في الطاقة الانتاجية للتصدير ب20% مقارنة بسنة 2007، لكن بفضل الاجراءات الرئاسية التي تم اتخاذها والمتمثلة في التقليص من ساعات العمل بالنسبة للمؤسسات التي تواجه صعوبات في التصدير والتخفيض بنسبة 50% من الضمان الاجتماعي سيمكن القطاع من تجاوز هذه التأثيرات الى أن يتحسن الوضع الاقتصادي ويستأنف القطاع نشاطه كما في السابق. للاشارة فإن المركز الوطني للجلود والأحذية بعث سنة 1969 ويعد أول مركز تقني يضم 3 مراكز لتكوين التقنيين والمختصين، الاول في تونس والثاني في صفاقس اما الثالث فهو في نابل.