من أهم القطاعات التي توفر موارد رزق للعديد من العائلات بمعتمدية عين دراهم قطاع الصناعات التقليدية الذي يحتوي على العديد من الحرف التقليدية كصناعة الخزف والخيزران والنقش على المواد الخشبية والأواني الفخرية والطينية وصناعة الزريبة وفي نطاق تطوير هذا المنتوج التقليدي سعت الدولة منذ عدة سنوات مضت إلى تركيز سوق يومية بمدخل المدينة يعرف بسوق العود والخيزران والمواد الخزفية تعرض به الكثير من هذه المنتجات التي أصبح البعض منها مهددا بالاندثار جراء ما يعانيه هذا القطاع الحيوي من صعوبات يتمثل أهمها في تأخر الانطلاق في انجاز القرية الحرفية لهذه الصناعات والتي تم رصد الاعتمادات اللازمة لها منذ سنة 2010 وفي لقاء مع التونسية يقول السيد عبد الرءوف السومري من أصحاب هذه الصناعات التقليدية يمر القطاع بالعديد من الصعوبات ويعاني الكثير من الإشكاليات وهو ما قلص من موارد رزق العديد من العائلات التي كانت تمتهن وتحذق هذه الصناعات التي تمثل التراث الحضاري والتقليدي لهذه الجهة هذا إلى جانب هجرة البعض من اليد العاملة المختصة إلى ولايات ومناطق أخرى وتخلى البعض الآخر عن هذه الصناعات ويضيف قائلا تكمن أهم الصعوبات في توفير المواد الأولية والتي يقع جلبها من خارج الوطن من طرف مزودين كالخيزران الذي يقع تخزينه بمنطقتي سيدي علي الحطاب والمحرس ما يستوجب على الحرفي كراء سيارة والتحول من مدينة عين دراهم إلى هذه الأماكن لجلب المواد المذكورة كما أن المواد الأولية المتأتية من الخشب والمتوفرة بهذه المناطق أصبح الحصول عليها صعبا جدا نظرا للتشريعات القانونية المتعلقة بمجلة الغابات والتي تهدف بدرجة أولى إلى المحافظة على هذه الثروة الوطنية وضمان ديمومتها ولم تراعي من جانب أخر مصلحة الحرفيين فخشب الدردار الذي تصنع منه العديد من الأواني لا يمكن الترخيص في قطع أشجاره من طرف إدارة الغابات إلا في حالات نادرة جدا وبذالك يلتجأ الحرفيين إلى المواد الخشبية الأخرى والتي اقل جودة من مادة الدردار ولا يقبل الزائر والسائح على شراء التحف المصنوعة منها ومن هذا المنطلق فعلى إدارة الغابات بعين دراهم مراعاة هذه الأمور وان تبادر بالتكثيف من غراسة هذا النوع من الأشجار الغابية التي قد تدر من ناحية موارد مالية على الدولة عند بيعها كما أنها ستوفر المادة الأولية للصناعات التقليدية بهذه الجهات ويختم قائلا لا تقتصر المعاناة على الحرفيين المتمركزين بهذه السوق فهناك الكثير منهم متمركزين بأكشاك لبيع هذا المنتوج بجانب الطرقات الرئيسة ويعيلون العديد من العائلات كما يعانون من نفس الصعوبات وعلى الدولة أن تبادر بتخصيص قروض صغرى تتراوح بين 5و15الف دينار يقع استخلاصها على مدى طويل لهؤلاء الحرفين حتى يتمكنوا من النهوض بهذا القطاع الهام والذي يوفر موارد رزق للعائلات القاطنة بالمناطق الريفية والجبلية و التي تصنع التحف الخشبية والأواني الخزفية وتزود بها هذه السوق