للجولة الثالثة على التوالي ينهزم الاتحاد الرياضي المنستيري ويبقى رصيد نقاطه متجمدا عند ال 16 نقطة رغم أنّ الفريق قدم مستوى جيدا ولعب مباريات كبيرة منذ انطلاق مرحلة الإياب فمعظم اللقاءات خاضها فريق مدينة الرباط بروح معنوية عالية واستطاع أن يفرض أسلوبه في جل مقابلاته وبلغة الحساب لو اكتفى الاتحاد المنستيري فقط بنقطة التعادل في لقاءاته ضد الترجي الرياضي ونجم المتلوي والملعب التونسي والنجم الرياضي الساحلي لكان في رصيده 20 نقطة ولكن في كل مرة ورغم غزارة المردود يفشل فريق مدينة الرباط في اقتلاع النقاط مكتفيا بالمردود الجيد دون نجاعة هجومية رغم وفرة الفرص وحجم اللعب الذي صنعه زملاء أحمد العيادي بما يعبّر عن رغبة أكيدة في انقاذ الفريق من النزول وهو المعطى الأهم والأبرز الذي يتعيّن الاشتغال عليه في بقية جولات البطولة الوطنية لحسن توظيفه على النحو الذي يحقق لفريق مدينة الرباط أن يظفر بورقة الاستمرار في الرابطة المحترفة الأولى المكان الطبيعي والعادي للاتحاد المنستيري. استقرار نسبي انهزام مستقبل قابس وجميعة جربة وقوافل قفصة ساهم إلى حد ما في حصول استقرار نسبي في وضعية الاتحاد المنستيري في حوار تفادي النزول بما أن تجمّد رصيد النقاط من شأنه أن يعزّز في حظوظ فريق مدينة الرباط في قادم الجولات في الرهان على البقاء خاصة وأن الجولة القادمة سيكون خلالها الحوار من فئة ست نقاط مع جميعة جربة في ملعب حومة السوق وهي المباراة التي قد تشكل المفتاح الذي بحث عنه الاتحاد المنستيري طويلا للشروع في عملية الإنقاذ بما أن الفوز في الحوارات المباشرة مع المنافسين على تفادي النزول له أبعاده التي تمنح حظوظا أوفر للنظر إلى بقية المشوار من سباق البطولة بعيون ملؤها التفاؤل والحلم والمقدرة على مغالبة كل الصعاب وتحقيق ما عجز عنه الاتحاد المنستيري على امتداد 15 جولة بالتمام والكمال خاصة وأن ال 24 نقطة المتبقية بإستطاعة زملاء الحارس مكرم البديري أن يغنموا منها ما يمكنهم من تأمين البقاء في الرابطة المحترفة الأولى. المحافظة على الإطار الفني كلمة حق يتعين قولها في شأن الجهاز الفني الحالي الذي يقوده المدرب رضا ساسي ومساعده زياد التومي مضمونها أن هناك عمل وتواصل واستمرارية مع ما بدأه المدرب لطفي رحيم ومن بعده خالد بن ساسي من اصلاحات استهدفت مختلف الجوانب الفنية والبدنية والذهنية لا سيما وأن ساسي والتومي اشتغلا مع رحيم وبن ساسي ولهما من الإطلاع والإلمام بواقع الفريق ما من شأنه أن يلغي فكرة انتداب مدرب جديد لأن الوقت لا يسمح وما تبقى من عمر البطولة يتعيّن فيه مزيد من الإحاطة والتحفيز والتأطير والاقتراب أكثر من المجموعة وعندما نرى حجم اللعب والروح المعنوية العالية للفريق نقف على حقيقة واضحة تفيد بأن هناك عمل جادّ ومركّز ولا ينقص الاتحاد المنستيري غير تحقيق إنتصار ليمرّ نحو النسق المطلوب في جني النقاط... لذلك فإنّ الاستمرارية من أوكد ضمانات إنجاح المرحلة المقبلة واستغلال الجولات الثماني المتبقية بما يستجيب لطموح البقاء وهو هدف غير صعب المنال متى آمن الجميع في الاتحاد المنستيري بذلك في ظل الإشارات الإيجابية التي يقدمها الفريق من جولة إلى أخرى. الغياب المؤثر ل«سليمان» في ثلاث مقابلات ضد الترجي الرياضي ونجم المتلوي والنجم الساحلي يقبل الإتحاد المنستيري أهدافا بنفس الطريقة وبذات الأخطاء الدفاعية الناجحة الناجمة أساسا عن سوء التمركز حيث لاح جليا بأن الانسجام والتكامل اللذين كانا مع أحمد العيادي ومحمد حسام سليمان افتقدهما الاتحاد المنستيري جراء غياب سليمان... والمسألة لا تتعلق بماريس فنيا بل بجانب الانسجام بينه وبين العيادي ولو استمر التعويل على الشاب الواعد ياسين العيسي الذي شكل المفاجأة السارة لدى مراهنة المدرب خالد بن ساسي عليه لربّما كانت الوضعية أفضل ومهما يكن من أمر فإنّ الاشتغال على الأخطاء المرتكبة في اللقاءات الأخيرة من شأنه أن يعيد التوزان لمحور دفاع الاتحاد المنستيري خاصة وأن ورقة المدافع محمود الخميري مطروحة بدورها وقد تشكل الحلّ الملائم.